في كرة القدم لا يوجد مستحيل.. عوَّدتنا الساحرة المستديرة أن ننتظر غير المألوف ونعتاد على النتائج الغريبة ونشهد المباريات المثيرة، وفي نسخة كأس العالم "فيفا قطر 2022" كانت الإثارة حاضرة بقوة على مستوى النتائج، وخابت أغلب التوقعات لتأتي بمرشحين جدد للقب المونديال.
اقرأ ايضاً رغم خروج إنجلترا من المونديال.. جاريث ساوثجيت يتلقى الدعم
هل يستطيع أسود الأطلسي مطاردة الحلم إلى أبعد مدى؟
لم يكن أحد ليتصور أن منتخب المغرب الذي وضعته القرعة في مجموعة صعبة تضم وصيف 2018 "كرواتيا" وصاحب المركز الثالث "بلجيكا" قادر على أن يمر صوب الأدوار النهائية بل ويواصل التقدم في البطولة.
المفاجآت التي يحققها المنتخب المغربي تدفع البعض للإيمان بقدرات الكرة العربية والإفريقية على الإبهار، ويؤكد مقولة سابقة لجمال بلماضي مدرب منتخب الجزائر، الذي توقع أن يصل العرب إلى نصف النهائي لو نجحوا في كسر حاجز التأهل عن المجموعات الذي يبقى عائقًا في سبيل كثير من المشاركات العربية بالسنوات الأخيرة.
ومن نشوة انتصار المغرب التاريخي على بطل 2010 منتخب إسبانيا بركلات الترجيح، ثم الإطاحة ببطل أوروبا الأسبق منتخب البرتغال في ربع النهائي، ازداد سقف الطموح، ليس فقط طموحات الجماهير العربية وكل المساندين للمغرب، بل إن اللاعبين أنفسهم بات لديهم الثقة اللازمة في هذه المرحلة من البطولة.
اقرأ ايضاً منتخب المغرب في ربع نهائي المونديال.. إنجاز عربي تاريخي غير مسبوق
منتخب المغرب في كأس العالم
عبدالحميد صابري لاعب خط وسط سامبدروريا الإيطالي ومنتخب المغرب، آمن بقدرة بلاده على صنع المستحيل، والوصول لأبعد من نصف نهائي المونديال.. فقبل المواجهة المرتقبة ضد فرنسا في نصف النهائي المرتقب.
يؤمن لاعب المغرب بأن المستحيل ليس مغربيًّا، هذه الثقة نابعة مما حققه أسود الأطلسي في البطولة حتى الآن وكسر كل التوقعات بالوصول إلى هذه المرحلة والإطاحة بعمالقة أوروبا واحدًا تلو الآخر.
منتخب المغرب الذي يحمل على عاتقه تحسين صورة الكرة العربية والإفريقية نجح في أن يعدل كفة المواجهات الإفريقية الأوروبية التي بلا شك تميل لمصلحة القارة العجوز على مستوى المونديال.
لكن يبقى السؤال الأهم، هل فعلًا يُمكن للمغرب أن يحلم بالمونديال؟! الأحلام ممكنة، وأن يطارد أي شخص حلمه فهي الحالة المثالية، لكن الأمور لا تبدو بهذه السهولة على أرض الواقع، فعندما يتعلق الأمر بمنتخب شبه متكامل مثل فرنسا حتما ستكون الأمور صعبة.
اقرأ ايضاً رغم تفوق المغرب والسنغال.. امتحان أوروبي صعب للكرة الأفريقية في المونديال
وليد الركراكي وكتيبته
كتيبة المدرب وليد الركراكي نجحت في تحجيم خطورة نجوم بحجم جافي وبيدري وفيران توريس وبيرناردو سيلفا وبرونو فيرنانديز وكريستيانو رونالدو.
لكن المنافس القادم هو الأسرع وصولًا لمرمى المنافسين بأقل عدد من التمريرات، وكذلك يمتلك أجنحة هي الأفضل في المونديال.. كيليان مبابي يسارًا وعثمان ديمبلي يمينًا، بجانب العمق الذي يصنع الفارق بوجود أنطوان جريزمان وأيضا ثنائي الوسط القوي تشواميني ورابيو.
باستطاعة المغرب التقليل من خطورة فرنسا من خلال الخطة الدفاعية المحكمة، ولكن إلى أي مدى سيصمد هذا الدفاع المغربي المنظم مع كثرة الضغط؟ هذا السؤال الصعب لحامل لواء الكرة العربية، ويبقى سلاح الثقة واستغلال أنصاف الفرص مع دعم الجماهير هو الذي يزيد من ثقة أسود الأطلسي قبل المواجهة النارية.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.