قد تناولنا بالمقال السابق نمط وسيناريو القصص والحواديت التي تُسرد علينا نحن الفتيات منذ الصغر..
وكيف كان لهذا الدور الأكبر في تشكيل أفكار وهمية وخاطئة دمَّرت حياة عدد كبير من النساء حين صدموا بحقيقة الواقع منذ مطلع عمر الشباب.
قد ذكرت بالمقال السابق أننا سنتحدث حول كيف ولماذا تم خداعنا بتلك القصص الوهمية والمزيفة منذ الصغر مثل قصة سندريلا وغيرها من القصص التي تتبنى ذات المنطق ولكن مع اختلاف العنوان..
عزيزتي مثل ما تعرفين أنه في مختلف الحقب الزمنية وعلى مرّ العصور يعلم الجميع أن كافة مجتمعات العالم تتبنى الفكر الذكوري من الدرجة الأولى..
حيث تكون الأولوية للرجل في معظم الأحوال مثل تولي المناصب الرفيعة والمهمّة، وحتى القوانين صمّمت على قياسه، ولكن بغض النظر عن هذا سأتوجّه مباشرة إلى صلب الموضوع.
نظراً لما ذُكر أعلاه يا عزيزتي لا تندهشي من أنه يتمّ خداعك منذ الطفولة من تلك القصص التي من المفترض أنها تهدف إلى رسم صورة للمرأة على أنها الأميرة والملكة المقدسة والتي تُعامل بلطف من الجميع..
وأنه حسب ما ذُكر أن فارس أحلامها وزوجها المستقبلي هو مارد المصباح الخارق الذي خُلق لأجل أن يسعدها ويحقق لما أمانيها وأحلامها ويعيشا معاً في سعادة وهناء.!
أليس هذا من المفترض أن تكون عليه حياة المرأة في القصص الموروثة عبر الأجيال!
ولكن للأسف الواقع كان مغايرا تماماً وشاهدنا بذاتنا ما هو الإطار أو بمعنى أدقّ الفخ الذي تم تجهيزه للمرأة حين تبلغ عمر الشباب، وهو أن الزوجة والمرأة الصالحة بالنسبة للمجتمع هي كالآتي:
أولاً، يجب أن تكوني دوماً أنثى مرتبة وأنيقة حتى تحافظي على نظرته لكِ حتى لا تضطريه إلى أن ينظر إلى امرأة أخرى.
ثانياً، إذا كان لديكِ أولاد يجب أن تهتمي بكافة شؤونهم من حيث الدراسة، والواجبات، والطعام، والنظافة، وهكذا..
وأن تحافظي على نظافة وترتيب البيت في آنٍ واحد، وعند اقتراب ميعاد عودة زوجك من العمل عليكِ أن تمنعيهم من إصدار الضوضاء حتى ينعم الأب بالهدوء بعد يوم العمل المرهق.
ثالثاً، يجب أن تكوني طباخة ماهرة يا عزيزتي، وأن تقدمي لزوجك يومياً أشهى المأكولات حتى تبهريه، حيث هناك حكمة معروفة وهي أن أقرب طريق لقلب الرجل هو معدته.
كما رأيتِ في ملخص صغير، هكذا هي حياة فارس الأحلام التي كافئ بها المجتمع النساء ووعدهم بها من خلال تلك القصص!
وجدت المرأة أنه عليها أن تكون أحلامها، وأهدافها، وإثبات ذاتها، واكتشاف مواهبها، ومهارتها، تنحصر في الطبخ والإطعام، ومهام النظافة، والمنزل، والاهتمام بكافة شؤون الأبناء، نظراً لانشغاله في عمله لإثبات ذاته وقدراته بمؤسسة العمل والمجتمع، وبناء مستقبل مهني ومالي ناجح.
تلك الجملة السابقة سأضع أسفلها عدّة خطوط حمراء لأن هذه النقطة التي تدرجت حتى أصل إليها من خلال المقال وسنناقشها بالمقال القادم بالجزء الثالث من سلسلة كوني فتاة أحلامك.
قد يعجبك أيضاً:
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.