بناء العادة والتخلص منها.. طريقك نحو التغيير

نسعى جميعًا نحو التغيير للأفضل. ولكن هل تساءلت يومًا: لماذا يبدو التغيير صعبًا في بداية الأمر؟ كثير منا يراوده هذا السؤال. يرجع السبب إلى إضافة عادة جديدة إلى روتينك اليومي. ولكن كم من الوقت نحتاج إلى بناء عادة؟ دعنا نصحبك عزيزي في جولة جديدة تساعدك في بناء عادات جديدة، وكيفية تحويل فكرة في ذهنك إلى واقع تعيشه فعلًا.

 ما العادة؟ 

هي سلوك أو تصرف يتكرر باستمرار لدرجة أنه يصبح جزءًا من روتينك اليومي، فيوجد نوعان من العادات؛ إيجابية وسلبية، وهي تتشكل نتيجة لتكرار الفعل نفسه في مواقف محددة، حتى تصبح تلقائية دون أي تفكير. 

مثال على العادات الإيجابية: شرب الماء بانتظام، أو ممارسة الرياضة يوميًّا. أما العادات السلبية فقد تكون مثل التدخين المستمر، أو الإفراط في تناول الطعام غير الصحي.

كم تحتاج من الوقت لبناء عادة جديدة؟ 

تختلف مدة تكوين العادة على حسب الأشخاص ونوع العادة أيضًا. فمثلًا إذا كنت ترغب في بناء عادة جديدة مثل شرب الماء يوميًّا عند الاستيقاظ فتلك العادة يمكن اكتسابها في وقت قصير، على عكس عادات أخرى يمكن اكتسابها بعد مدة زمنية طويلة، مثل ممارسة الرياضة، أو التعود على الاستيقاظ مبكرًا؛ فكل تلك العادات تتطلب جهودًا ومثابرة لتحقيقها. 

وقت بناء العادة

يختلف زمن اكتساب العادات من 18 إلى 254 يومًا من بدء العادة -كما أشارت إحدى الدراسات- لكن يجب أن تضع في اعتبارك أن الطريق إلى بناء عادة جديدة ليس سهلًا دائمًا، فقد تواجه في بداية الأمر بعض الصعوبات مثل الإرهاق أو النسيان أو عدم الرغبة في إكمال الأشياء، ولكن كل هذه الأشياء طبيعية أيضًا، والاستمرار والمرونة هما الحل الأمثل لاكتمال العادة، فلا تتعجل النتيجة، فعندما تشعر أن تلك العادة أصبحت جزءًا من روتينك اليومي ستلاحظ حينها تلك الفوائد على حياتك سواء المهنية أو النفسية.

كيف تكسر عادة؟ 

ويعني ذلك كيفية التخلص من عادات سيئة تفعلها باستمرار، لكن يصعب عليك التخلص منها. إليك عزيزي بعض الوسائل التي تساعدك في التخلص من كل تلك العادات:

  • أولًا يجب عليك تحديد ما العادة التي ترغب في التخلص منها، وهل هي عادة وراثية أم مكتسبة، وما الدوافع وراء ممارسة تلك العادة؟ فكل تلك الأسئلة يجب أن توجهها لنفسك أولًا لمساعدتك في تجنب أو التخلص من تلك العادة نهائيًّا. 
  • عند التخلص من عادة سيئة يجب وضع عادة أخرى بدلًا منها، فعلينا هنا تحديد ما العادة أولًا، وما الفوائد أو النتائج المترتبة عليها؟ فمثلًا إذا كانت عادتك السلبية هي الإفراط في تناول الطعام غير الصحي فهنا يجب تبديلها بعمل نظام غذائي آخر يحتوي على بروتينات وأطعمة صحية. 

استبدل العادة السيئة بعادة جيدة

  • وضع خطة قابلة للقياس. بأن ترسم خطة وتفكِّر في كل ما تحتاج إليه من أدوات ومساعدات لتنفيذ تلك العادة، وأن تعرف ما المشكلات والتحديات التي يمكن أن تواجهك، وأن تحدد الحوافز والمكافآت التي تريدها عند تحقيق ذلك الهدف، مثل: إذا كانت عادتك أن تتوقف عن التدخين مدة أسبوع ونجحت في إتمام تلك الخطة بنجاح، فعليك حينها مكافأة نفسك بشيء ترغب فيه. 
  • التنفيذ والمراجعة والتعديل: عند بدء التنفيذ يجب الالتزام الكامل بالخطة التي وضعتها بنفسك، وأن تتحلى بالصبر في استكمال الأشياء، وعدم الاستسلام، أو الاستماع إلى أصوات تعيق تقدمك، عليك أيضًا مراجعة خطتك دائمًا، فإذا وجدت أن خطتك تفشل أو لا تساعدك في الوصول فلا تخفْ حينها من تغيير الخطة كلها، المهم هو الوصول إلى الهدف في النهاية.

كيف تصنع العادة؟ 

لاكتساب عادة جديدة عليك المرور بعدة خطوات تساعدك في سهولة بنائها: 

  • أولًا: يجب عليك تحديد الهدف من العادة التي ترغب في تحقيقها.
  • ثانيًا: أنشئ الخطة اللازمة. فعلى سبيل المثال يمكنك وضع خطة مثل: سأقرأ مدة 20 دقيقة كل يوم قبل النوم.

ويفضل أن تكون الخطة أكثر تفصيلًا، مثل: كل مساء بعد العشاء سأخصص 20 دقيقة للقراءة في مكتبي قبل أن أخلد للنوم، ومع مرور الوقت تجد نفسك أكثر اعتيادًا، وتصبح القراءة روتينك اليومي. 

اكتسب عادة القراءة

أيضًا من الوسائل التي يمكن أن تجعل تحقيق أهدافك أكثر متعة هي ربط الأنشطة التي تستمتع بها بالأهداف التي تسعى لتحقيقها. على سبيل المثال يمكنك الاستمتاع بوجبة خفيفة في أثناء مشاهدة مسلسلك المفضل، أو في أثناء الاستماع إلى البودكاست المفضل لك. فبهذه الطريقة تصبح الأنشطة الممتعة جزءًا من روتينك اليومي، وتساعدك في الالتزام بأهدافك.

في النهاية أريد أن أقول لك إن بناء العادات هو أساس التغيير الحقيقي في حياتنا، ومع الصبر والاستمرار تتحول تلك الأهداف إلى واقع، وتصبح العادات جزءًا من روتينك اليومي، فكل يوم هو فرصة جديدة لحياة أفضل.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.