مُعاشرَةً مضتْ عشْرُ الليالي
وسرعَتُه تفوقُ ضَحَى الخيال
مؤانسَةً مضى ثلُثٌ ويــــبقى
من الثُلُثَينِ أفضالٌ تُـــــــــوالِي
مجانَسَةً أتى الثلُثانِ فــــضلًا
ومن ثُلُثٍ أتى حُسْنُ اشتمـــــال
مبادلةً أتى الثُلُثانِ ســــــــعْيًا
ويصطحبانِ أنصارَ الجــــــلال
معادلةً أتى الثُلُثـــــــانِ ربْحًا
ويتّبِعان نيِّاتِ الرجـــــــــــــــال
مفاضلةً أتى الثلُثانِ خـــــيرًا
كأنَّهما استجابَةُ الـــــــــــــسؤالِ
كأنَّ الليل مرَّ مرورَ بـــــرقٍ
ويلتفتُ التفاتًا في المعـــــــــالي
وأنَّ بقبضةِ الأيامِ نـــــــــورًا
له من خطْفَةٍ نصفُ الكمـــــــال
ويقتبسُ التعجُّلُ وهْمَ نَـــــــومٍ
ويرسلُ سطوةً بعد الجـــــــــدال
وما ضلَّ الطريقَ مرورُ برقٍ
وليس له نصيبٌ من ضــــــــلال
على دورانِ أخيلةٍ يـــــرى ما
يرى من وهْمِه لما يُبــــــــــــالي
وصدَّق سُرعَةَ الأقمارِ يــــومٌ
وكذَّب بُطْئَها حشرُ الهــــــــــلال
وقَوسُ اللمْحَةِ انطلقتْ إلى ما
تُصوِّره عيونٌ في انفعــــــــــــالِ
ويُسْأَلُ ناظرٌ عن عدِّ دهــــرٍ
يقول: قضيتُ ثانيَةً بحـــــــــــالي
ويُسْأَلُ مَنْ يعدُّ النجْمَ ليـــــلا
فقال: جوابُ ذلك من مُحـــــــــال
أمــــامَ لِحاظِكَ الأقمارُ تمشي
فقال: لِحاظُه فرَسُ احتيـــــــــــالِ
ونادَى حاديَ الأيامِ مـــــــهلًا
بصوتٍ مُزْعِجٍ في الليلِ عـــــــالِ
وإذ رمضانُ أظهَرَ ظهْرَه في
لياليه إلى أمَدِ انفــــــــــــــــــصال
فلمْ يُلْقِ العصا في يوم حُلْــمٍ
نواه ما استقرَّ بلا الوِصـــــــــــــال
يشدُّ رحالَه من بعد مُكْـــــــثٍ
قليلٍ عند أصـــــــــــــــــــحاب وآلِ
ويقتحِمُ التوهُّم ركبَ لـــــــيلٍ
يرافقه إلى جنب الشــــــــــــــــــمَال
وأطلَقَ للرياحِ ذهابُ ريـــــثٍ
وأنذَرَ منْ له نذْرُ ابتهـــــــــــــــــــالِ
ويعكفُ ترسل العتماتُ لــــيلا
إليه المَوجَ في جُنْحِ احتمـــــــــــــــال
وأسمَع ظُلْمَةَ الأحلامِ قــــــولا
وأنفاسُ الدجى أضحتْ تُـــــــــــــغالي
وبادرَ والصيامُ لِجامُ خُبْــــــثٍ
ولم تــكُ نيَّةٌ بيِدِ اختـــــــــــــــــــــلال
وأشْعَلَ قصْدَه بضياءِ حـــــــقٍّ
وبادل نيَّةً ضوءَ اشتعــــــــــــــــــــالِ
طوَى أيَّامَه والبطءُ مـــــــاضٍ
ومن أرض الخنا والسوءِ خـــــــــــالِ
وسُلَّمُ خيرِه مــــــــــــدَدٌ ورُشْدٌ
ويُوْصِلُه إلى قُنَنِ الجمـــــــــــــــــــال
كسا رمضانُ نسْجًا من رشــادٍ
وزيَّنَ من قشيبٍ غير بــــــــــــــــــالِ
كسا مَنْ في العبادةِ في انقطاعٍ
ومن عرف العبادةَ باحتفــــــــــــــــالِ
وإنْ أيَّامُه رمضانُ طــــــــولًا
يضحِّي بالذُرَا حسنَ الخَصـــــــــــــال
ويُتْبِعُ خشيةَ الرحمنِ بِــــــــرًّا
يؤوبُ بها نجاحًا بالنـــــــــــــــــــــوال
وعثْرتُه تُقالُ بحسن فعــــــــلٍ
وليس له نصيبٌ من ثــــــــــــــــــــلالِ
ويرفَعُ رايةَ الإخلاصِ صــدْقًا
ويلبس حِليَةً بعد اشتغـــــــــــــــــــالِ
ويبقى والأمانةُ صِــــــدْقُ سِرٍّ
وليس يخون مثلَ أبي رُغـــــــــــــــال
أتى رمضانُ بالثمراتِ تُجْــنَى
وإنَّ صِيامَه غرْسُ الفِـــــــــــــــــــعال
أتى رمضانُ والبرَكاتُ غــيثٌ
وليس لها نصيب مــــــــــــــــن زوالِ
أتى رمضانُ والحسناتُ تتْرى
مع الإعلاء في كل المجــــــــــــــــالِ
تقبلْ يا إله العرشِ حُــــــــسْنًا
ولا تجعلْ ذنوبا كالجِبــــــــــــــــــــال
وحقِّقْ ما رجوناه حيــــــــــاةً
وقدِّمْ ما سألنا من منـــــــــــــــــــــــال
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.