البارحة
حين فاض السكون
في الليل
كتبت مرثيتي
وحيدًا
حيث لا سواي
ينفخ عزلته في الصمت
شكرت تعبي
على تعبه
وأزحت عن كاهلي
هم السنين
تلك التي تقضت
في الأحلام الخاسرة
والحروب المستحيلة
كنت نظيفًا
على نحو غير اعتيادي
ولم أر سوى
ابتسامة واهنة
تزخرف البال
تعطره بالكافور
وكنت طيبًا
حد الوجع
وتقبل المكر
الضروري
لم أسرق سوى حلمي
من فم الليل
ولم أتناول طعامًا
منذ ماتت المدينة
وتشرش الطاعون في أطفالها
كتبت مرثيتي
لعشب البلاد
يكسو البلاد
لأناس لا يعرفونني
لكنهم
يعرفونني
ويكبرون في القلب
كلما مادت بي الروح
في حضرة السكينة
سأحمل مرثيتي
الآن
على كاهلي
وأعبر
نحو الضفة الأخرى
حيث لا لغة للكلام البسيط
لا لغة سوى صدمة
تتخلق في الذهن
وتسرد حنينًا من الأبدية
أبيض
كفرحة العيد
سأحمل مرثيتي
وأغيب في الذكريات
وحيدًا
صوتي تلونه الدفوف
أسابق الريح
نحو المدى الشاسع
لا حدود لرؤياي
ولازمن يؤطرني
أنا العائد المستحيل
المضمخ بالبخور
الهائم في الحضرات
أنهكتني أحلامي حتى كأنني
صرت رملًا
تركله الريح
تعبت من صلابتي
تعبت من الآمال
وهي تضحكني علي
تعبت من الكلام
حين يشيخ الكلام
ويشرع صدره للتيه..
طريقي زفير مرٌّ
ركبت أمواج العوالم
وما تراجعت
يدي برق الأساطير
رأسي بركان من الوجد
وصوتي راية بيضاء
للذكرى..
ولم تكن بمعيتي
غير السماء..
سأحمل مرثيتي
فوق كاهلي
وأترك ما تبقى من رفاقي
يلعبون بالنار
وبتراب الحكايا
بالطفولة تشم الهواء
في الصباحات الباردة
يحلمون بالمستحيل
ويسيرون نحو الله
الطريق هو الطريق
سأعبره
وأطل على شرفات أحلامكم
سعيدًا..
مبتسمًا
وهادئًا أبدًا...
😍😍😍
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.