قصيدة "قيامة مؤجلة".. شعر فصيح

لم يعد في الوقت متسع 

لكوب شاي  

نحتسي فيه

حياة بأسرها 

تسقط في الوحل 

وتذوب

كما سكر 

في الكوب

لم يعد في الصبح متسع 

للمسرات 

وهي تغزل 

 عمرًا 

يزهر في حقول النسيم 

حد صبح حزين

لم يعد في الشعر متسع 

للمراثي 

ولا للنسيب 

في حبيبة

تمشي الهوينى 

كما يمشي الوجى الوحل 

تشعل ضوء القصيدة 

وتنطفئ

تكسر المجاز على ناصية الحلم 

وغادر..

نحو السديم 

كأنه يختنق بالحروب

وتبغ المرارات

لم يعد في العمر متسع 

للبدايات الباهرة 

والأحلام ناضجة 

كخوخة ترفل في اللذاذة

طازجة كشهقة في المدى

وهي تنأى بعيدًا

في الغياب 

هو التوق يهد الصلابة 

ويشرع جمرته للريح 

ولم يعد في الريح متسع للريح 

تولول في ليالي الشتاء 

كأم تمضغ ثكلها  

في الحنين 

لم يعد في القلب متسع 

للمواجع 

غادر الرفاق 

فجأة..

نحو برازخ لا أراها

يمتطون الأبدية 

ويحلقون في البال 

مثل ابتسامة 

تخنقها العزلة  

ولا يعودون 

أتراهم يمزحون 

أم هم هكذا..

ضاق المدى عن ضحكاتهم..

وضاقت الأشواق 

في ليل يموج بي 

مثل العبث فاسد 

لم نعد في الشوق مختلفين 

فاكهة لهذا الجمر 

تلظى في الحشا 

وعطر من عواء لا يخف 

صهيل البراكين يحمحم في

ساعة أشم ارتباك العرق

لم يعد في البال متسع

 للثرثرة 

الليل بساط العواء 

والحنين خمرة الوجد 

لا ماء كالفراق 

ولا معنى لبن أضاع نكهته 

في السراب

لم يعد في الغيم

 متسع للمطر 

فالتراب هو التراب 

صلد وحزين 

يلوك أيامه 

ويحاور صمته 

وينام 

لم يعد في الريح متسع للريح 

ضاعت الأشياء في الأشياء 

وتداخلت المعاني في المعاني 

ضاعت الشمس 

وانطفأت عيون الليل  

في الأساطير 

ضاعت في الغيوب

كل شيء ضاق..

حتى كأنه المستحيل 

فكيف تراه يكون الجنون

ساعة أمص سيجارتي 

وأنفث كل هذي المرارة 

وحدي 

في السكون

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

كم هى جميلة ورائعة
هذة الكلمات صح قلمك
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة