في يوم ما طرد الشتاء بقسوة صيف الضياء
ولم يفهم أحد لمَ خان العهود ولم يعتنق الوفاء؟
ولمَ اُسْتُخْلِص الشقاء كرمز للخضوع والانحناء؟
فوجد دمعي يتساقط غزيرًا كمطر الشتاء
وجعلني أسير بخطواتي للحظة المثول والجفاء
وقد صارت من فورها روحي فارغة جرداء
فامنحيني يا رياح وانقليني إلى واحات في الصحراء
واحات جميلة فتنتها تذهب المآسي الجوفاء
أشجارها خضراء مساحاتها شاسعة بها حياة وماء
تتراكض فيها أزهار حمراء بنداء من شمس الضياء
ومع ريح البهاء أزهرت أيام الخير والعطاء
فيا معلم الحياة ابقَ معي بعض فصول الضياء
وكن لي بنورك الصافي الأخاذ كن لي منبع الهناء
وامنحني لحظة نقاء لأبلسم جراحي الرعناء
وأطعم قمرًا يتجول بالفضاء ما له أحد من الرفقاء
باسمًا ما يغنيه نقص العشاق فهو ما دونه استغناء
يسير وحيدًا في السماء يتحدى دموع العين اللهباء
يتجول بغرور وكبرياء كأنه بالفعل سيد الفضاء
يثير في النفس رغبة في الانحناء لسيد العطاء
فيا طير استحم بالسماء وواجه بشجاعة كل الأنواء
تحدَّ الأضواء بعريك الوحيد في كل الأجواء
فصوتك عذب رنان، صوتك قد متع بالفعل الأجواء
فهيَّا الآن راقص كل خمائل الصحراء الجرداء
فما فيها لا طعام ولا ماء لنسقي أزهار الحب الحمراء
فاترك نفسك لفرسان الواجب وكن سهل الامتطاء
فأنت الآن حسن الأداء، فهيا حارب كل شبر وتغنَّ بالهجاء
ولوِّن قلبك ودع فيه كل ما تحتويه من رجاء
ليسمو فيه بلسم الرخاء وتزهر الأماني الشقراء
فمع بزوغ الفجر سنهرول كلنا لنعزف ونغني لترحل الأرزاء
فهيا تقدَّم الآن ومارس طقوس اللعناء فما عاد هناك رثاء
فالكل كشف لعبتك وخداعك يا سيد الحب والابتداء
فهيا اعتنق إشارة المرور لنجيب لحن الضياء
ففي الخلاء حيث الصحب والأصدقاء
يتلاوحون بحماسهم للقاء
هيا كن حرًّا كطير العنقاء ولا تبادر بالأفعال الرعناء
وكن معنا في احتراق فنشيد الفضاء قد أطرب الأجواء
وقد يعود من رماده للبقاء ولإبقاء الخير منتصب في الأرجاء
فهيا معًا لنتحدَّ عوامل الشتاء فلا نتراجع للوراء
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.