نهارُك صائمٌ، واللـــــــــــــــيلُ فِطْرُ
وصبرُك قائمٌ إذ غـــــاب فجْرُ
إذا صبَّتْ عليكَ الشمسُ ســــــــوطًا
فذنبُك زلَّ إذ يـــــــــــقفُوكَ أجْرُ
ويقلبُك النهارُ وأنتَ تلــــــــــــــــقى
طعاما قال: خذنْنـــي...أنتَ حُرُّ
ولكنْ لم تُلبِّ نداءَ شـــــــــــــــــــــرٍّ
جوابُك حينما ناداكَ هـــــــــجْرُ
وتحْدُوْكَ العبادةُ نحو صـــــــــــمتٍ
إلى العلياءِ في رمضـــانَ جِـسْرُ
عَرَتْكَ عُرَى الخضوعِ وفيك سمْتٌ
ولا يُخْزِيكَ في رمضـــــانَ كِبْرُ
وخطَّ عليكَ نُوْرٌ في ظـــــــــــــلامٍ
أضاء لك السبيلَ وفيه نصــــــرُ
غلبتَ هواكَ حين أراكَ ســــــــوءًا
يحيط بحاجبٍ لك عنه ســـِـــــتْرُ
ولم تضعُفْ أمام الكُرْه قــــــــصدًا
فأنتَ بما فعلتَ اليـــــــــــومَ ذمْرُ
وقاومتَ الخنا رُوْحًا وقــــــــــصْدا
فلم يكُ فيكَ في العثـــــراتِ كَسْرُ
وأورَيتَ السنا بتُقـــــــــــــاكَ رَشْدًا
وصافحتَ السناءَ وأنـــــــــتَ بَرُّ
وإنَّكَ صابئٌ في عصر ســــــــــوءٍ
وإنك صائبٌ فيه أغــــــــــــــــرُّ
وقد باردتَ والأيـــــــــــــــــامُ بُطءٌ
ورافقَ أُمْنِياتٍ فيك بـــــــــــــــدْرُ
ولستَ تهابُ من رمضـــــــانَ شيئًا
ولكنْ ملءُ فيكَ فيــــــــــــــهِ ذكْرُ
ولما خافَه من لـــــــــــــــــيس كُفْئًا
يقول: مرضتُ، والأمراضُ ضُرُّ
سواه يقولُ: لستُ أصومُ شـــــــهرًا
لأني لا أعيــــــــــــــــشُولا أقَرُّ
فباتَ يذوق ما يحلو ويـــــــــــــحلو
ويشربُ سائغًا مــــــــا ماج بحْرُ
وإذ رمضانُ ولَّى طارَ يُـــــــــــلقِي
تحيَّةَ مَنْ يـــــــــــــــودِّعُ إذْ يُسَرُّ
وعاد صحيحَ جسمٍ يـــــــــــومَ عِيْدٍ
وجعْبةُ حُـــــسنِه في الدهر صِفْرُ
وأعجَبُ منْ رأى استـــــــبدالَ دينٍ
لأجل الصومِ، وهو بــــــــه يُغَرُّ
ومما في العجائبِ يومَ صـــــــــومٍ
مسيحيٌّ يصومُ وفيه فــــــــــــخرُ
أتحفظُ سَلَّةٌ ماءً... لمــــــــــــــــــاذا
جهودٌ رامَها في الدهر هــــــدْرُ؟
فقيل: له من الرحمنِ أجـــــــــــــرٌ
وقيلَ: هناك للجلمـــــــــودِ دحْرُ
وقالوا: نيَّةُ الإنسان تــــــــــــــكفي
قبولًا حينما يأتـــــــــــــــيه يُسْرُ
أتى رمضانُ مدرسةً وتلــــــــقي
دروسًا في الأخُوَّةِ وهي عـــشْرُ
سلامةُ صدْرِ صائمِه كـــــــــــثيرًا
وبالإخلاص سوف يطيب صدرُ
وإحسانٌ إلى الجـــــــــــيرانِ دومًا
وتقديم المعونةِ وهو جـــــــــــبْرُ
وتحسينُ العلاقة بين خـــــــــــــلقٍ
وخالقِهم، وهــــــــــذا الأمر سرُّ
وقول الحقِّ واستغفــــــــــــارُ ربٍّ
وتحسينُ السرائرِ فيه بِــــــــــــرُّ
وعفوٌ حين تقصير البــــــــــــــرايا
وذلك أن يُرَى في الناس غـــــدْرُ
وفي رمضانَ ما يعطي صـــــلاحا
لنفسٍ حُلْوُهـــــــا في الأرض مُرُّ
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.