كابوس صمتك.. تأملات في قوة الصمت والكلام

في زمنٍ يتكلم فيه الجميع، ويصرخ كل شيء، تبرز الحاجة لإصغاءٍ مختلف؛ إلى ما لا يُقال، إلى الصمت لا الكلام. في هذه القصيدة الفلسفية، نتوقف عند الصمت، لا كونه عجزًا، بل وعيًا. نغوص في جماليات السكوت، ونفكك العلاقة المركبة بين النطق والمعنى، بين الغوغاء والحكمة، بين من قال... ومن سكت، لكنه أفصح.

كابوس صمتك لغوُ     ولغو صمــــــتك حشوُ

وليس للصمتِ صنوٌ    إذا أتى النطــــقَ نضْوُ

من قال بالصمتِ قَولا   وهاله النـــــطقُ هَولا

ومن عرا القولَ حولًا    فالصمتُ في فيه حلوُ

من عاشَ في الناس صمتا      يعشْ طويلا وســمتا

ومن رأى الصمتَ أمتا   له إلى العيبِ عزْوُ…

والصمتُ أصدقُ حسًّا    والقـــــولُ أكذبُ بأسا

إذا أتى النــــطقُ يأسًا     ما مدَّه الــــدهرَ زهوُ

من باح بالصمتِ ألقى     بالحكمةِ النطقَ يبقى

من صاغَ بالصمتِ يرقى  إلى الذي فيــه رخوُ

يا صمتُ ما لك تـــعلو     على الكلام وتغلو؟

فالعيَّ أصبحتَ تــــجلو     في حين ما فيه حذْوُ

أفريقيا وحيَ صــــمتٍ      نطقتِ والصمتُ يأتي

يأتي بمــــــــا هو يُفتي      بكل ما فيه صـــحوُ

في الختام، تتركنا هذه الأبيات مع نظرة أعمق لقيمة كل من الصمت والكلام، إنها دعوة للتفكر في اللحظات التي يكون فيها الصمت أبلغ تعبيرًا، وتلك التي يكون فيها الكلام ضرورة وحكمة، فكلاهما، الصمت والكلام، أداتان قويتان للتعبير والتواصل، ولكل منهما سياقه وجماله الخاص.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة