المسرح مادة مدرجة في برنامج تدريس الأطفال والشباب ومن أهم الدروس التي يتعلمها التلميذ لتفتح له أبوابًا للمعرفة والوعي ونحت الذات وبناء الشخصية.
إذ هو قوة فريدة من نوعها تعمل على تفريغ الطاقات وصقل المواهب وتشجيعها. لقد قامت عديد الدول في العالم العربي وعديد المدارس والمعاهد فيها بخطوة طيبة عندما أدرجت التمثيل المسرحي مادة من المواد المدروسة في الأعوام الابتدائية والمتوسطة والإعدادية عوضًا عن تضمينه مادة اختيارية لتعميم الفائدة التي يعود بها على الجميع وأولهم الصغار الذين هم أول من تترسخ لديهم المعارف والمكتسبات التي يتلقونها.
فالمدرسة هي القوة المؤثرة بل الأكثر تأثيرًا في شخصية الطفل من العائلة؛ لأن المدرس يمثل الشخصية الموجهة للطفل والمثال الذي يمكن أن يحتذي به بنجاحه في قيادة سلوكه. فشخصية الطفل وسلوكياته وأفكاره المستقبلية هي نتاج لما يقدمه له ويعلمه إياه المدرس من أفكار ومعارف ومثل وأخلاق.
إذ كل ما يأخذه من هذه المعارف يُسهم على نحو كبير في تهيئته وتربيته وتوجيه فكره ومواقفه. وعلى ذلك، فإن هذه التربية إما أن تكون عاملًا لتنشئته على الإبداع وإما على التواكل، وكذلك إما تنشئته على العمل وإما على التقاعس.
المسرح وأهميته
فالمسرح يعد أحد أسس تربيته وتنشئته على المبادئ والقيم والمواقف العالية، وأيضًا تحضيره وإعداده لأن يكون صاحب طاقات ومواهب تجعل منه عنصرًا مهمًّا وقيمًا في مجتمعه.
إذن فإن الأطفال والشباب إن تدربوا على المسرح وتعوَّدوا على ممارسته فإن نافذة المواهب تفتح لديهم وتحيا من جديد بداخلهم تلك الطاقة الكامنة فيهم والتي تبث فيهم الرغبة في الإبداع والإنتاج وإطلاق الملكات.
بل وتتجدد فيهم الرغبة في الانكباب على القراءة والكتابة والدراسة، خاصة وإن رأوا فيها فضاء للحرية والتحرر وانعدام الرتابة والتكرار اللذين يسببان الملل والعزوف عن النشاط.
وبذلك، يخلق التمثيل المسرحي فرصًا ذهبية للتلاميذ أو الطلبة للتعبير عن ذواتهم وإثباتها وللتعرف على أنجع السبل نحو تحقيقهم النجاح وإثراء حياتهم ووجودهم الإنساني. إذ يدربهم على أسس فن التواصل والمحادثة ويثري الزاد اللغوي والثقافي لديهم. وإضافة إلى ذلك، فإنه يؤهلهم للتعامل مع الآخرين في حياتهم بالنحو الذي يفيدهم ويمكنهم من التصرف بكل ذكاء وحكمة ونضج واحتياط لأنفسهم وفائدتهم.
التمثيل المسرحي
كذلك، يمثل التمثيل المدرسي فرصة ثرية لإعداد جيل من الممثلين والمسرحيين نجومًا للمستقبل حيث يتمكن التلاميذ من الظهور في أدوار تؤدى في مسلسلات أو شرائط سينيمائية إن رغبوا في التوجه نحو سلك التمثيل. وشيئًا فشيئًا مع استمراريتهم في بناء مسيرتهم الفنية يتمكنون من إنشاء أسماء لأنفسهم تعينهم على كسب الشهرة والنجومية.
بل يمكن أن يجعلوا من نجوميتهم بالغة الآفاق وحدود العالم، ويحظوا بفرص للعمل في أكبر شركات المسرح أو السينما وأضخمها في العالم. وبذلك، يلتحقون بصفوف نجوم التمثيل الكبار العالميين الذي يتكرر غزوهم لشاشات التلفاز.
إن هذه كلها أمثلة عن مجموع الفوائد الجمة التي يقدمها التمثيل المدرسي للتلاميذ والطلاب. فإنه يعمل على إعداد جيل فريد من الموهوبين والمكتنزين بالطاقات الرائعة التي تبث فيهم روح المبادرة والإبداع والابتكار، فيسهمون في إرساء مجتمع إيجابي مثقف واعٍ حر يتقلص فيه الميل نحو الانحراف والجهل والكسل وإهدار الوقت في توافه الأمور.
وهو أيضا يُسهم على نحو حسن وإيجابي في مساعدتهم في إرساء قوة الشخصية لديهم لغرس روح القيادة والثبات في أنفسهم.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.