ملخص كتاب تاريخ بير السبع وقبائلها لعارف باشا العارف ج 3

كتاب تاريخ بئر السبع وقبائلها لعارف باشا صَدَرَ عام 1934، ويتحدث كاتبه عن البلاد المكونة لقضاء بئر السبع، وتاريخ بئر السبع التي يحدها من الشمال جبل الخليل، ومن الشرق البحر الميت ووادي عربة الذي يفصلها عن الأردن، ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط وشبه جزيرة سيناء، ومن الجنوب خليج العقبة.

تحدثنا في الجزء الأول عن تاريخ بئر السبع، وفي الثاني عن البلاد المكونة لقضاء بئر السبع، نستكمل في الجزء الثالث ملخص كتاب تاريخ بئر السبع وقبائلها لعارف باشا العارف، نستكشف تاريخ قبيلة التياها وفروعها في فلسطين وسيناء، مع تفصيل الأنساب والعشائر والشيوخ وأماكن السكن والنزاع القبلي.

ثالثًا: أصول قبيلة التياها والتنوع العشائري

تضاربت الآراء عن أصل التياها، فيقول البعض إن أصلهم من مضر، ومضر من القبائل العدنانية، ويقول البعض الآخر إن أصلهم من الأوس والخزرج، والأوس والخزرج من الأزد، وهم من بني زيد بن كهلان، وبنو كهلان من القبائل القحطانية، ونجد من يقول إنهم من (نجد)، وإنهم من بني هلال، وقيل إن (هلال) هو عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن لهبة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن حضضة، و(حضضة) بطن من (قيس عيلان) الذين يقطنون الحجاز، بينما قال (ابن قتيبة) في كتابه (المعارف) إن (قيس عيلان) من مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

أما عن تسميتهم بذلك الاسم، فقيل لأنهم أول من وطئت أقدامهم بالتيه، ونجد من قال إن سبب تسميتهم بذلك الاسم لأنهم لم يكن لهم نسب مع قبيلةٍ مشهورة.

عَلِمَ كاتبنا من الشيخ سلامة أبي شنار -وهو أحد شيوخ التياها- أن جدهم الأكبر كان اسمه (سالم التيهي)، وهو من الخزرج، وكان قائدًا لإحدى السرايا التي استعرضها نبي الله عندما دخل أبو سفيان في الإسلام، وفي أثناء الفتوحات الإسلامية خرج (التيهي) مع أهله من الحجاز، وسكنوا بالتيه في (سيناء)، ثم ارتحلوا مجددًا، فسكنوا في أخصب أراضي فلسطين وسيناء.

وبعضهم يقول إنهم جاؤوا مع أميرهم (رباب)، وسكنوا بجبل الحلال في (سيناء)، ثم زاحموا العزازمة والحناجرة بأرضهم، وأرغمهوم على النزوح إلى المكان الذي يسكنونه الآن.

ينقسم التياها إلى خمس عشائر، هي: الحكوك والنتوش والبدينات وأولاد عمري والشلالين، بالإضافة إلى ثلاث عشائر أخرى وهي الشتيات والصقيرات والبنيات، وكانوا من عرب (سيناء) في ذلك الوقت، وتوجد عشائر أخرى تتبع التياها كالرماضيين والظلام وبني عقبة وبلى، وبالنسبة للقديرات يوجد خلاف فيما إذا كان أصلهم من التياها أم لا، وعمومًا يمتازون جميعهم بالصدق والوفاء.

كان لـ (رباب) حينما نَزَلَ بالبادية خمسة أبناء، هم:

  • عمري: وهو جد عيال عمري.
  • حك: وهو جد الحكوك.
  • علام: وهو جد العلامات.
  • مصلح: وهو جد البدينات.
  • قدير: وهو جد القديرات.

لكن يوجد من قال إن (قدير) و(حك) ليسا من أولاد (رباب)، وأن (حك) من سلالة (مضيان)، و(مضيان) هذا أخٌ لـ (رباب)، فأصبح الحكوك والبريكات من سلالة (مضيان)، وأن (رباب) أنجب أربعة أبناء، هم:

  • علام: وهو جد العلامات والشلالين.
  • عمري: وهو جد عيال عمري.
  • صقير: وهو جد الصقيرات.
  • قدير: وهو جد القديرات.

الحكوك تاريخ عريق ومواقع سكنية

الحكوك من سلالة حك، وكانوا يعيشون قديمًا تحت إمرة شيخ واحد إلى أن شاخ عليهم (سليمان العيوطي)، وهو من الهزيلين، فانفصل أهل الأسد وأبو عبدون والبريقي / البريكي حسبما يرى كاتبنا.

لكن سلطات الانتداب جمعت شملهم مجددًا، ثم انفصلوا عن بعضهم مرة أخرى، فشاخ على حكوك الهزيل الشيخ (سلمان بن علي بن سلمان بن علي بن عزام الهزيل)، وشاخ على حكوك الأسد الشيخ (سليمان بن سليم بن سالم بن عودة بن عواد الأسد)، وشاخ على حكوك البريقي الشيخ (سليم بن علي بن سليم البريقي)، وشاخ على أبي عبدون (عديسان بن حسن بن سليمان بن عديسان أبو عبدون).

 يعد الهزيلين أنفسهم أقدم عائلة بالتياها، وبعضهم يرى أنهم قادة التياها، أما بالنسبة للبدو فيعدونهم سفاكي دماء، وقد عَلِمَ كاتبنا من شيخهم أن أصلهم من بريكات تياها سيناء، وأن جدهم (بريك) كان هو و(صقير) و(بنيه) و(شتيوي) إخوةً من أبٍ واحد، وذريتهم جميعها سواء الصقيرات أم البنيات أم الشتيات في (سيناء) حاليًا.

وعلِمَ كاتبنا من شيخهم أيضًا أن حكم جدهم امتد من جبل الخليل إلى وادي عربة، وكان الترابين والعزازمة ينضمون إليهم في حروبهم، وقد وصل نفوذهم وسطوتهم إلى درجة أن العربان الداخلين من واد عربة كانوا يقدمون إليهم الذبائح، لذلك أحضر العثمانيون جدهم إلى الشام، ثم شنقوه ليضعوا بذلك حدًا لاستبداد الهزيلين، وقيل إنه شُنِقَ بسبب الشكاوى التي قدمها الشيخ (سليمان بن عطية) -وكان هذا بعداءٍ معه على الرآسة-، وكان من تلك الشكاوى أنه يفتك بعذرية الفتيات، ويأخذ من العربان أموالًا بطرقٍ غير مشروعة.

بالنسبة لحكوك الأسد فهم بطنٌ من بطون ربيعة، وربيعة قبيلة من قبائل نزار، ونزار من معد، ومعد من القبائل العدنانية.

وقد جاء من نسل أسد بنو عنزة وجديلة، اللذان ينتهي نسبهما عند بني القيس سكان بلاد البحرين، وقد نزحوا إليها من الحجاز، وحاربوا هناك مع (بكر بن وائل) و(تميم)، ويقول البعض إن بعضهم جاء إلى (غزة) في أثناء تلك الحروب، وقيل أيضًا إنهم و(الهون) فرعان من خزيمة، وأن منازلهم فيما بعد الكرخ بأرض نجدٍ إلى جوار طيئ، وأنهم خصوم امرئ القيس وقتلة أبيه.

يسكن الحكوك في (زبالة) و(اللقية) و(الشريعة) و(أبي سمارة) و(خربة زمارة)، وعمومًا وضعهم مع التياها كوضع الستوت مع الترابين.

عارف باشا العارف مؤلف كتاب بير السبع

العلامات تفرعات وأماكن سكن

عَلِمَ كاتبنا من مشايخهم أن جدهم (علام) -هو من أولاد (رباب) جد التياها- قد رزق ولدين؛ هما (أبو شلة) -وجاء من نسله الشلالين- و(أبو شعرة)، وقد رزق هذا موسى وصبح وعودة والأقرع وسلامة.

وموسى هذا هو جد أبي شنار والعيادات والعصيبي، و(صبح) جد الزوايدة وأبي زعيزع، و(عودة) جد الجقمات، وقد جاء من نسل الأقرع المزاغيل والشلوح، وجاء من نسل (سلامة) البواطلة.

كانوا جميعًا تحت إمرة رجل واحد إلى أن شاخ عليهم (سلامة بن موسى أبو شنار) فانقسموا إلى ثلاثة عشائر، فتولى الشيخ (موسى أبو شنار) أمر علامات أبي شنار، وتولى الشيخ (عطا أبو جقيم) أمر علامات أبي جقيم، وتولى الشيخ (سلامة أبو لبة) أمر علامات أبي لبة.

يعد كل من (سليم أبو طليحان أبو شنار) و(عيادة أبو شنار) و(سالم بن قاسم أبو شلحة) و(محسن بن سلامة أبو لبة) من علامات العلامات؛ فقد اشتُهِرَ الأول بالاحتيال لذلك أُطّلِقَ عليه أبو زنيط، واشتُهِرَ الثاني بالشجاعة، واشّتُهِرَ الثالث بالكرم.

يسكن العلامات في (بطيحة) و(خويلفة) و(أبي سمارة) و(العراقيب)، وعمومًا إن وضعهم مع التياها كوضع الغوالي مع الترابين.

عيال عمري خلاف ونزوح

رغم أن (عمري) من التياها، وقد ساعدهم بحروبهم مع أعدائهم، لكن الناس صاروا يبغضونه بعد وفاته، حتى إنهم أصبحوا يلقون قبره -الواقع بالجهة اليسرى من واد الأبيض- بالحجارة كلما مروا من جانبه، حتى وصل الأمر بالمزارعين إذا أراد أحد منهم أن يسب أحدًا من العربان يقول له: «الله يجعلك من عقد عمري».

يسكن عيال عمري -وهم (العرور) و(الرواشدة)- في (العشيب) و(فعليص) و(الشريعة) و(خربة الجندي)، ولم يزد عددهم في ذلك الوقت عن الخمسمئة.

النتوش أصالة من مضر في تبوك

النتوش / العطاونة -نسبةً إلى جدهم (عطية) الذي دُفِنَ في (تبوك)-، تجمعهم صلة قرابة ببني عطية المقيمين في شرق الأردن وشمال الحجاز، وقد عَلِمَ كاتبنا منهم أنهم من مضر، وأن أصلهم من نجد.

رزق جدهم (عطية) هذا ولدًا أسماه (واكد)، وأنجب (واكد) كلًا من (حسين) و(عواد)، ويرى كاتبنا أن (عواد) هو أول من سكن بصحراء سيناء.

أنجب (عواد) ولدًا أسماه (سليم)، وقد نزل (فلسطين)، فكان أول من شاخ على النتوش، وكان هذا من محاربي (إبراهيم باشا)، وقد قُتِلَ ودُفِنَ ببيت جبرين على مقربةٍ من (بايكة) عطا الله مريزق، وقد تولى أخواه (عودة)، فـ (عامر) المشيخة من بعده.

 يعد كل من (سليمان العطاونة) و(جبر بن سالم) والشيخ (علي بن عطية) و(فريد أفندي) من علامات النتوش؛ فقد اشتُهِرَ الأول بالكرم، وأما الثاني فكان فارسًا مقدامًا، والثالث كان مرجعًا لعربان السبع حتى إن الحكام العثمانيين كانوا يستشيرونه ببعض الأمور، وقد عهدوا إليه ببعض الوظائف كرآسة البلدية وعضوية المجلس العمومي بالقدس، وكان الرابع موظفًا بديوان المالية في بئر السبع.

يسكن النتوش في (الجمامة) و(الشريعة)، ويزيد عددهم عن الألف.

