التهاب القولون التقرحي هو حالة طويلة الأمد حيث يصاب القولون بالاتهاب وهو جزء من أمراض الأمعاء الالتهابية (Inflammatory bowel disease).
يبدأ المرض في منطقة المستقيم قد يبقى في المستقيم أو ينتشر إلى مناطق أعلى من الأمعاء الغليظة..
ومع ذلك فإن المرض لا يتخطى هذه المناطق، وقد يشمل الأمعاء الغليظة بأكملها بمرور الوقت…
علمًا أن القولون هو الأمعاء الغليظة والمستقيم هو نهاية الأمعاء حيث يتم تخزين البراز..
ما الذي يسبب التهاب القولون التقرحي؟
يُعتقد أن التهاب القولون التقرحي هو حالة من أمراض المناعة الذاتية.
هذا يعني أن جهاز المناعة وهو دفاع الجسم ضد العدوى، يخطئ ويهاجم الأنسجة السليمة..
النظرية الأكثر شيوعًا هي أن جهاز المناعة يخطئ في البكتيريا غير الضارة داخل القولون كتهديد ويهاجم أنسجة القولون، ممّا يؤدّي إلى التهابها.
من غير الواضح بالضبط ما الذي يجعل جهاز المناعة يتصرّف بهذه الطريقة..
أيضًا يعتقد معظم الخبراء أنه مزيج من العوامل الوراثية والبيئية..
يمكن أن يؤدّي الإجهاد وبعض الأطعمة إلى ظهور الأعراض لكنها لا تسبب التهاب القولون التقرحي.
يصيب التهاب القولون التقرحي أي فئة عمرية حيث سجلت إصابات في سن 15 إلى 30 ثم مرّة أخرى في سن 50 إلى 70.
أعراض التهاب القولون التقرحي
الأعراض الرئيسية لالتهاب القولون التقرحي هي:
- إسهال متكرّر قد يحتوي على دم أو مخاط أو خراج.
- آلام في البطن.
- الحاجة إلى إفراغ الأمعاء بشكل متكرّر.
- فقدان الشهية وفقدان الوزن.
- قد يعاني المريض من التعب الشديد (التعب).
تختلف شدّة الأعراض حسب مقدار التهاب المستقيم والقولون ومدى شدّة الالتهاب.
بالنسبة لبعض الناس فإن هذه الحالة لها تأثير كبير على حياتهم اليومية..
قد يمرّ بعض الأشخاص لأسابيع أو أشهر بأعراض خفيفة جدًا، أو لا تظهر على الإطلاق..
تليها فترات تكون فيها الأعراض مزعجة تدل على تفاقم المرض على سبيل المثال، تظهر عند بعض الأشخاص:
- المفاصل المؤلمة والمتورمة (التهاب المفاصل).
- تقرحات في الفم.
- ألم شديد في منطقة الإصابة.
- مناطق الجلد المؤلمة والحمراء والمتورمة.
- عيون متهيجة وحمراء.
الأعراض الشديدة لالتهاب القولون التقرحي
- ضيق في التنفس
- ضربات قلب سريعة أو غير منتظمة
- ارتفاع في درجة الحرارة (حمى).
- يصبح الدم في برازك أكثر وضوحًا.
يتعلق ظهور هذه الأعراض بمدى حدّة الالتهاب وسببه، فقد يكون التهاب المستقيم مزمنًا ومتكررًا..
وفي حالات الالتهاب غير المرتبط بالتلوث من الممكن أن يتكون في أعقاب الخضوع للمعالجة الإشعاعية (Radiotherapy)..
أو بعد الخضوع لعملية جراحية، أو كظاهرة ثانوية لتعاطي بعض الأدوية، أو نتيجة نقص التروية (Ischemia)..
مضاعفات التهاب القولون التقرحي
من أبرز مضاعفات القولون التقرحي ما يأتي:
- النزيف الشديد.
- ثقب في القولون.
- إسهال شديد.
- هشاشة العظام.
- التهاب في الجلد، أو المفاصل، أو العينين.
- زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون.
- زيادة خطر الإصابة بتجلطات الدم الأوردة والشرايين.
- ضعف النمو والتطور لدى الأطفال.
- التهاب القنوات الصفراء.
- تضخم القولون السمي (Toxic megacolon) بشكل سريع.
كيف يتمّ علاج التهاب القولون التقرحي؟
يهدف علاج التهاب القولون التقرحي إلى تخفيف الأعراض أثناء النوبة ومنع الأعراض من العودة (الحفاظ على الهدوء).
يتم تحقيق ذلك في معظم الناس عن طريق تناول الأدوية، مثل:
أدوية مضادة لالتهاب.
الأدوية المضادة للالتهاب تُعد العلاج الأولي لالتهاب القولون التقرحي، ومن أهمّها:
1. مجموعة الأمينوساليساليت:
ومن أبرزها دواء السالفاسالازين (Sulfasalazine)، ومسالامين (Mesalamine).
2. الكورتيكوستيرويدات:
مثل: بريدنيزون (Prednisone)، وبوديسونيد (Budesonide) وهو علاج يُستخدم لفترة مؤقتة في الحالات المتوسطة والشديدة.
3. أدوية مثبطة للجهاز المناعي (Immune system suppressors)
يتم العلاج بمثبطات المناعة للتقليل من الالتهاب، كما قد يتم الدمج بين أكثر من نوع سويًا تبعًا لتعليمات الطبيب.
من أبرز الأمثلة على ذلك
- أزاثيوبرين (Azathioprine).
- سايكلوسبورين (Cyclosporine).
- توفاسيتينيب (Tofacitinib).
- أدوية بيولوجية (Biological agents).
تستهدف البروتينات التي يصنعها جهاز المناعة ومن أبرزها
- إنفليكسيماب (Infliximab).
- فيدوليزوماب (Vedolizumab).
- يوستيكاينوماب (Ustekinomab).
استخدام بعض الأدوية للتخفيف من حدة الأعراض
- مضادات للإسهال: يتم استخدام أدوية للحد من الإسهال.
- مسكنات للألم: يتم استخدام الباراسيتامول (Paracetamol) بشكل خاصّ.
- علاج تقلصات البطن: في بعض الأحيان يتم علاج تقلصات البطن بشكل خاصّ.
- مكملات الحديد: في حال وجود نزيف مزمن قد يحدث نقص في الحديد في الجسم ممّا يستدعي صرف الحديد كمكمل غذائي.
يمكن عادةً معالجة النوبات الخفيفة إلى المعتدلة في المنزل لكن النوبات الشديدة تحتاج إلى العلاج في المستشفى.
إذا لم تكن الأدوية فعّالة في السيطرة على الأعراض أو إذا تأثرت نوعية حياتك بشكل كبير بحالتك فقد تكون الجراحة لإزالة القولون خيارًا.
أثناء الجراحة، سيتم تحويل الأمعاء الدقيقة من فتحة في البطن أو استخدامها لإنشاء كيس داخلي متصل بفتحة الشرج يسمى الجيب اللفائفي.
لا توجد طريقة للوقاية من الإصابة بالتهاب القولون التقرحي، لكن التشخيص المبكر يُقلل من تفاقم المرض.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.