ضرَبَ الليلُ حِجابًا ساترا
ليكونَ الشوقُ سحراً ساحرا
وأراد الليلُ كيدًا كائدًا
فغدا يُلبِسُ شوقي سافرا
وأرى يلتهبُ الشوقُ الذي
حمَّل القلبَ بلاءً عابرا
أيها الشوقُ الذي يلفظُني
لهَب الوَجْدِ أراه خاطرا
حجَبَ الشوق ابتعاد ونوَى
فغدا قلبُ المُحِبِّ حائرا
حاصَر البُعْدُ اشتياقَ القلبِ إذ
أنشَدَ القُرْب غناءً شاعرا
وإذا اشتدَّ الهوى في أضلُعٍ
وجدَ الشوقَ سبيلاً ناصرا
وارتوى القلبُ من الحبّ الذي
أسكَرَ الشوقَ وآبَ صادرا
حضَر البُعدُ وقد هدّده
ذلك القُرْبُ وأنْأى حاضرا
في سبيل العِشقِ لاقيتُ الأذَى
فغدا قلبي عليه صابرا
كم تمنيتُ لقاءَ عاشقٍ
فدخلتُ الجُحْرَ أضحى ضائرا
سألَ المحبوبُ من دَهْشَتِه
لِمَ تَهْوَينَ بعيدًا دائرا؟
لِمَ يا عائِشُ لا تَهْوَينَ مَنْ
في العراقِ ... وبهذا حاوَرا؟
قلتُ: لا أعرفُ حُبًّا صادقا
وبهذا صار حبي غائرا
قال: يا عائشُ هل لي قيمةٌ؟
قلتُ: حاشاك حبيبًا نادرا
طَمْأنَ المخزَنُ خوفي من أبي
لأُناجِي مَنْ أحبُّ سامِرا
فسَحَ المخزَنُ لي في ضِيقِه
فأرى الوُسْعَ يُغشِّي ساهِرا
سترَ المخزَنُ ما أكتمُه
فغدا حبِّي لهذا شاكرا...
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.