عزيزتي المرأة قد نشأنا وتربينا منذ الطفولة على القصص والحواديت المسلية والممتعة وخاصّة قصّة ما قبل النوم..
وهذا كان المألوف حينها عن كل الأطفال سواء ذكوراً أو إناثاً، ولكن موضوع اليوم يناقش تحديداً نوعية القصص التي كانت تُحكى للأطفال الإناث.
عزيزتي هل يمكنكِ أن ترجعي معي بالذاكرة إلى الماضي قليلاً، وتتذكرين نوعية القصص التي كانت تُسرد عليكِ وأنتِ طفلة من قِبل الأم أو الجدة!
حسناً إن لم تتذكري سوف أذكركِ، كان الأمر يدور من خلال الآتي:
كان يدور سيناريو القصص في أن هناك فتاة جميلة ورقيقة وفي غاية البراءة، ولكن مع كل هذا للأسف كان لديها مشكلة اجتماعية..
إما أنها فقيرة وتسكن ببيت صغير وبسيط وسط الغابة، ولكنها لديها أحلام وطموحات لا حدود لها، أَو أنها تعيش حياة قاسية مع زوجة أبيها وهكذا كان النمط.
وفي يوم من الأيام يلعب القدر دوره وهي تتجول بالغابة، وإذ هي تقابل فارس الأحلام الذي يقلب حياتها رأساً على عقب..
ويتحول حزنها إلى سعادة ومن ثم يخطفها على الحصان الأبيض، ويحققان الأحلام معاً، وتنتقل من حياة الكوخ إلى حياة القصور، وتعيش حياة السعادة والهناء التي طالما حلُمت بها.
هذا بكل اختصار محتوى القصص التي كنا نسمعها من الأم والجدة، وترسخت بداخل عقولنا ومشاعرنا، وقررنا لا إرادياً أن هذا نمط الحياة الذي نرغب أن تعيش..
وتبدأ بمرحلة المراهقة رحلة البحث عن فارس الأحلام الذي سيخطفنا على الحصان الأبيض، والذي بدوره من المفترض أن يحقق لنا ما حلُمنا به دوماً من أهداف وطموحات، مثل ما سمعنا في قصة سندريلا، والأميرة، والشاطر حسن، ونسير على خطاهم.
وانحصرت أحلامنا وأفكارنا أن نعيش قصة الحبّ الأفلاطونية، ونذهب على الحصان الأبيض مع فارس الأحلام إلى الحياة الجديدة وهكذا.
هل أدركتِ يا عزيزتي ذلك الفخ العميق الذي أوقع بحياة معظم النساء في مأساة وجعلها تعيش أياماً صعبة ومريرة؟
هل أدركتِ أنه قد تم خيانتك وخداعكِ من خلال تلك القصص الوهمية التي كانت تسرد عليك منذ الطفولة، حين اخترت شريك الحياة الخاطئ والذي ظننت أنه فارس الأحلام الذي لطالما سمعت عنه في الروايات..
وأن الحياة التي تعيشينها ليست الحياة السعيدة والهانئة التي أردتِ عيشها منذ أول مرة سمعت فيها أذنيكِ تلك القصص؟
واختتمتُ الدهشة في أنه لا يوجد من يحقق لكِ الأحلام مثل ما فعل الأمير مع سندريلا...!
عزيزتي إذا أردتِ أن تعرفي كيف، ولماذا تم خداعك منذ الطفولة بهذه القصص، وما هو الشكل والإطار الصحيح والواعي لتربية المرأة منذ الطفولة، تابعي بالجزء الثاني في المقال القادم من سلسلة "كوني فتاة أحلامك".
قد يعجبك أيضاً:
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.