أنــــــــا يــــــوســــف يــــــــا أبــــــــي
إخـــــوتـــــي جــــعــــلــــونــي مــــنــــفــــيـًـا
تــــــــــــركــــــــــــونــــــــــــي
فــــــــــي حـــــــزنـــــي مــــرمــــيًــــا
ولـــــــــــم يــــســــألــــوا عـــــــنـــــي
حـــــتـــى امــــتــلــكــت طــبــيــبًــا شــــرعــيًــا
انــــتــــســــبــــتُ عـــــشـــــقـــــيـــا لأرض
بــــدلــتــنــي لأصـــــيـــر فــــيــــهــا فــــدائــيًــا
قـــــد نــــســيــت أنـــــي فـــــي الــــســجــن
أضـــعـــت الــــحــريــة فـــصـــرتُ عــصــبــيًا
لــــم يــعــلــموا أن بــــذاتــي كــــرهــا شــيــطانيًا
لأنــــهــم جــعــلــوني عــــن إخــبــارهم خــفــيًا
لــــســــنــــيــن طـــــويـــلـــة تــــنــــفــســت الآه
وكــــونــــت بــــهــــا لــــحــــنًا شــــجــــيًــا؟
زفـــــــرة بــــعــــد الأخــــــرى تـــــوالـــت
أذهـــــبـــــت روحـــــــــي ســـــجـــيًـــا؟
تــــركــــونــي فــــــي تــــعــاســتــي أبـــــديًـــا
أتجرع الخيبات حتى.. وما نسيت أني فلسطينيا؟
حــمــلتُ حــجــري بــيدي ولــثمت وجــهي قــهريًا
وانــدفــعت مــقــاتلاً غــضًــا فــارسًــا أســطــوريًا
لــكــنهم لـــم يــعلموا أنــي لــستُ فــيهم إلا نــبيًا
فــــــلا تــجــعــلــونــي صـــدئًـــا مــــصــديًــا
فـــــإنـــي صـــــالـــح وأقـــوالـــي صــــالــحــة
فــلا تــفسدوني - على رسلكم- وتجعلوني مقصيًا؟
لـــم يــعــلموا أنـــي بــمــا يــحدث لــست رضــيًا
فــاتــركوني أعــبــر عـــن رأيــي لأكــون جــنديًا؟
ولا تـــــدفـــعـــوا أحــــــلامــــي عــــــنــــي
فــــإن ثــقــلــت أيــــامــي صــــرت صــحــفيًا
أضـــــحـــــت نـــــفـــــســـي شـــــيـــــخًـــا
بـــــقـــــصـــص الـــــمـــاضـــي حــــــريـًـــا
فــــحــتــى لـــــو تـــدفـــق دمــــي الأحــــمــر
وكــــــــــان عــــنــــبــــرًا زكـــــــيًـــــا؟
فــــإنــــي لــــــن أدع فــــيــــهــم جــــنــــديـًـا
لأنـــــــي لـــــســـتُ شــــبــــحًــا خــــزفــــيًــا؟
وأنـــــــــــي لـــــــــــن أكـــــــــــون
يـــــــومًـــــا طـــــــفـــــلاً شــــقــــيــــا
إنــــمــــا مـــدافـــعـًــا عـــــــن الــــحــــق
ســــــلــــــطــــــانًــــا نـــــــصـــــــريًّـــــا؟
فــــاعــــتــــقــونــي مـــــــــن الــــمــــعــــانــاة
كـــــــــــي أكـــــــــــون فـــــــريـــــا؟
فـــــإنـــي مـــــا كـــنـــت امـــــرئ ســـــوء
ولـــــــــــم أكـــــــــــن بــــــغــــيـًـــا؟
فــــــلــــــن أبـــــــيـــــع عـــــــرضـــــي
لأكــــــــــون لـــــــكـــــم جــــثــــيًــــا؟
فـــــــيـــــا مـــحـــتـــلـــي دع يـــــديـــــا
لا تــــأســــرنــي فـــــي ظــلــمــاتــك شــــقــيًــا؟
كـــــي لا أصــــيــر عــلــيــك يــــومًــا عــصــبــيًا
وحـــــرر ذاتـــــي مــــن وحــــدتــي طــــريًــا؟
فــــــإن حــــرمــتــنــي فــــتــــعــال لأجـــعـــل
حـــــــــزنـــــــــك أبــــــــــديًــــــــا؟
فـــــلا يــــغــرنــك طــيــبــتــي فــــمــا دمــــت
تــــشــــتــت جــــمــــعــي وتــعــتــقــل ولـــــدي
فــــأنــــت صـــــــرت لـــــــي عــــدائــــيًــا
ووبــــــاء فــــــي جـــــســـدي مــــرضــــيًــا؟
فـــلـــن تـــكـــون فـــــي أرضـــــي هــــنــيًــا
لـــــن تــــلــقــى مـــنـــي ســعــادتــك أبــــديـًـا
ســــأحــاربــك ولـــــو كــــنــت عــلــيــا شــقــيــا
ســأقــاتلك حــتــى لـــو صـــرت جــثــة مــرميًا
وأجـــــعـــل لــــحــــمــك لــــلــنــســور شــــهــيًــا
وأجــــعــلــك فــــي حــــزنــك رثــــاء مــرثــيًـا؟
فــأنــا لــســت يــوســف ولـــم أكـــن يــومًا نــبيًا
فـــلا تــضــايقوا ســاحــاتي وتــتــركوني بــكــيًا؟
فـــإن هــجــتني الــكــلمات وأضــاعــت مــوضعيًا
فــما بــقي لــي صــدى ولن يبقى لي مكان قصيا
فــاشــتــروا مــــن حــــبــي ســنــواتــي جــــمــرا
ودعـــــونـــــي أقـــــســـــى قـــــســـيـــا؟
فــــإنــــي إن بــــلــــغ ســــيــــلــي الـــــزبـــا
فـــــجـــــرت غـــــضـــــبـــي نـــــســـــيـــا؟
فــــــــــلا تــــحــــســــبــــونــي هـــــيـــــنـــا
فــــــإنــــي لـــــــن أصــــيــــر هـــنـــيـــا؟
فـــــــلا تـــظـــنـــوا: إن كــــنــــت هـــــنـــا
فـــــــإنـــــي ســـــأكـــــون تـــــقـــــيـــا
فــــســجــانــكــم قـــــــد مــــكــــر بـــــــي
لــــيــجــعــلــنــي بــــالــــســــجــن مــــقــــصــيــا؟
فــــإنــــي لأجـــــــل قـــــدســـي كـــــنـــت
ولا أزل ثـــــائـــــرًا مــــقــــدســــيــا؟
فـــــــلا تـــفـــرطـــوا يـــــــا إخــــوتــــي
واجـــــعـــــلـــوا بـــــيـــتـــي مــــحــــمــــيــا
مـــــــن عـــــــدو نــــصــــب خــــيــمــتــه
وجــــعــــلــــنــي ســــجــــيــــنـًـا إرهـــــابـــيـًــا؟
قــــــيـّـــدت الــــســــلــطــات عــــليّ
يـــــــــــومـــــــــا يـــــــــدايـــــــــا
وأشـــــعـــــلـــــتـــــنـــي جــــــــمــــــــرا
فــــغــصــت فـــــي الــمــعــاناة زهــــرًا نــــديــا
حــــســبــت أن إرهــــابــهــا كــــافــيًــا لــــروحــي
لــــيــــجــعــلــهــا وقـــــلـــــبـــي خـــــشـــــيـــا
لــــم يــعــلــموا أنـــي قـــد حــاربــت مــحــتلي
حــــيــــن ذكــــرنــــي بــــأنــــي عــــتــــيــا
فـــيـــا أنـــظـــار الــــعــالــم الــــتــي نــكــرتــني
وذكـــرتـــنـــي كـــــــم كـــــنـــت غــــبــــيًــا؟
تــــوهــمــت يـــومًـــا أن الـــعـــرب إخـــوانـــي
لــــكــــنــي لــــــم أكــــــن بـــــهـــم دريـــــا
...
فـــــمـــــا هـــم بـــــإخـــــوانـــي حـــــتـــــى
لـــــو كـــــان ذلـــــك حـــادثًـــا عــــرضــيًــا؟
فـــإنـــي لــــن أدع نــفــســي فــــي الــمــآســي
تــــقــتــل ولـــــو كـــــان عــصــبــًا عــصــبــيا؟
فــلن أهــنأ ولــن يــجردني مــن صــلابتي حــزني
ولـــــن يــدعــنــي فــــي غــربــتــي مــنــســيًا؟
فــــــإنــــي بــــطــــل ابـــــــن بــــطــــل
حـــــفـــــيـــد بـــــطـــــل مـــقـــدســـيـــا؟
وهــــــــب لــــــــي الـــــرحـــمـــن الأرض
وجـــعـــلـــنـــي عـــلـــيـــهـــا وصــــــيــــا؟
لـــــــــــذا ســـــــأدافـــــع عــــنــــهــــا
ولــــن أكــــون لــــكــلام ربـــي جــبــار عــصــيا
فــــأنــــي لــــــه خــــضــــعــت وركـــــعـــت
وإلـــــيـــه دعــــــوت وكـــــنـــت مــــرئــــيــا؟
فـــــــلا تــــحــرمــونــي مــــــن حــــريــــتــي
لا تــحــرمــونــي مـــــن أن أكـــــون هــــنــيــا؟
وتــــســــجــــونــنــي فـــــــــي قــــــفــــص
فــــلــن يــــكــون لــكــم مـــن الــرحــمن نــجــيا؟
ودعـــــونـــــي أجــــــــدد مــــواثــــيــــقــي
لأكــــون صــــادقــًا وعـــد الله أكـــن مــحــميًا؟
فــعشقي لــلأرض الــتي ولــدتني وجــعلتني أحــيا
فــــلأجــلــهــا ســـأكـــون دومًـــــا وطــــنــيًــا؟
فــحــتى لـــو كــنت مــسجونًا وبــقيود وتــعذيب
فــــلــــن أوقــــــع لــحــكــمــكــم مــــضــــيــا
فــــشــــرفــونــي بــــرحــيــلــكــم أشـــرفـــكـــم
بــــأنــــي كــــنــــت ولا زلــــــت عــــلــــيــا
فــــإنــــي فـــــــدا حـــريـــتـــي كـــــنـــتُ
ولا أزال شــــــاعــــرًا فــلــســطــيــنــيـًـا
ذاق الــــــمــــرارة حــــــتــــى حـــــدثـــتـــه
نــــفــــســه أنـــــه كـــــان ولا يزال كــنــعــانــيا؟
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.