كوامن

أيا كنت، أينما كنت وكيفما كنت، المهم أن تكون أنت وأن تبقى كما أنت، مهما كان عمرك، وحيثما قطنت، رغم اختلافك عني واختلافي عنك، فإنّك حتماً تخفي مشاعر اعترتك.

قد تشعر أحياناً بالرغبة في الضحك، وفي البكاء، وفي الصراخ أو الانعزال، كلّ تلك انفعالات تلقيها سجيتك عندما تتأثر بما وبمن حولك، ليس ضعفاً تبديه، ولا عدم سيطرة على نفسك، ولا لأن شخصيتك ضعيفة..                                       

قد تضحك كي تخفي حزناً أو ألماً، ليس جيداً أن نضحك دائماً، ولكنّ الضحك قد يكون علاج المهموم، دواء لمن أثقلته الآلام وخانته الأيام وخابت له الأحلام.

عندما تشعر بالنّدم وتخوض ملاحم تراجع فيها ذاتك، وتحزن فيها لوقت ضاع منك، أو صديق راح عنك، أو لأنك كنت ضحية أوهام بنيتها من خيال فحطّمها الواقع!

 قد تشعر بالخيبة، وباليأس، وبالجمود، وبالانهيار... قد تبكي وتذرف الدموع، نعم، فالدمع قد يغسل المآسي ويزيح الغموم... أليستِ السحب تبكي فتسقى الزهور!

عندما تبكي ستعتصر قلبك أحزان، وسيغمرك الشجن، لكنك ستدرك أخطاءك وستتعلم منها، ستنسى كلّ ذلك، وستضحك ثم تعود للضحك..  

ستجده العلاج الوحيد، ستضحك ليس من الواقع الذي أنت فيه، ولا لقدرتك على تخطيه، ولكن لأنك ستتذكر عفويتك التي أجزت بك إلى الوضع الذي أنت فيه، وسذاجتك التي ألقت بك في بحر هائج ماكنت لتبحر فيه، ثم ستبكي لأنك سمحت لنفسك بتكرار الخطأ، وستشعر بضعفك لأنك أخطأت ولم تتعلم من الخطأ، ثم ستضحك.....

ألم تفهم؟! إنّها كوامن تعتريك، تعتريني وتعتري كل من حركت نشوة الحرية قلبه والعزة والكرامة نفسه، وتغمر كل من عزم أن يستفيد من خطئه. إن أخطأت فلا تحزن، تخط الشجن، اطوِ صفحات حياتك، غيِّر كلّ ما ترغب بتغييره كما ترغب به أن يكون...، ولكن فقط إياك أن تكبت مشاعرك أو تكتم أي خاطرة تبادرت إليك..

لأن كوامنك هي ما تجعلك أنت!

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يناير 30, 2022, 4:16 م

جميل ماشاء الله أحسنت 🌹

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

نبذة عن الكاتب