لا تــسألوا دمــعي الــحقير لــمَ من العين تراه يسيل
فــالألم بــقلبي نــار تــحرق ولــم تجد لها أي سبيل
فــإشــعال اللهيـــب بــداخــلي يـــا طــبــيب كــثير
جــعل الــلسان في فمي ينعقد صدمة وبدأ العويل
لا تــقربوا مــني فــإني مــا زلت حزيناً ما زلت شريدًا
وحــزين وداخــلي مــا عــاد قــلبه يسمى بالأصيل
حــزين بــمشاعري الــتي حــين زعــمت ذاك التبديل
كــان القلب المسكين بخيل فلم يرغب برد الجميل؟
إحــساسي بــالحياة كــعدمه يــا طــائر الــبوم بالليل
فــوجودي بــالحزن جــعل صــباحي مــظلم كــالليل
وجــعلني أصير تــحت الــعبودية كــأني عبد ذليل
وقــد رمــاني الــحبيب فــي الــظلام دون أي قنديل
وغــاب الــنجم عــني فتهت لأني لم أبصر أي دليل
يــبخل بــحبه كأنه أصاب القلب وليصيبه بالتظليل
أيا قــلب دع عــنك الــوجوم فــإنك مــا زلت جميل
واهــتم بــالظلام تــرى الأمــل عائداً فليس له مثيل
فــما عــاد الــحب يــثير الــبهجة لأتــهم بــأني بخيل
فــدعوني لــعلي أصلب أمامكم فإني ما أزال جميلاً
فــحبي لــك يــا لــيل قــد جــعلني عن ظلامك أميل
فــأترجاك لا تــجعلني عــنك أمــيل فإني عبد عليل
وقــد تــشبعت كــرها حتى صار قلبي مجرمًا عميلاً
فإني كــنت بــالوجود مجرد وهم صار بقلب دخيل
فــلا تــتعبوني وتجعلوني تحت إمرة الحزن شغيل
فإني قــد صــرت بذات الحزن الجليل مجرد مجرم
صــرت مــجرد شخص كــان وما زال فــي تــهويل
فــلا تــدفعوني لــمحيط الــيأس فإني فــي تــبديل
سأبدل الــسبيل وأكون بــجمالك يــا حــبي جميل
فــحزني صــعب حــياتي واتــهمني بــنكران الجميل
وقــلبي فــي الــحزن الــشديد لــم يــجد أي سبيل
إلا تـــرك الــدمــوع الــلــؤلؤية مـــن الــعين تــسيل
لــتــحدث فــيــضانًا فــيــحدث بــعد ذلــك الــسيل
فـــلا تــســألوا دمــعــي لــمَ صــار بــالعيون نــزيل
فــالغمائم رفــضت أن تــجعل غــيثها.. ليكون نزيلاً؟
فــمشاعر الــفراق وآه مــنها كم جعلتني أحبل حزيناً
وقــد جــعلتني دخيلاً بــعد أن كــنت صبياً جميلاً
فــنبض الــقلب قــاد الثورة لعله يعيد وتينه للسبيل
لــكن الــوتين الــذي ضــاع بالظلام بحاجة للغسيل
لــعل الــثورة التي بالقلب لا تزال تثير لغوا بالسبيل
فــالقلب مــا زال يــعاني كــما كان بحثًا عن السبيل
فــالثورة الــتي تــقام فــي داخــلي لــم تــعد بــداع
فــأترجاك يــا زمن أن تعيد عمر القلب للسيد النبيل
فــحــب الــحــبيب بــذاتــي جــعــل نــفسي تــضيق
وجــعــلني عــن الــدرب أميل لأبــتعد ألف مــيل
فــحــتى لـــو ابــتــعدت عــن الــطريق فــلن أميل
لــن أميل.. لن أمــيل فاتركوني لعلي أجد السبيل
فــأتخطى حــزني وأدع الــزهر يــنمو رغــم السيل
فــلا تــحرموني مــن الإيــمان فــإيماني باللقاء كبير
فــتــحريمكم لــن يــجد نــفعًا مــع الــقلب الــعليل
فــدعــوني ولا تــقيدوني بــالأسى فــالدمع الــجرير
صـــار الآن قليلاً بــعد أن كــان بــغزارة كــالسيل
فإني أترجاك يــا زمــن لا تــجعلني هــا هــنا قتيل
فإني سأعيش ولــو بــالقلب.. ولو استمر العويل
فــلن يــقهرني الــحزن أو سواه ويبعدني عن السبيل
ويــجعلني أمــيل كــشاعر اشتعلت دواخله بالفتيل؟
كشخص عــبر الــخيال الواسع فأتهم بتغير السبيل
فإني لــلقاء الأحــباب سأكون مخلص الصبر نبيلاً
فــلا تجعلني فإن شوقي لكم جعلني اخضع للتنكيل
فلا تلوموا نفسي على الجهل وتجعلوا دمعي يسيل
فــوجــهي خــارطــة لــلــعالم يـــا حــبيبي الــقديم
فــعلم -إن شــئت-مكانك ولــكن ارحمني بالتبديل
فــأتــرجاكم يـــا أحــبــتي لا تــمــيلوا كـــل الــميل
فــداخلي مــا عــاد كــما كــان يرسم الزيف الأصيل
ودعــوني أجــد فــي نــفسي الــعزم لأجــد الــسبيل
وأبــعد عــن غبار اليأس قبل أن أصير مجرد دخيل
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.