قيمتك في الحياة من وجهة نظر فيلم It's a Wonderful Life

في ظل هذا العالم المملوء بالفتن وانهيار كثير من القيم والأحاسيس المتخبطة، كثيرًا ما يسأل الإنسان نفسه عن قيمته في الحياة، وقد يصاب بالإحباط وهو يُجيب عن هذا التساؤل، وقد كان هذا هو حال جورج بايلي الذي تحكي أحداث فيلم (إنها حياة رائعة - It's a Wonderful Life) قصته.

قصة الفيلم

كان يحلم بالسفر ورؤية العالم، لكنه يضطر إلى التضحية بكل أحلامه لمساعدة عائلته والمجتمع الذي يعيش فيه، لقد ضحى جورج كثيرًا من أجل من حوله، لكنه في لحظة يأس قاسية عندما يواجه أزمة مالية حادةً يُفكر في الانتحار؛ لأنه تصور انعدام قيمة لحياته. 

وفعلًا يُقرر تنفيذ ذلك في ليلة عيد الميلاد، فيذهب إلى أحد الجسور، ويحاول أن يرمي بنفسه في الماء ليتخلص من حياته، لولا ظهور ملاكه المنقذ (كليرانس) الذي عرض عليه حياة من ساعدهم جميعهم، وكيف كانت ستكون حياتهم لو أنه لم يكن موجودًا فيها.

فعلى سبيل المثال من كان سينقذ بلده في الحرب إذا لم يكن موجودًا لإنقاذ أخيه من الغرق فيفقد السمع في إحدى أذنيه، ليكبر هذا الأخ ويدافع عن بلده في الحرب، هذه المعجزة جعلته يعرف أن له قيمة كبيرة في الحياة لم يُكن يتصورها، وبلا شك ينتهي الفيلم نهاية سعيدة بعودة جورج إلى بلدته وعائلته، ويتجمع أهل البلدة لمساعدة جورج بتبرعاتهم، وتنقذ شركته من الإفلاس، فيزداد (بيلي) معرفة بدوره المهم  في الحياة، وأنها فعلًا حياة رائعة. 

قيمة الحياة في الفيلم

هذا الفيلم من كلاسكيات السينما العالمية، ويعرض في الأعياد؛ لأنه يحمل في طياته رسالة إنسانية عميقة عن قيمة الحياة وأهمية التفاؤل، وأن التفاؤل لا يعني تجاهل المعاناة، بل إدراك أن لكل تحدٍ معنًى في الحياة.

رسالة الحياة من فيلم  It's a Wonderful Life

وبعد هذه الإطلالة السريعة على قصة هذا الفيلم الكلاسيكي، نجد تساؤلًا مهمًا: هل نحتاج إلى معجزة مثل التي حدثت في الفيلم لنعرف قيمتنا في الحياة؟ بالطبع لا. 

نحتاج إلى أن نعرف قيمة النعم التي نتمتع بها في الحياة، قيمة كل صغيرة وكبيرة في هذه الحياة، لا سيما الأشياء التي اعدتنا عليها حتى فقدنا الشعور بقيمتها، كما نحتاج إلى أن يشعر كل منا بالآخر، وأن يتفقد حاله كما قال الشافعي في رسالة لصديقه: «لا تغفل عني، فإني مكروب».

 نحتاج إلى أن نتخلى عن الأنانية السائدة في عالمنا، والسعي اللاهث وراء الماديات مُتناسين تمامًا مشاعر من حولنا ومعاناتهم، وقبل كل شيء نحتاج إلى الرضا والتسليم إلى ما يعترينا في الحياة من هموم و أحزان، وفي داخلنا عزيمة وأمل وتفاؤل بغد أفضل بإذن الله.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة