لم تتركوا فينا غير المرارة والألم
فكيف يطيب لكم في الليل النوم؟
أحرقت أرواحنا بسببك يا فرنسا بالسقم
فعن أي ندم تتكلم وجزائرنا فقدت النعم؟
وكيف ننسى جراحاً كوتنا عند كل منعطف تقّسم
أخبروني لنرى من في جندكم إذا تكرم سيجيد النظم؟
خمس وأربعون ألف شهيد عانقوا تراب الوطن
ولا تزال ذكراهم تراودنا غصصاً من الندم
حينما أتذكر ما حلّ بك يا وطن يقشعر بدني والجسم
فأثور وبركاني يُحيي ناراً بحممها تعزم
وتقسم أن تُبيد جندكم بنار تلتهم فهل تفهم؟
الروح تبكي فما لها من سلام ولا سلم
لترتقي درجات العلا مرساها إلى العدم
حيث هناك نجوم أقسمت أن ترفع العلم
وأن تثأر منك يا مستعمر فهل تعلم؟
كم جردت شعباً مناضلاً إلى الحرب قد تقدم
وقدم بسلاحه البسيط مجرد حجر أو قلم
لكنه أخرجك من أرضك مذموماً مدحوراً، فهل تفهم؟
وذكرياتُ مجازر تأبى أن تغادر العقل والكلم
فهي تصحو كلما أشعلت النار ذات الحمم
فلا زالت سطيف تصرخ من الظلم
كلما هبت الريح وحركت ذاك العلم
وخراطة تبكي فما لبكاها لا ينعدم
وتأبى قالمة إلا أن تواري وجداً تقسم
وترفض الجزائر أن تخيط جرحها بالقلم
فذكرياتنا تاريخٌ فيه من كل عبرة حكم
وثورتنا فيها من كل فصل خطاب يقسم
أن يحيا يا جزائر في النعم الشعب
فيا رب لا تجعلنا ننسى فيصينا النقم
فكابوسنا لن يغدو مجرد منام يتبختر فيه الحلم
في المنام ما إن نستيقظ حتى يتخطفه الغيم
بل هو حقيقة جرعها المستعمر للشعب فهل تعلم؟
فليت، فليت فلسطين تقفو الخطا وتتبع المسار
فنحن كنا ولا نزال أسياد الحرب جندنا لا يهزم
فباتحادنا تغلبنا على الشيطان الذي لا يهزم
فهل تعلم أننا جند الحق وأرضنا طاهرة فهل تفهم؟
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.