نحن نعيش في مجتمع شرقي يتكون من أفراد كلنا نشارك ونتشارك، ولكن أيضاً لدينا شؤون خاصة، وأمزجة مختلفة، وشخصيات مختلفة.
ليس دائماً نتقبل الفكرة والمبدأ الذي قامت عليه تلك المقولة الشعبية؛ فهذه المقولة تنزع حدود الفرد وتجعله مسلوب الإرادة، ماذا يعني "كُل على كيفك والبس على كيف الناس"؟
يعني أنك فرد مسلوب الإرادة، وأن حريتك مختصرة فقط على الأصناف التي تحب أن تأكلها والأصناف التي لا تحب أن تتناولها.
يجب أن تكون هناك وقفة عند سماع أي مقولة أو مبدأ ممّن حولك يتبعونها وعليك أن تبحث عن الهدف من ورائها، فتلك الأمثلة كانت أقاويل لأشخاص لإقناع فرد أو مجموعة بفكرة ما.
اقرأ أيضًا: الغيرة مفتاح الطلاق
فهل يفرضون عليك اتباعها؟
يجب أن تحافظ على إرادتك الحرة في فعل الأشياء أو تركها حتى لو كانت تقتصر على الأكل والملبس.
ماذا عن الفضول في حياة الآخرين؟
وإذا قوبل بالرفض ينهال عليه بالانتقادات والأحكام المطلقة، أنه شخص غير لطيف وغير ودود وليس اجتماعياً مع من حوله.
هذه المقولة الشعبية لها أبعاد أخرى وهي عدم الوقوف على الحدود والسماح للآخرين حولك بالتدخل في قراراتك وشؤونك الخاصة، وأن يكفي فقط اختيار طعامك.
حافظ على حدودك بكل ود واحترام، وأيضاً عليك أن تحترم حدود الآخرين، ولا تصدر الأحكام عليهم؛ لأن ملبسهم من وجهة نظرك غير لائق أو غير أنيق.
لا تحكم على تصرفاتهم من نظرتك أنت؛ فالحكم تنمر وقهر لحرية الآخر في أن يكون ما يكون عليه، يلبس ما يشاء ويأكل ما يشاء ويفعل ما يشاء طالما لا يؤذي أحداً.
في مجتمعنا يجب أن تسود فكرة تقبل الآخر مثل ما هو بأفكاره وآرائه وملبسه وشكله ومبادئه في الحياة، ولكن ليس حراً أن يُملي على الآخر أن يتبعها.
اقرأ أيضًا: الشخصية الأنانية - فكرة صحيحة؟
فالقانون الذي يجب أن يتبع بين الناس هو الاحترام؛ احترام الآخر مهما كان مختلفاً عنك في الرأي ووجهة النظر، لا تنكر على أحد لأنه ليس على هواك، ولا تستهزئ برأي أحد لأنه يختلف معك.
يكفي قول: "مع احترامي لوجهة نظرك أنا أختلف معك" وكفى، واترك لكل شخص مساحته الخاصة في كل شؤون الحياة، واحترام المساحات الخاصة ليس يعني عندما يأخذ أحد برأيك أنه يتوجب عليه أن يأخذ رأيك كل مرة.
ولا تحزن ولا تشعر بالضيق لأنك لن تستطيع أن تقنعه، ليس من الضروري أن يقتنع، وليس من الضروري أن أقتنع بك وبآرائك حتى مع الأهل والأصدقاء يجب أن يكون هناك مساحة خاصة للأهل مع أبنائهم حتى لا ينفرَ الأبناء من نصيحة الأهل.
اجعل رأيك استشارياً والطرف الآخر حر تماماً أن يأخذ به أو لا، وذلك على مستوى العلاقات الإنسانية كلها، هذا رأيي وأنت حر.
اقرأ أيضًا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.