كأس العالم 2026.. نظام جديد وآراء متباينة في الحدث الاستثنائي

لا يُمكن عدُّ كأس العالم 2026 حدثًا عاديًا أو مشابهًا للإصدارات السابقة، لا سيما مع التغييرات الجذرية التي يشهدها وفقًا لعدد المنتخبات المستفيدة والنظام الجديد للبطولة. في هذا المقال، نكشف لك الأسرار والمعلومات المدهشة عن كأس العالم 2026، بدءًا من نظام البطولة والدول المستضيفة وصولاً إلى الآراء المتناقضة التي تتراوح بين الإيجابيات والسلبيات. ونستعرض معًا كيف قد يؤثر هذا التغيير على المستوى الفني للبطولة وعلى فرص مشاركة منتخبات لم تكن لها نصيب في السابق.

لا يعد كأس العالم 2026 الذي قرر إجراؤه في أمريكا الشمالية حدثًا عاديًّا أو مشابهًا لبطولات كأس العالم السابقة نظرًا لعدد من الأمور التي تأتي على رأسها مشاركة 48 فريقًا المرة الأولى من بداية البطولة، وهو ما لاقى قبولًا واستحسانًا لدى عدد كبير من الدول التي كانت تجد صعوبة في المشاركة في كأس العالم، وكذلك كانت توجد أصوات معارضة تتحدث عن كون هذا التعديل قرارًا سياسيًّا من جانب رئيس الاتحاد الدولي.

خصوصية كأس العالم 2026

تعود خصوصية كأس العالم 2026 الذي يعد النسخة الثالثة والعشرين من كؤوس العالم لكرة القدم إلى أمور عدة؛ أولها أن البطولة المقرر إجراءها بين 11 يونيو إلى 19يوليو 2026 سوف تجرى بالاشتراك بين ثلاث دول في أمريكا الشمالية هي الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك، وفي تاريخ البطولة لم يُلعب الكأس في ثلاث دول، وهو ما يحتاج إلى كثير من التنظيم والترتيب المشترك بين الدول التي تختلف في طبيعتها وإمكاناتها، وربما كذلك في فروق التوقيت بين المدن، وهذه عوامل قد تكون مؤثرة كثيرًا في خروج البطولة بأحسن صورة، لا سيما مع المتابعة الكبيرة من وسائل الإعلام على مستوى العالم لهذا الحدث الذي لا يتكرر إلا كل أربع سنوات.

تجرى بطولة كأس العالم 2026 بالاشتراك بين 3 دول في أمريكا الشمالية هي أمريكا وكندا والمكسيك

الأمر الآخر الذي يصنع خصوصية كأس العالم 2026 هو أن البطولة ستضم 48 فريقًا بدلًا من 32 فريقًا كما في النسخ الأخيرة، وهي نقلة نوعية كبيرة تحمل معها كثيرًا من المخاوف من محبي كرة القدم وعشاقها، وتحمل كذلك كثيرًا من الآمال والطموحات لدول ومنتخبات تتمنى المشاركة في كأس العالم.

إضافة إلى أن البطولة ستشهد مشاركة دولة المكسيك مستضيفة للبطولة للمرة الثالثة، والولايات المتحدة للمرة الثانية بعد عام 1994، في حين تستضيف كندا بطولة كأس العالم 2026 للمرة الأولى في تاريخ بطولات كأس العالم، وتعود البطولة مرة أخرى  إلى شهور الصيف كما تعود عليها الناس عبر السنوات بعد إقامتها في النسخة السابقة في دولة قطر عام 2022 في شهري نوفمبر وديسمبر نظرًا للظروف المناخية الحارة.

نظام بطولة كأس العالم 2026

لم يأت نظام بطولة كأس العالم 2026 الذي سيضم 48 فريقًا بين يوم وليلة، وإنما كان اقتراحًا سابقًا عام 2013 قدمه (ميشيل بلاتيني) الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم يطرح فيه توسعة بطولة كأس العالم لتضم ٤٠ فريقًا، وهي الفكرة التي عاد بها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الحالي (جياني إنفانتينو) عام 2016 التي تضمنت عدة اقتراحات؛ منها توسيع كأس العالم ليضم 40 فريقًا توزع في ثماني مجموعات تتكون كل منها من خمسة فرق، أو عشر مجموعات تضم كل منها أربعة فرق.

في مارس 2023 وافق الفيفا على التعديل الجديد في كأس العالم 2026 لتضم البطولة 12 مجموعة

وفي يناير 2017 عمل مجلس الفيفا على اختيار نظام لكأس العالم 2026 من الاقتراحات المقدمة، وكان ذلك بالتصويت لمصلحة تنفيذ البطولة بـ48 فريقًا، لتكون بطولة كأس العالم 2026 مكونة من 16 مجموعة، تضم كل واحدة منها ثلاثة فرق، ويصعد الفريقان الأولان إلى مرحلة دور الـ32 التي تُلعب بنظام خروج المغلوب، ثم تتوالى أدوار البطولة تواليًا طبيعيًا حتى الوصول إلى المباراة النهائية.