بلى أقدم القبائل العربية في مصر

هم بطن من بطون قضاعة، ويعودون بنسبهم إلى (عمرو بن الحاف بن قضاعة)، بالإضافة إلى أنهم تربطهم صلة قرابة بالصحابي (كعب بن عجرة) والصحابي (أبي سعيد الباوي)، وكان (مريزق الكنيشي) هو أول من شاخ عليهم، ثم خلفه (مسعد الهرفي)، فالشيخ (سالم أبو لمونة).

هم أول من نزل مصر من العرب؛ فكانوا يسكنون في شمال الحجاز وشرقي جهينة، وقيل إنهم من نسل (مدين) ابن (إبراهيم) عليه السلام، وقد عَلِمَ كاتبنا من شيخهم الحالي (هليل الصهابين) أن الشائع بينهم أنهم من بني جذام، وعَلِمَ أنهم حالفوا النبي صلى الله عليه وسلم عند الكعبة.

ينتشر بلى في (سيناء) أيضًا، وكبيرهم هناك هو (حسين بن طحيمر)، وفريق آخر منهم بالحجاز وتحديدًا في (الوجه) و(العلى)، وكبيرهم هناك هم (سليمان بن رفادة) الذي منحه العثمانيون (الباشوية).

يسكن بلى -وهم (العرادات) و(القرينات) و(الهروف) و(الزبالة)- في (خربة أم دبكل)، ويصل عددهم إلى ثلاثمئة.

الشلالين ذرية إبراهيم وأماكن السكن

لم يعلم كاتبنا عنهم سوى أنهم من ذرية (إبراهيم) عليه السلام، وأن جدهم (أبو شلة) قد ترك وراءه ولدًا كثيرًا، نذكر منهم:

  • أبو غيث: جد الغيوث.
  • القاضي: جد القضاة.
  • أبو ناجع: جد النواجعة.
  • أبو فنوش: جد الفنشان.

وقيل: إن الشلالين والجبارات أبناء عمومة، وأن سعادنة الشلالين من نفس أصل سعادنة الجبارات، وعمومًا فقد كان الشلالين تابعين إلى أبي عطية، لكنهم انفصلوا عنه، وكان أول من شاخ عليهم هو (سلام بن كوينين أبو غيث)، ثم (عيد بن مطلق أبو غيث) وخلفه (عودة بن عيد أبو غيث)، ثم شاخ عليهم بعد ذلك الشيخ (سالم الشراري بن محسن أبو غيث)، إلى أن شاخ عليهم الشيخ (محمد بن جمعة أبو غيث).

يسكن الشلالين في (سعوة) و(المليحة) و(قصابة)، ويصل عددهم إلى قرابة الألف.

بنو عقبة.. أصول مختلفة وتحالفات قوية

تضاربت الآراء عن أصلهم؛ فقيل إن جدهم (عقبة) من (جذام)، وبذلك يعود أصلهم إلى بني قحطان، وقيل إنهم أعقاب (مدين)، وقد ساقهم (موسى) إلى (زحيليقة) حيث هم الآن، وقد أيد (القلقشندي) ذلك الرأي، بينما رأى (الحمداني) أنهم من وِلد (يعفر بن مدين)، وبذلك فهم من نسل (إبراهيم)، وقيل إنهم من نسل (عقبة بن نافع).

لكن المؤكد أنهم ليسوا من التياها أصلًا، لكنهم خالطوهم فصاروا منهم، وقد عَلِمَ كاتبنا من شيخهم الحاج (محمد بن سالم العقبي) أن جدهم (عقبة بن عامر الجهني) كان حامل لواء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الرسول قد أمر بإعطائه اللبن ليشربه كي يكون بمقدمة الجيوش، وعمومًا هم ثلاثة فرق قريش وصبيحات وطورة، ويسكنون شرقي المحرقة والعراقيب.

على إثر قتالٍ ما تشتت بنو عقبة، فنزل جزء منهم بالسبع، وجزء منهم بالمويلح في الحجاز، وجزء آخر بمصر وهم العيايدة، وجزء آخر بالكرك وهم جماعة أبي بيت، وجزء بالفارعة في نابلس وهم المساعيد، بالإضافة إلى لدزدار أولاد جعفر الطيار، وعمومًا عُرِفَ بنو عقبة بسعة اطلاعهم، لذلك كانت لهم مكانة رفيعة بين سائر العربان.

