قصيدة "قل للرياح العاتيات ترفعي".. شعر فصيح

ومشيتُ وحدي في طريقٍ مُظلِمٍ

وحدي أنا في واقعي..

من بعد حلمٍ قد تكسر بابَهُ 

وأنا وحيد تائه

يا ذي الرياح فلتدخلي لشتات أحلامي هنا..

وتبعثري كُل ما بنيتُ من الصبا.. هيا أسرعي لتبعثري وتبعثري وتبعثري...

ماذا بقي لي في حياتي كلها؟ 

ماذا بقي..

غير الضياع لحالتي ولواقعي المتربعي؟

يا واقعًا بالأمس كنت معي النجاح ملازمًا

واليوم تتركني بِفَقْرٍ كي أعيش مواجعي

يا موجعًا لي.. لم يُعدْ لي موجع في دنيتي

فمواجع الأيام صارت تحتوي كل أدمُعي

فلقد لبستُ من السعادة أحزُنًا ثُقلى

لتكسر كاهلي

وأعيش عمري جائعي

أجري وراء ذاك السراب 

وبكل جُهدي ضائعي

أصرخُ بأعلى صوت فلا مجيب

ولا أجدُ من سامعي

حلمًا تناثره الرياح بلا رجوع 

فينتسي كل شيء عاش لأجل ذاك الواقعي

فالورد أصبح ذابلًا 

والنهر جف تبخرًا

والليل أصبح عتمةً

والبدر غاب بظلمةٍ

وأعيش بين هموم دُنيايا بِحُزنٍ شابعي

مكسور بابي حين غادروا دنيتي

وبلا رجوع

وتكسرت النوافذ كلها.. ما بقي شيء معي..

ماذا بقي حتى أعيش 

ولأجل من أبقى أنا؟

حتى إذا عشتُ الحياة، فميتٌ لا راجعي

فصديق أمسى قد ذهب حتى ترجل راحلًا

وتركنا وحدي أحمل الحزن الرزيم مُصارعي

جبل على صدري ثقيل موجع في داخلي

ضيق يطاردني ويجعلني أعيش مُنازعي

لا مال لي.. 

لا علم لي..

لا شيء لي..

وما بكفِّي لم يكن شيئًا مُقنعي

وإذا سألت عن الأماني كلها

فهناك تلقى أدمُـعْي

أهداف قد رُسمت بلا تحقيق وغادرت 

بل وامتحت من واقعي

وإذا سألت فمن أكون ومن أنا..

عبد فقير تائه بل ضائعي..

فقد صدقت بكل حرف كتبتهُ

بقصيدتك

ماذا بقي لي وما معي

الباب مكسور ونافذتي ذوت 

قل للرياح العابثات تمتعي 

إني هنا جسد أعيش وأبتسم 

رغم الجراح أخفيها رغم مواجعي

يا ذي الرياح العاتيات بواقعي

لا تهدأي بل بعثري كل شيء معي

فلتدخلي من نافذاتي فقد ذوت

وتكسرت أبواب حلم رافعي

طفت الشموع وانطفأ الحلم الجميل

والصبح أصبح في ظلامٍ قاطعي

يا ذي الرياح العاتيات أنا هنا

هل تسمعين؟

فلتعثري عني أنا بين الحطام منازعي..

ماذا بقي لي وما معي

فالصبر أصبح عاصيًا لي بواقعي

وهنا التحمُّل قد طغى بتربعي

والفقر أصبح حاكمًا في شارعي

والظلم ساد حتى تهيمن قامعي

والصدق غاب واختفى تحت التراب

مدفون في قبرٍ ينازع ميتة المتنازعي

والكذب يرقص فوقهُ رقص الحمير الشابعي

وثعالب الأوباش تعطي نصائح

ودروسًا في الأخلاق دون تراجعي

ومنافقي العصر صاروا مراجعًا

أبطال في نهب البلاد وشاجعي

ومخربين الأمس صاروا المنقذين لدولتي

وفسادهم ساد البلاد بقوة المتطامعي

ماذا بقي لي وما معي؟

الباب مكسور ونافذتي ذوت 

قل للرياح العاتيات تجمعي

ولتعصفي لتبعثري كل شيء معي

فأنا أمام جدار يائسي الرافعي

وعن اليمين جدار إحباطي أنا

وكذا يساري جدار حزني وصارعي

وإذا تراجعتم قليلًا أنصدم

بجدار خلفي يكون فقري القامعي

سجنًا بداخله أعيش وكيف لي

أحياء وحولي رازمات مصارعي

ماذا بقي لي وما معي

غير الضياع لحالتي ولواقعي

فطريق حظي مُغلق، ولم أجد ثقبًا هناك 

جميعها قد أُغلقت في أوجُهي

لا باب لي مفتوح إني تائه

وأعيش وحدي في طريقٍ قارعي

وأكون منسيًا هناك وخائفًا

من ذا النسي ووحدتي وتوجعي

إِنِّي هنا والصمت يكبت أنفُسي

أقف وحيدًا تائهًا كيف السبيل لمرجعي؟

مذنب أتاك وعاصيًا

وبغفلتي أنا نادم.. اقبل إلهي مرجعي

أنت الأمل لي دائمًا

أنقذني ربي وكن معي

فلقد مددتُ يدي إليكَ فلا تردني خائبًا

وأنت تعلم كل شيء وما بقلبي وأدمعي

رباه إني ها هنا

عبدًا فقيرًا طامعي

لكنني برضاك أطمع دائمًا 

وأنال جنات الخلود الواسعي

ربي فاغفر زلتي

وامح ذنوبي وما جنيت

واكتب وفاتي ساجدًا لك راكعي

ماذا بقي لي وما معي

سأقول ربي بقي لي وهو معي

يا ذا الرياح العاتيات ترفعي عني بعيدًا 

مهما عصفتِ بعاتياتكِ أسرعي

قلبي بحب الله ربي دائمًا

وأنا رضيتُ بكل رضائي بما معي

حمدًا وشكرًا يا إلهي بما أنا

في الحياة بنعمةٍ ومواجعي

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة