متى ينتهي الفراق ويجمعنا الوفاق
ونعود رفاقًا ونبتعد عن الشقاق؟
متى يكون البحر في هيجانه كالإشراق
ويدعنا نهنأ بأمواج الأشواق؟
كل باب للفرج كان في لوعتنا سهل الإغلاق
وكلما يمضي يوم يفوت الأوان على الطلاق
فكم من كروب ظلمتنا بها الحياة وكانت كالأرزاق
حتى عندما خاننا الصديق وأحكم فينا الوثاق
فلم ننسَ أن الله هو الخلاق ورحمته إشفاق
عطاؤه وسع كل شيء وهو الرزاق
فاللهم لا تذر سبلي وتجعلني في إخفاق
فالقلب قد تمزق ونبضه خفاق
فلن أقبل اليوم خصوصًا أي انشقاق
فقد أصبح الوضع لا يُطاق
فاصبر لربك ولا تيأس فلرحمته للخلق إشفاق
وللأيام صبح بشمس مضيئة سطرت الآفاق
فليت هذا الفراق يعلن معي الاتفاق
فيجعلني أتحرر من عبودية سيد الميثاق
فإني في حزني مستعبدة وحنيني والأشواق
تلهبني حتى أصبت يا إلهي بالاحتراق
فليت دنيانا تحمل شيئًا من الإشفاق
فلا تدعنا لرحمة الموت في اختناق
فللموت قبضة فولاذية رسمت الطريق
ورصعت جواهرنا فتألقت تلمع بالآفاق
فليت لي القدرة لأصطاد نمرا جعلني
أشعر اليوم بخطر الافتراق
فالحب نار تلدغ إذا ما صاحبتها
رمت عليك سهوًا الميثاق
لعلك حين ترى الأوراق ترنو إليك حريتك
فلا تدمع فيك الأحداق
فأنت سيد نبيل فعار عليك الاحتراق
عار أن تكون في ماء البحر مع الموج بسباق
فتخسر السباق فمهما كنت سباقًا فلقد خسرت السباق
فلا تدفعني لهوًا لإدراك الجنون فهو معي في طلاق
قد طلقته من روحي حين أعلن وحده الاشتقاق
فصبري قد غزل حلم السنين بدمع رقراق
فحين امتلأت لعبًا تعبت وتعب معي الذهن السواق
فلا تقولوا ها هنا قد احتللنا الحبيب وكان سهل الإطباق
فليت الذي بيني وبينه يكون على استعداد للاتفاق
فمصيرك يا حب الموت إن لم أرَ أن حبك دعاء
فلا ترسم موتي وتدعو عليَّ فإني لحبه مشتاق
مشتاق لغرامه وأن يلمس عاطفة الصادقة ويدفع الصداق
فالذي بيني وبينه أتعبني حتى ملتُ إلى شيء خطير حد الإرهاق
فلا تساوموني على حريتي وتحرقوني حية فإني في انشقاق
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.