عشيرة القديرات أصول محتملة وتنوع داخلي

كما ذكرنا سابقًا فإن (قدير) -وهو جد القديرات- ولدٌ من أولاد (رباب)، وبذلك فهو من التياها، لكن أيضًا تضاربت الآراء عن أصلهم، فبعضهم قال إنهم من الصليبيين -حتى إن كاتبنا يشك من ملامحهم بأنهم فعلًا من الصليبيين- فيوجد فريقٌ كامل منهم يُكنى بالصلبة، بينما قال المستشرق النمساوي (Musil Alois) في كتابه (Arabia Petraca) إن (عثمان) هو الوحيد الذي يعود بأصله للتياها، وأن بقية القديرات جاؤوا من مدائن صالح، ويوجد من رأى أنهم من (شمر)، أو عاشروا (شمر) فظنوا أنهم منهم، وأنهم كانوا من بين المشاركين مع الحسين بن علي في حروبه.

ينقسم القديرات إلى عدة فرق كالمطارقية والجفافلة، وينقسم الجفافلة إلى الحريزات والعثمان، بالإضافة إلى السيديين التي جاء رجالها من (مصر)، لا سيما من قرية التلاقمة بمنطقة تُسمى الزقازيق، وكان السيديين حينها ثلاث عائلات، نزلت الأولى منهم بالقرب من (الكرك) ونزلت الثانية بمرج ابن عامر.

كان شيخ المطارقية في ذلك الوقت هو الحاج (إبراهيم الصانع)، بينما كان شيخ الجفافلة الحاج (حرب أبو رقيق)، وكان شيخ الحريزات هو الشيخ (حسين أبو كف)، وكان حفيد (عثمان بن رباب) وهو الشيخ (جدوع الأعسم) شيخ العثمان، وعمومًا كان أول من شاخ عليهم واحدٌ من بني عطية.

يسكن القديرات في (وادي الخيل) و(عرعرة) و(المشاش) و(تريبة) و(السر) و(حورة) (أبي تلول) (عوجان) وحول (الشريعة)، ويصل عددهم إلى أربعة آلاف نسمة.

عشيرة الظلام أصل النزاع وأماكن التجمع

عَلِمَ كاتبنا من الشيخ (محمد قبوعة) أن الظلام أصلهم من بلى، وأن سبب تسميتهم بذلك الاسم أن فريقين منهم اقتتلا، وقتل واحد منهم ابن الآخر، وحينما تفاوضا على الدية، حُكِمَ على القاتل بأربعين بعيرًا دية، لكنه لم يستطع أن يعطي أبا المقتول سوى تسعة وثلاثين بعيرًا، فرفض والد المقتول أخد الدية، وقتل القاتل ولاذ بالفرار، فاعتُبِرا عمله ظلمًا ولُقِبَ بظالم.

توجه (ظالم) إلى (الحفير)، وتحديدًا إلى رجلٍ من أقربائه يُدعى (اللهيب)، وعَمِلَ هناك راعيًا للأغنام، وتزوج ورزق ثلاثة أبناء، وهم كالآتي:

- جنبوب: جد الجنابيب.

- راعي الهميسة: جد الهميسات (ظلام أبو ربيعة).

- مهنا: جد المهاينة (جماعة أبي صبيح وأبي قرينات) الذي يقال إنه من المحتمل أن يكون جد الظلام.

ظل الجنابيب كما هم بـ (الحفير)، بينما توجه المهاينة والهميسات اللهاينة إلى (اللقية) و(خويلفة) و(العراقيب)، وهناك تحالفوا مع التياها في حروبهم مع الترابين.

بالنسبة لمشايخهم، (محيسن بن حميد أبو جويعد) هو شيخ اللهاينة، و(سلمان بن خليل أبو ربيعة) هو شيخ الهميسات، و(سلام بن صبيح بن علي) هو شيخ المهاينة، و(عودة بن سلامة الكشخر) هو شيخ الجنابيب.