بهذا النظام الجديد الذي كان من المفترض  تطبيقه في كأس العالم 2026 سيرتفع عدد المباريات في كأس العالم إلى 80 مباراة، بعد أن كانت 64 مباراة في البطولات السابقة التي كانت تضم 32 فريقًا، وعلى الرغم من ذلك فإن الفرق المتأهلة ستلعب عدد المباريات نفسه، فالمنتخبات التي تصل إلى مباريات نصف النهائي والنهائي ستلعب سبع مباريات كما حدث في البطولات السابقة، لذا لن يحدث تأثير في مشاركات المنتخبات بكأس العالم 2026 سوى في عدد مباريات الدور الأول؛ لأن كل منتخب سيلعب مباراتين فقط في المجموعة من أجل حسم التأهل إلى الدور التالي.

وفي مارس عام 2023 وافق مجلس الفيفا على تعديل جديد في نظام بطولة كأس العالم 2026 لتضم البطولة 12 مجموعة مكونة من أربعة فرق، وهو ما سيؤدي إلى زيادة عدد مباريات البطولة إلى 104 مباراة، وسيؤدي إلى زيادة عدد المباريات التي تلعبها الفرق المتأهلة إلى ثماني مباريات بدلًا من سبع، وهو ما سيؤدي أيضًا بدوره إلى زيادة عدد أيام البطولة إلى 39 يومًا.

وعلى هذا ستلعب الفرق مباريات المجموعات في كأس العالم 2026 لعبًا طبيعيًا يؤدي فيه كل فريق ثلاث مباريات، ويصعد أصحاب المركزين الأول والثاني من كل مجموعة، ويصعد معهم أفضل ثمانية فرق من أصحاب المركز الثالث ليكتمل دور الـ 32، وهو  ما يضمن كثيرًا من العدالة للفرق المشاركة جميعها في كأس العالم 2016.

ومع هذا النظام الذي سيطبق للمرة الأولى في عام 2026 سيشارك عدد كبير من المنتخبات التي لم تكن تملك الفرصة في الوصول والمشاركة في هذا الحدث الكبير، لكن الأمر قد يؤدي إلى بعض التراجع الفني في مستوى كثير من المباريات، وهو ما أدى إلى وجود خلافات في الآراء الفنية المتعلقة بتطبيق هذا النظام الجديد في كأس العالم 2026.

آراء متناقضة متعلقة بكأس العالم 2026

مع إعلان النظام الجديد لبطولة كأس العالم الذي سيطبق في كأس العالم 2026 ظهرت عدة آراء معارضة لهذا النظام الجديد؛ منها على سبيل المثال رأي (خافيير تيباس) رئيس رابطة الدوري الإسباني، ورأي (يواخيم لوف) المدرب السابق للمنتخب الألماني اللذين قالا: «إن عددًا من مباريات كأس العالم ليست على المستوى الفني المطلوب، وإن توسعة البطولة وزيادة عدد الفرق سيؤدي إلى زيادة عدد المباريات ذات المستوى الضعيف، وهذا القرار جاء لأسباب سياسية بحتة تعود إلى رغبة رئيس الاتحاد الدولي في إرضاء عدد كبير من الدول التي ساعدته في الانتخابات».

يرى خافيير تيباس رئيس رابطة الدوري الإسباني أن عدد الفرق سيؤدي إلى زيادة عدد المباريات الضعيفة

لكن توجد بعض آراء أخرى صدرت أيضًا عن خبراء وفنيين في مجال كرة القدم، تحدثت عن الحدث الاستثنائي الذي ينتظره العالم كل أربع سنوات، لكن عددًا كبيرًا من المنتخبات والنجوم  يحرم في كل مرة من المشاركة فيه، وقد شهدنا عددًا من كؤوس العالم لم تحفل بمشاركة فرق كبيرة ومنتخبات تضم نخبة لاعبي كرة القدم في العالم، وذلك لظروف التصفيات الصعبة، أو لأسباب طارئة، أو لظروف القرعة، ومع النظام الجديد الذي سيطبق في كأس العالم 2026 ستكون الفرصة أكبر، وبذلك ستكون المتعة أكبر والمنافسة أكثر اشتعالًا.

وفي النهاية إن كأس العالم 2026 الذي سيجرى في ثلاث دول في أمريكا الشمالية سيكون حدثًا استثنائيًا سواء على مستوى عدد المنتخبات أم  على عدد أيام البطولة أم على عدد المدن التي ستستضيف البطولة التي ستصل إلى 16 مدينة للمرة الأولى في تاريخ كأس العالم، فإما أن تنجح الفكرة الجديدة وإما أن تشهد البطولة سقوطًا فنيًا مروعًا يؤدي إلى عودة الفيفا إلى نظام كؤوس العالم السابقة، وهو أمر سنتابعه في صيف العام القادم الذي نرغب أن يشهد مشاركة عربية قوية ومميزة، تجعل من كأس العالم 2026 ذكرى رائعة لكل مشجعي كرة القدم من المحيط إلى الخليج.

وفي نهاية هذا المقال نرجو أن نكون قدمنا لك المتعة الإضافة، ويسعدنا كثيرًا أن تشاركنا رأيك في التعليقات عن نظام بطولة كأس العالم 2026، إضافة إلى مشاركة المقال عبر مواقع التواصل لتعم الفائدة على الجميع.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة