مساءٌ آخر وشكوك الخيانة تُطاردُني، ليلةٌ حزينة كئيبة وكل النساء اللواتي كسرتهُن يجلسن أمامي، شعور الشماتة ورائحته النتنة كانت أقوى من رائحة دخاني المُقرف، ولم يتردد "كاوس" بزيارتي هذه الليلة، أحسستُ بوجوده، شعرتُ بشفقتهِ عليّ، لم أره عندما وضع يدهُ السميكة على قلبي، كانت أظافرهُ الصفراء الصلبة قلمٌ له، حين اصطنع من جدران قلبي لوحة فنية تخدمهُ، عنوانها السواد، ما كان يرضيه الحشود، كان مُلتزماً بالتفرد، لا تستهويه الرفقة ولا الحُب ولا فراشة يلتهمُها إن جاع.
لم يبقى لي أحد من بعد كاوس، لم أنل شرف التاكُد من شكي، كان وجودي عبثاً لمن حولي، كاوس اللعين استهوى قلبي، وجثا فيه، كما يجثو الجمل حول واحة ماء.
و مِتُ و ماتَّ الشك من يوم وُلِدَ كاوس.
_______
"كاوس" : بالاغريقي القديم "الفراغ والظلام"
بقلم/ ليث حسون .
٤ فبراير ٢٠٢١ .
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
تسجيل دخول إنشاء حساب جديد