يسكن الظلام في (الملح) و(كسيفة) و(عرعرة) و(جرابة) و(فاعي) و(الزويرة)، ويصل عددهم إلى أكثر من ألفين، بينما يسكن الجنابيب في (المطردة) و(طوال الملاحي) و(قيطون) ويصل عددهم إلى قرابة ثلاثمئة.

عشيرة الرماضين صلة قرابة بشمر وجهود مكافحة الجراد

هم ليسوا من التياها، لكنهم يتبعونهم، وقد عَلِمَ كاتبنا من (سليمان بن غياض) أن (رمضان) و(ارتيم) هما جدّا (الرماضين) و(الرتيمات)، وأنهما أبناء رجل من رجال (شمر)، وأنهما قد حلّا بتلك البلاد وسكنوها من البحر إلى البحر قبل أيٍ من العشائر الأخرى، باستثناء الوحيدي والكعابنة الساكنين بجبل الخليل في ذلك الوقت.

على إثر قتالٍ نشب بينهم بسبب امرأة، انقسم الرماضين إلى (العجايزي) و(ابن دغوم)، وانقسم الرتيمات إلى (صياح) و(ضويمر)، وذلك رغم أنهم كانوا قبل ذلك تحت إمرة الشيخ (حسن الزعارنة)، فالشيخ (سلمان أبو شعرة)، فالشيخ (سليمان المحمدي)، ثم الشيخ (إبراهيم بن عياد المسامرة)، إلى أنهم انقسموا بعد ذلك إلى قسمين، فكان شيخ المسامرة هو الشيخ (علي بن مطلق)، فالشيخ (حسن المسامرة)، وكان شيخ الشعور (سلمان المليحات)، فالشيخ (سلامة الشعور).

يسكن الرماضين في (خويلفة) و(المقرح) و(الشمسانيات)، ويزيد عددهم عن خمسين نفرًا بقليل، وقد أشاد بهم كاتبنا لما بذلوه في مكافحة الجراد عام 1930 م.

عشيرة القريناوية أصول حجازية وتواجد في مصر وفلسطين

هم ليسوا بعشيرةٍ مستقلة، فهم مجموعة من الناس لا يزيد عددها عن خمسمئة، وتتبع عدة عشائر، وأصلهم من الحجاز، تحديدًا من (الصفراء)، وقد جاء رجالها إلى (مصر) وتحديدًا في (القرين) بمنطقةٍ تُسمى فاقوس، وبذلك فهم لهم أقرباء بمصر، ومنهم الشيخ (أحمد السيد فرحان) وكيل مشيخة الطرق الصوفية آنذاك.

لم يعلم كاتبنا متى جاؤوا إلى بئر السبع، لكنه عَلِمَ أنهم جاؤوا تحت إمرة كبيرهم (موسى)، وقد رزق (موسى) هذا ثلاثة أبناء، هم:

  • إبراهيم: وقد رزق هذا (سلامة) و(علي) و(صيام).
  • سليمان: وهو جد العماوي.
  • سالم: لم يعلم كاتبنا عنه شيئًا.

بالبداية نزلوا في أراضي المشبه والجور بالقرب من (غزة)، وكان شيخهم (سليمان أبو شاهرة)، ثم تفرقوا فنزل بعضهم في (غزالة) وكان شيخهم هناك (سليمان القريناوي)، ونزل البعض الآخر في (أبي سمارة)، وكان شيخهم هناك الحاج (محمود القريناوي)، ونزل البقية في (عوجان) و(خشم جبيل)، وكان شيخهم (محمد عودة البسيس).

عشيرة القطاطوة أصول سينائية أو حجازية

هم ليسوا من التياها، وقد قيل إنهم جاؤوا من (قيطة) الواقعة في (سيناء)، وقيل أيضًا إنهم جاؤوا من الحجاز.

