عبلة كامل.. كثيرون حول «فاطمة كشري» قليلون حول «ناهد»

تظل شخصية "فاطمة كشري" التي قدمتها الفنانة عبلة كامل أمام الفنان الراحل نور الشريف الأقرب إلى قلوب كثيرين، فقد خطف هذا الثنائي "فاطمة وعبد الغفور" محبة الغالبية العظمى من متابعي الدراما المصرية.

لكن يوجد ثنائيٌ آخر لهما، "ناهد وسعيد" في مسلسل "عيش أيامك" الذي يناقش أزمة منتصف العمر، وملل الرجل من حياته الزوجية وبحثه عن التغيير، وتتوالى الأحداث طوال المسلسل الذي يناقش عددًا من القضايا مثل الوحدة والصداقة والحب الأول وغيرها من المسائل الدرامية.

عبلة كامل  في دور

جسدت الفنانة عبلة كامل في هذا العمل، بأدائها السهل الممتنع كعادتها، شخصية أم أفنت حياتها وشبابها في سبيل خدمة زوجها وأولادها، لكنها تتسبب في "خنقهم" باهتمامها المبالغ فيه من وجهة نظرهم.

كانت شخصية "ناهد" مثالًا ولسان حال لملايين النساء اللاتي يلقي المجتمع عليهن تهمة "خراب البيت"، على الرغْم من أنها على العكس تمامًا، فهي المتفانية التي ضحت بتعليمها وأصدقائها في سبيل نجاح البيت.

في مشهد من المشاهد، كانت تدافع فيه ناهد عن نفسها، رددت مشهدًا حواريًّا رائعًا قالت فيه: (أنا كنت سعيدة وراضية، هو اللي فَقد نعمة الرضا، هو وارب الباب للشيطان فَزهقه من السكينة والرحمة، زهق من حياتنا، لا بقى مستمتع بعياله الحلوين داخلين خارجين عليه قمرات، ولا بمراته الطيبة اللي قاعدة تحت رجليه، ولا بدنيته الحلوة، زهق من كل ده، عايز يغير، بس هو بيدفع التمن دلوقتي، تمن وِحش أوي).

المعنى الموجود في هذا المشهد قوي وعميق، فكم من بيت هُدم، وانفصل الزوجان بسبب "باب الشيطان الموارب" الذي يطل منه على الحياة الزوجية، ويجعل الزوج أو الزوجة يفقدون نعمة الرضا بالمودة والسكينة والرحمة.

عبلة كامل في دور

وعندما يفقد الإنسان نعمة الرضا، يبدأ في كره كل المحيط بكل "العيشة واللي عايشينها"، وتبدأ في البحث عن شريك آخر للحياة، على أمل أنه سيحلِّي أيامك والباقي من عمرك، من دون النظر إلى حقوق الشريك الأول، وهل ظلمته أم لا؛ لأن باب الشيطان الموارب يجعلك متيقِّنا أنك ضحية ومظلوم ومن حقك التغيير.

وبعد أن تنسحب وتدخل لتكتشف "المتداري" وراء الباب الموارب، ستقابل صدمات، كانت "السكينة والرحمة" التي سخطت عليهما هما من حمياك منها، ويكون وقت التفكير في العودة للحياة الأولى -في الغالب- قد فات أوانه.

أحيانًا يكون البحث عن التغيير سببًا يقتلع الإنسان من جذوره، ويجعله يبتعد عن كل ما كان يمثِّل له استقرارًا وراحة نفسية، لكن في كثير من الأوقات يكون التغيير الذي نبحث عنه مجرد وهم، وكم من مرة ظننا أن التغيير سيجلب لنا السعادة، لكننا فوجئنا بأنه مجرد عبء ثقيل يضاف إلى حياة مملوءة بالتساؤلات والندم.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

احسنت . فالإنسان يزهد فيما تمتلكه يداه ولكنه يندم بعد ذلك أشد الندم بعد أن يكون الأوان قد فات
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

أسعدني أنه أعجبك
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.