هناك من يسمعك جيدًا ويحرص على أن يسمعك خطأ، وهناك من يراك جيدًا ويفهمك جيدًا، لكن يحرص على أن يراك على نحو خاطئ، وعلى أن يفهمك بطريقة خاطئة، لا بد أنك صادفت مثل هذه العينة من الناس، وواجبك تجاههم هو أن تحرص على أن يستمروا في أن يروك ويسمعوك ويفهموك على نحو خاطئ، وأن تثبت لهم بكل ما أوتيت من طاقة وقوة أنهم محقون بما يعتقدونه تجاهك، لا تحاول أن تصحح لهم آراءهم أو مفاهيمهم عنك، أو أن تقنعهم بشيء مختلف عما يظنونه عنك، فأنت تقع في مغالطة كبيرة جدًّا بمحاولتك إقناعهم أنك العكس.
فهؤلاء اقتنعوا بمحض إرادتهم بالأفكار التي يريدون أن يلبسوك إياها بسهولة، ولم يكلفوا أنفسهم عناء إعادة التفكير في ما توصلوا له من أفكار ونوايا لك، فلماذا تحاول جاهدًا أن تدحضها عنك وهم خير من يعرفك، بل يعرفونك خيرًا من نفسك؟ فقط سايرهم وستجد منافع كثيرة مما تجنيه من مسايرة معتقداتهم وأفكارهم عنك، فهذا النوع من الناس كلما أساؤوا الظن بك كنت أنت محظوظًا، فمثل هؤلاء الأشخاص لا تريدهم في حياتك.
صدقني أنت في غنى عنهم، فلترقَ إلى توقعاتهم، بل فاجئهم بما هو أسوأ، واذهب إلى ماهو أبعد من ذلك، كلما خاب أملهم فيك ارتقيت درجة في التحرر منهم والتخلص من براثنهم وسميتهم، لا تدعهم يبادرونك بسوء الظن والنوايا عنك، وفر عليهم ذلك، وأظهر سوء نواياهم وظنونهم عنك.
أظهر لهم أنهم محقون بشأنك حتى يهنؤوا براحة البال، أشعرهم بالانتصار، فهذا جل ما يبحثون عنه، نصر مزيف أحمق لا تتردد في إهدائهم إياه، فهم وحدهم من يعتقدون أنهم يخوضون معركة من طرفهم، أظهر لهم فيها أنك المنهزم، وعندما لا يجدون فيك الخصم المنشود سيتركونك ويبحثون عن غريم لهم، وهكذا تهنأ بالسلام، وتتخلص منهم، وتركز أكثر على حياتك دون تشتيت من هؤلاء الحمقى، فقط تصرف بذكاء.
تمامًا كما فعل الجندي الأمريكي الذي وقع أسيرًا في قبضة الفيتناميين، حين تظاهر بالغباء الخارق، وعندما لم يجدوا منه نفعًا بسبب غبائه الخارق أخلوا سراحه، ليتمكن من الهرب والعودة إلى بلده سالمًا معافى، وتمكن من تسريب معلومات المعسكر الفيتنامي كما لو كان جاسوسًا، وحينها تمكنوا من تدمير المعسكر وإنقاذ باقي الجنود الأمريكيين بفضل غباء صاحبنا.
لذا إن تطلب الأمر أن تكون غبيًّا أو تكون سيئًا لا تتردد في فعل ذلك، فتصرفك بحماقة أو سوء أحيانًا سينجيك من الناس السيئين أو المواقف السيئة التي تمتص طاقتك وجهدك ووقتك، لذا كن غبيًّا وكن سيئًا.
👍👍👍👍
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.