على طِيْب الموائد تحتَ نجـــــمٍ
تناجِي لذَّةٌ في يـــــــــــــوم عزْمِ
ويبتسم العصيرُ نهارَ صـــــــومٍ
عليه ليس يُعرِض أهلُ حــــــزْمِ
وتتهم المجاعةُ ضعفَ جــــــسْمٍ
ولكنَّ المجاعةَ ذاتُ وهْــــــــــــمِ
فواكِهُ مازَحَتْ أذواقَ يـــــــــومٍ
وتهجرها المقاصدُ يوم طَــــــعْمِ
وتفترشُ الفواكِهُ بطـــــنَ شــهْمٍ
رمتْه لذَّةً من كلِّ قــــــــــــــسْمِ
وحينَ يُزاحِمُ المشْـــــويَّ مـــاءٌ
رأى الأمعاءَ تقبلُ كــــــــلَّ لحْمِ
وتكسرُ عظْمَ هذا اللـــــحمِ سـنٌّ
وتنكسرُ العِظامُ بـــــــــدون ظلْمِ
نهى رمضانُ عن طاعات بطنِ
كما ينهى الورى عن فـــعل إثْمِ
وإنَّ عــــــــداوة الأذواقِ أعْدَى
أشدُّ عداوةٍ في تركِ عـــــــــظْمِ
ومن لا يستطيع الذوقَ تــــقوَى
سعى نحوَ العبادةِ عنـــــــــد همِّ
وحين يشمُّ من نكهاتِ دِيـــــــكٍ
رجالٌ، كمَّموا ثغـــــــــراتِ شُمِّ
وحين روائح المشويِّ تــــــطفو
على الأفاقِ، تدعو نحوَ شــــحْمِ
وإنْ هربتْ روائحُ كلِّ طَـــــهْيٍ
إلى أنفِ الرجالِ، فسوف ترمي
وإنْ سمحوا لها بدخول حــــلْقٍ
أعادوا الصومَ في أيــــــامِ ختْمِ
وللمرَق انتقامٌ من رجـــــــــــالٍ
حسَوه في السَّحورِ بدون قضْــمِ
وللسمَكِ احتيالٌ فوق نـــــــــــارٍ
روائحُه ستقصدُ كــــــــــلَّ قرْمِ
وإنْ كفَّ اللسانُ وعــافَ حلْوَى
وفي الإفطارِ يأكـــلُ دون سُقْمِ
وسهم لحومِ طيرٍ يوم يُشــــــــوَى
على السفُّودِ أكبرُ سوفَ يُصْمِي
وحين يضايِقُ الحسْوُ ابتـــــلاعًا
تضرَّع ريقُه في حين يهـــــمي
وحينَ يرطِّبُ الثمَرُ اشتــــــــهاءً
فإن الذوق يبْرِمُ كلَّ حــــــــــكمِ
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.