احمد عصام امان سبتمبر 18, 2022, 11:44 ص

كفاح مصري في أوروبا ج2.. قصص من الحياة

لديه في مكتبه بألمانيا مقابل راتب شهري كبير يمكنه من تحويل جزء منه لأسرته في القاهرة، كما أن السيد شنايدر سوف يتكفل بإقامته الكاملة في ألمانيا كذا ثمن تذاكر السفرعلماً بأنه سوف يرسل له راتب شهرين مقدماً لتغطية للإعداد للسفر وترك جزء منه لإعالة أسرته.

أمام هذا العرض المغري وافق رجب وأرسل خطاباً إلى السيد شنايدر بقبول هذا العرض، ولم يمض على ذلك أكثر من شهر حتى تسلم رجب رسالة مسجلة من السيد شنايدر بها تصريح عمل من السلطات الألمانية وتذاكر السفر بالباخرة حتى مدينة جنوة الإيطالية وتذاكر السفر بالقطار حتى مدينة هايدلبرج الألمانية ومبلغ 2000 مارك ألماني وأنه سوف ينتظره.

على رصيف محطة القطار في الموعد المحدد وقبل موعد السفر حاول رجب تعلم بعض الكلمات والجمل الألمانية من أحد جيرانه وهو طالب يدرس اللغة الألمانية؛ فاكتفى بتدوين بعض العبارات والجمل باللغة العربية والألمانية وذلك في نوتة صغيرة احتفظ بها في جيبه لاستخدامها إذا دعت الحاجة إليها.

جاء موعد السفر وودع رجب أهله وذهب إلى الميناء وصعد سلم الباخرة كأنه في حلم جميل لأنها المرة الأولى التي يركب فيها باخرة.

اعتراه شيء من الخوف من المجهول الذي ينتظره، لكنه اطمأن عندما تعرف على أحد المصريين المسافرين إلى إيطاليا الذي طمأنه ووعده بمساعدته حتى يستقل القطارمن إيطاليا إلى ألمانيا.

وحين وصل إلى إيطاليا ساعدوه حتى استقل القطار من إيطاليا وودعهم شاكراً لهم جميل صنعهم، وبعد ساعتين أحس رجب بالوحدة والملل وأخذ يكمل حكايته...

"وأخذت أتجول في عربات القطار ورحت أتنقل من العربة الأولى إلى العربة الثانية والثالثة، وذهبت إلى بوفية القطار ورجعت إلى مكاني فوجدته شاغراً فأخذت حقيبتي وانتقلت بها إلى مكان خالٍ في العربة المجاورة وكانت خالية من المسافرين..

كنت متعبا، واستغرقت في النوم حتى أيقظني الكمسارى حوالى الساعة الخامسة صباحا وطلب منى رؤية التذاكر وعندما رآها نظر إليّ وقال لي باللغة الألمانية ثم بالإنجليزية بعد ذلك:

- إلي أين؟

- ألمانيا؟

نظر إليّ وعلامات الاستغراب تبدو على وجهه وقال لكن هذا القطار ذاهب إلى فيينا (النمسا)، ولم أدرِ ماذا أفعل؟ أو ماذا أقول؟ وعلمت فيما بعد أن القطارات في أوروبا تتكون من عدة عربات وكل عربة لها اتجاه معين (بمعنى إن العربة رقم 1 للركاب الذين سوف ينزلون في المحطة بألمانيا) وقلت: ماذا أفعل؟

نكمل إن شاء الله في الجزء المقبل..

بقلم احمد عصام امان

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة