كل ما تريد معرفته عن الثقة بالنفس

هل تساءلت يومًا عن المعنى الحقيقي للثقة بالنفس؟ وهل تساءلت عن الفرق بين الثقة بالنفس والغرور؟

يوجد كثير من التساؤلات التي تدور في الأذهان عن الثقة بالنفس، لذلك حديثنا اليوم عن الثقة بالنفس، التي تعد من أهم الخصال الشخصية التي يجب اكتسابها؛ لأن لها أثرًا كبيرًا في جميع نواحي الحياة، وسنلخص مقالنا في أسئلة عدة:

اقرأ أيضًا:بناء الثقة بالنفس.. الطريق إلى النجاح

ما معنى الثقة بالنفس؟

الثقة بالنفس هي ثقة الشخص بقدراته ومهاراته وقراراته، وإيمان الشخص بنفسه على أنه قادر على تخطي المشكلات والعواقب التي تواجهه.

وللثقة بالنفس أهمية كبيرة فمن دونها يفقد المرء احترامه وتقديره لنفسه، وبذلك يصبح عرضة للوقوع في الانتقاد والخوف من فعل أي شيء، لذلك تتضاءل فرصة ضعيف الثقة بالنفس في النجاح بعكس الواثق بنفسه، فالواثق بنفسه يمتلك مفتاحًا من أهم مفاتيح النجاح الذي يمكنه من عدم الالتفات إلى الانتقادات الهادمة والمقارنات الموبقة لحياة الفرد، والواثق بنفسه يؤمن إيمانًا تامًّا بقراراته وبخطواته التي يخطوها، وثقته الكبيرة بنفسه تمكنه من تحقيق أحلامه وأهدافه.

هل يوجد فرق بين الثقة بالنفس والغرور؟

بالتأكيد يوجد فرق، شتان ما بين الثقة بالنفس والغرور، ويكمن الفرق بين الثقة بالنفس والغرور في أن الواثق بنفسه لا يحتاج إلى إبراز مهاراته وقدراته للناس كي يلفت نظر الناس إليه ليعجبوا به، ولا يحتاج إلى مقارنة نفسه بغيره كي يثبت أفضليته، بعكس المغرور الذي يضطر لفعل ذلك، وفعله لذلك ناتج عن شعوره بالنقص الداخلي، لذلك يضطر لإثبات نفسه بين الناس.

والمغتر بنفسه إنسان موهوم يظن نفسه أفضل من الجميع ما يدفعه لتصنع أفعاله، بعكس الواثق بنفسه، فهو شخص متواضع لا يرى نفسه أفضل من الناس، ويحترم الآخرين، وليست لديه مشكلة في الاستفادة والتعلم من خبرات غيره، بعكس المغرور فهو يمتلك شعورًا بعدم حاجته للناس، وأيضًا المغرور يبالغ في تقدير قدراته ومهاراته، لذلك لا يمل من مدح نفسه أمام الناس، لذا ثق بنفسك وتجنب الغرور.

اقرأ أيضًا: 8 أساليب لإظهار الثقة بالنفس دون التفوه بكلمة واحدة

ما أسباب ضعف الثقة بالنفس؟

إن من أهم أسباب ضعف الثقة بالنفس هي عدم رضا الشخص عن هيئته وعدم تقبله لذاته، وعلى كل من يعاني هذه المشكلة أن يغير نظرته لنفسه بإدراكه نعمة الله عز وجل عليه، أنْ خلقه الله في أحسن صورة قال الله عز وجل: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم}.

يفسر السعدي هذه الآية الكريمة في كتابه تفسير السعدي بقوله: «إن الله خلق الإنسان تام الخلق، متناسب الأعضاء، منتصب القامة، لم يفقد مما يحتاج إليه ظاهرًا أو باطنًا شيئًا»، وعليه أن يدرك أن كل شخص يملك هيئة مختلفة تميزه عن غيره من الناس.

ومن أسباب ضعف الثقة بالنفس، مقارنة النفس بالآخرين وعدم السعي لتطوير المهارات والقدرات والتعرض المتكرر للتنمر ورغبة الشخص بأن يكون مثاليًّا، فتجده يرفع سقف توقعاته بنفسه ويتوقع المثالية في تحقيقه أهدافه ورغباته وهذا غير ممكن.

لذا، على كل إنسان أن يضع أهدافًا وتوقعات واقعية مع إدراك حقيقة أن الحياة غير مثالية ولا بد من وقوع بعض الأخطاء أحيانًا، أخيرًا وجودك في بيئة محبطة غير مشجعة لك يعرضك لفقدان ثقتك بنفسك.

كيف أثق بنفسي؟

عليك أولًا أن تحب ذاتك بمعرفة الإيجابيات والقدرات التي تمتلكها التي تميزك عن غيرك من الناس، وعليك تقبل ذاتك مع العمل على تحسينها، ويجب عليك الابتعاد عن الأحاديث السلبية التي تجريها مع نفسك، التي تضعف شخصيتك، لتحل محلها الأفكار الإيجابية التي تجعلك شخصًا متفائلًا يثق بنفسه.

وأهم ما يجب فعله الحرص على أداء العبادات والتقرب إلى الله عز وجل، وذلك يؤدي إلى الشعور بالرضا عن النفس، أما التقصير في العبادة والبعد عن الله عز وجل فيؤدي إلى عدم الرضا بالنفس بالتالي عدم الثقة بالنفس.

وعليك الاهتمام بنفسك وصحتك ونظافتك ونفسيتك، وألا تولي انتقادات الآخرين اهتمامًا، والصحيح أن تستمع للنقد البناء الذي يطور من شخصيتك، ولا تقارن نفسك بالآخرين، فكل شخص يمتلك شيئًا يميزه عن غيره من الناس.

ختامًا نذكر بأهمية موضوع الثقة بالنفس، وأن ثقتك بنفسك من شأنها أن تغير من حياتك، وضعف ثقتك بنفسك من شأنه أن يهدم حياتك، أخيرًا نسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، وأن ينال هذا المقال الموجز والمختصر رضا واستحسان قارئه.. هذا والله أعلم. 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة