كم من مات بالقلب وهو حي..!! وكم من مات وهو ميت..!! هل القلب مقبرة كبيرة بهذا الحجم أم أن الحياة تلزمنا بالدفن لمواصلتها، نحن لا نقرأ الحياة بالشكل البسيط المناسب لأننا جهلاء ومتخلفون الفرق بيننا وبينهم أنهم يعيشون كما يسعدون ليس كما يسعد الآخرون، كلنا معنيون بالدفن لدى أحدهم شرط أن لا تكون ضرباتنا له قاسية ومقصودة.
اليوم يموت أحد وغداً يعيش الآخر إنها سُنَّة الحياة لا شيء يستمر للأبد لا قوة إلاّ مع الله و لا تعلق إلاّ به، سنكون الأقوى إن كان حبنا صادقاً وأفعالنا مخلصة.
كم من بعيد فيَّ وكم من قريب خان... الضربة الموجعة لن تكون قاتلة إلاّ من الأقرب لأننا دائماً وأبداً محتاطون ممن لا نعرفهم.. محتاطون من البعيدين.. من الغراباء .. حتى لو تبين صدقهم سعة الحياة تجعل مكان الآخرين بقلوبنا موجوداً دائماً بغض النضر عن المسافات والاختلافات لسنا هنا لكي نتفق على كل شيء بل لكي نتفق على الأشياء المعقولة البسيطة والموزونة، وإن لم يكن فنحن نعي التفاهة والتعاسة التي جبلت علينا ونشئنا بها، لن نكون أقوياء حتى نفرض أنفسنا بطريقتنا الخاصة النابعة من ذواتنا، في النهاية لا شيء محصور لنا للأبد، قد لا يعني الحب التملك ولكنه يعني الوجود والوفاء وهذا كافٍ لمعرفة الله والإيمان به والتعلق به حتى نراه أو نلقاه. لسنا زنادقة ولا ملائكة بل مؤمنون بأن الله أفضل من الجميع، قصة طويلة لن تنتهي تفاصيلها إلاّ بالصبر والإرادة والقوة، إنها ببساطة رحلة الحياة سنفكر بما هو مناسبا لنا دون أن نحاول إيذاء الآخرين أو محاولة إرضائهم.
بقلم/ الكاتب سلس نجيب يسين
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
تسجيل دخول إنشاء حساب جديد