ينقسم القطاطوة إلى فريقين، الفريق الأول يقيم مع التياها في أخصب الأراضي الواقعة بين خربة الجندي وبطيحة، والفريق الثاني يقيم مع العزازمة بالقرب من غرب (بئر السبع)، ويدعون بـ (الحسونيين).

عشيرة القلازين أعداد قليلة في بطيحة

يسكن القلازين في (قنان بطيحة)، ولا يزيد عددهم عن المئتين، وشيخهم هو (عبد الله بن سالم الغصين)، ويعتقد كاتبنا أن أصلهم من الجبارات.

عشيرة البدينات جزء أصيل من التياها

يسكن البدينات في (الفخاري) و(قنان بطيحة) و(أبي سمارة) و(العراقيب)، ولا يزيد عددهم عن ثلاثمئة وخمسين، وقد توفي شيخهم (عطية بن سلامة أبو خطاب) حينما كُتِبَ هذا الكتاب، ولا شك في أنهم من التياها.

رابعًا: قبيلة الحناجرة تفرعات ونفوذ تاريخي

يُقال إن أصل عرب الحناجرة من السواركة، ويُقال إنهم قد جاؤوا إلى تلك البلاد عن طريق شرق الأردن في أوائل الفتوحات الإسلامية، وهم ينقسمون إلى ثلاثة أفخاذ:

  • الفخذ الأول: النباهين (وهم فرع من الزيود).
  • الفخذ الثاني: الحمدات (وهم فرع من الرفايعة).
  • الفخذ الثالث: النعيمات (وهم فرع من العدسين)

وهم الآن ينقسمون -حسب تشكيلاتهم العشائرية- إلى أربع عشائر، هي:

1. حناجرة أبي مدين، ومنهم البدرين والعربين والنباهين والنعامين والنعيمات والنخيلات، ويصل عددهم إلى قرابة الألفين، وشيخهم هو (فريح بن فرحان بن حسين أبو مدين). 

2. الضواهرة، ومنهم العماوين والمصالحة والعوامرة والعوايشة، ويصل عددهم إلى قرابة خمسمئة، وشيخهم هو (أحمد أبو ضاهر).

3. الحمدات: ومنهم المناديل والسلاسلة وأبو حجاج والسميري، ويصل عددهم إلى قرابة الألف، وشيخهم هو (سليم بن عبد الله بن الحاج عبد السميري).

4. النصيرات، ومنهم الفقيريون والكريشان؛ يربو عددهم عن الألف، وشيخهم هو (عائش بن فرحان بن طبش بن سمور المصدر).

لا يعد النعامين والنخيلات وأبو ضاهر وأبو حجاج وأبو سليسل من الحناجرة رغم أنهم ينسبون إليهم في الوقت الحالي، بينما يعود النباهين والحمدات والنعيمات في أصلهم إلى الحناجرة، وقيل إن النعيمات ليسوا من الحناجرة، وإنما هم من النعيمات الموجودين في (الأردن).

بالإضافة إلى أن النصيرات لا يعودون في أصلهم إلى الحناجرة، فهم قبيلة منفصلة ترجع حسب قولهم إلى الأوس والخزرج، وقد جاؤوا من (مكة) إلى (ضانا) بالكرك، إلى أن نزلوا تلك الأرض، وكان ذلك قبل مجيء الحناجرة إليها، وقد ظلوا على حالهم هذا حتى جاء متصرف القدس (رؤوف باشا) ورأى أن يجمع شملهم ويضمهم إلى عرب الحناجرة.

يسكن الحناجرة عمومًا في (الشويحي) و(الجور) و(الدير) وخربة الشيخ حمودة، ووادي غزة، والأراضي الواقعة على شاطئ البحر بين غزة ودير البلح، وأرضهم خصبة تصلح لزراعة السمسم والحبوب الصيفية.

تنويه: إن ما قرأتموه يعرض فقط بعض ملامح الكتاب، ولا يغني إطلاقًا عن قراءة الكتاب.

إذا حاز ما كتبناه على إعجابكم؛ فلا تنسوا الاشتراك حتى يتسنى لكم قراءة كل جديد.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.