كل ما تود معرفته عن علم النفس التطبيقي

لم يعُد اهتمام العلماء بعلم النفس اليوم مقتصرًا على نشر المعرفة السيكولوجية فحسب، بل يمتد اهتمامهم إلى تطبيق هذه المعرفة على المسائل العملية في الحياة.  

كما هي الحال في معظم العلوم الأخرى، فإن علم النفس البحثي (أي النظري) Pure وعلم النفس التطبيقي Applied يعزز أحدهما الآخر. فقد يؤثر اكتشاف ناتج عن بحث خالص تأثيرًا مباشرًا على مشكلة عملية معينة.  

اقرأ أيضًا أنواع وفروع ونظريات لعلم النفس.. تعرف عليها الآن

موضوع علم النفس التطبيقي

يطبق الحقائق، والقوانين، والمبادئ التي كشف عنها علم النفس العام.  

فمثلًا: إذا أردنا أن ننظم العمل داخل مصنع من المصانع، نلجأ إلى السيكولوجي المختص في علم النفس الصناعي، وينظر إلى كيفية تحقيق الشروط الملائمة لهذا النوع من العمل حسب الضوضاء، الإضاءة، درجة الحرارة، التهوية، والعوامل الحسية والحركية.  

وإذا أردنا أن نقوم بحملة إعلانية، نلجأ إلى السيكولوجي المتخصص لكي يقوم بدراسة نفسية هؤلاء الموجه إليهم الإعلان، "أي المستهلكين المنتظرين".  

ويلاحظ أنه عندما نريد أن نطبق حقائق علم النفس العام في ميادين النشاط المختلفة، نصطدم بالفروق بين الأشخاص، حتى بين الذين يعيشون في بيئة اجتماعية واحدة.  

إذن، يمكننا تعريف علم النفس التطبيقي بأنه تطبيق مناهج علم النفس التجريبي لتحقيق أهداف عملية في جميع ميادين الحياة الأساسية، فردية كانت أو اجتماعية.

اقرأ أيضًا علم النفس.. أنواعه وأهميته في الحياة  

نبذة عن تاريخ علم النفس التطبيقي وتطوره

الحدث المهم في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي هو إنشاء أول معمل لعلم النفس التجريبي عام 1879م في مدينة "ليبزج" بألمانيا، وقد أنشأه فوندت. كما أنشأ في عام 1881م مجلة الدراسات الفلسفية لنشر بحوثه وبحوث طلابه. 

وقد كان فوندت وتلاميذه يستهدفون الكشف عن المبادئ التي يخضع لها كل الأفراد، بغض النظر عما يحدث بينهم من فروق. 

وفي عام 1896، وضع "كاتل" مجموعة من الاختبارات، وأول مرة استخدمت كلمة "اختبار" في المجال السيكولوجي، وطبقها على مائة طالب من جامعة "كولومبيا" في نيويورك.  

وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، ظهرت مدرسة التحليل النفسي التي أنشأها سيجموند فرويد (1856-1939). وبدأ فرويد يعالج مرضاه في ضوء التحليل النفسي، بعد اعتماده على الكهرباء في معالجة المرضى.

وفي عام 1895م، ظهر مقال لبينيه وهنري ينتقدان فيه الاختبارات المستعملة لقياس الذكاء، واقترحا وضع اختبار جديد لقياس القدرة العقلية.

وفي عام 1904م، كُلِّف بينيه بدراسة الحالة التعليمية في المدارس الابتدائية التابعة لبلدية باريس، وذلك لتضخم الفصول ووجود نسبة هائلة من الراسبين.

وفي عام 1951م، أنشأ الجيش الألماني مركزًا سيكولوجيًا خاصًا لاختبار السائقين، كما أُنشئت في نفس السنة أول كراسة لعلم النفس التطبيقي في جامعة كولومبيا الأمريكية.  

اقرأ أيضًا علم النفس ونشأته وأهميته

الميادين التطبيقية

إن المجال التطبيقي لعلم النفس قد اتسع نطاقه، وانتشرت ميادينه، وتعددت بتعدد نواحي نشاط الإنسان:  

1- علم النفس التربوي:

إن تاريخ علم النفس التربوي، بوصفه ميدان تخصص معترف به، تاريخ قصير، لم يبدأ إلا منذ عام 1920م. وتطور علم النفس التربوي تطورًا سريعًا في الربع الأخير من القرن العشرين.  

إن علم النفس التربوي هو الدراسة العملية للنمو التربوي كما تمارسه المدرسة. والنمو التربوي يشمل كل النواحي التي تعني بها المدرسة، وإن مجالات الدراسة في علم النفس التربوي هي كل ما يدخل في عملية النمو التربوي.  

ونستطيع أن نحدد أهم الموضوعات التي يتناولها علم النفس التربوي بالدراسة:  

1- النمو العقلي والجسمي والانفعالي من الولادة إلى النضج.  

2- عمليات التعلم، والتفكير، والاستدلال.  

3- قياس الذكاء والقدرات الخاصة.  

4- تكيف الشخصية ونموها.  

 

2- علم النفس الصناعي:

يهدف إلى تحقيق غرضين:  

- الغرض الأول: زيادة الإنتاج.  

- الغرض الثاني: تحقيق التكيف المهني، وذلك بوضع العامل في العمل الملائم له، وتكييف العمل نفسه بحيث يلائم العامل.  

ويهتم علم النفس الصناعي بتحقيق تكيُّف العمل نفسه بحيث يلائم العامل، وذلك بالعمل على ما يأتي:  

1- إزالة العوامل التي تؤدي إلى التعب، بتهيئة أحسن الظروف الطبيعية.  

2- إزالة العوامل التي تؤدي إلى الحوادث.  

3- تحليل الحركات من أجل تبسيطها، وتحسين الآلات لتسهيل إدارتها.  

 

3- علم النفس التجاري:

إن علم النفس التجاري مكمل لعلم النفس الصناعي. فإذا كان علم النفس الصناعي يهدف إلى المحافظة على صحة العامل ومعاملته كإنسان، كما يعني بزيادة الإنتاج، فإن علم النفس التجاري يركز على تلبية احتياجات المستهلكين. 

يقول "فردريك تيلور": "إن حاجات الناس هي أساس النظام الاقتصادي، ولهذا فإن إشباع هذه الحاجات هو هدف هذا النظام."  

 

4- علم النفس الحربي: 

يبحث في كيفية توزيع الجنود على الحرف المختلفة وعلى جميع الأسلحة الموجودة في الجيش. ويستخدم الاختبارات النفسية المختلفة لقياس القدرات العقلية والصفات المزاجية للضباط والجنود.  

 

5- علم النفس الإكلينيكي (الطبي):

هو العلم الذي يتناول تشخيص الأمراض النفسية والعقلية واضطرابات السلوك وعلاجها. ويستعين بوسائل وأدوات عملية. ويتم التشخيص والتوجيه والعلاج في عيادة أو مكان مشابه مخصص لهذا الغرض.

وتوصي اللجنة الخاصة بالقسم الإكلينيكي للجمعية الأمريكية لعلم النفس باستخدام مصطلح علم النفس الإكلينيكي للدلالة على الفن الذي يتناول مشكلات التوافق لدى الناس.  

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة