عاكسة أنا لمواعيد النوم لأعوام
عاكسة لكل شيء في بحر الظلام
أسهر في ليل القصيدة
والجميع هنا نيام
أسهر مع حبيب متألم
ونفسي تنهار من الآلام
وأبيت حزينًا والجميع سعداء
فلا أريد سماع أحاديث اللئام
ولا أريد مشاهدة الأحداث المتكررة لأعوام
ولا أريد رؤية الوجوه العابرة للأمام
ولا أريد أن يراني أحد كالغمام
عابسة أنا على الدوام
بائسة أنا والكل نيام
غاضبة أنا وبركاني يشعل نار الالتهام
يرى ملامحي البائسة
فتحسبني سيدة الأسقام
ترتسم وجهي الشاحب شديد التعاسة
فأمنع أنا من الابتسام
أنا هكذا على الدوام
شفتاي الباهتتان تثيران عدم الانسجام
عيناي المكتظتان بالحزن كالهلام
لا أريد أن يرى أحدًا ضعفي والسلام
لا أريد أن يسمع أحدًا شجن قلبي والأوهام
فأنا أعزف كل ليلة مقطوعة الأسى والظلام
لكن في صمت الحواس أشعل في التزام
فأنا أحزن بكبرياء بشموخ عالٍ كالغمام
أخفي حزني بابتسامة الأيتام
يصدقها الحمقى من الأنام
أحبس عبراتي بين طرفة سخيفة
أستغرق في النوم لأنسى أني ملام
لأرتاح من الزيف والخداع
ولا أخفيكم أني أشعر بالانعدام
لكي لا أبالي بهذا الزحام ومن يبالي
لا يشعر أنه يوشك الالتهام؟
لا أصرخ فأتألم أضعافًا في الغرام
فحزني أعيشه بطقوسٍ لا مرئية في الظلام
أعيشه وحدي في حب وانسجام
في داخلي عيون نحاسية فهي لي صمام؟
في سجن الهواجس كلنا فقدنا الالتزام
في زنزانة تفوق طيف الغمام
أحدث الحزن دومًا ويحدثني دون كلام
إنه عاشق لي.. عاشق متيم بهذا الغرام
وكأنه جنٌ سكن جسدي الهزيل والسلام
وأخذ يشعوذ فيه بنبرة خبث
ليفتح جروح تأبى الالتئام
فحين أحزن أتوهم الأحلام
تختفي ألوان الأشياء من حولي وتهديني الاستسلام
فلا أراها سوى بلونٍ واحدٍ وهو لون الظلام
***
تتغير الحياة أمامي كورقة باهتة
طافت للبعيد حيت لا مكان يثير الابتسام
فلا أنظر إليها إلا بنظرة سلبية بائسة عديمة الاهتمام
خالية من التفاؤل كالأنعام
حين أحزن تدور عقارب الساعة بلا انسجام
تزول قيمة الأشياء من حولي والسلام
فلا أهتم ولا أبالي بما سيحدث في الظلام
لأنه سيحدث رغم ذلك وسيبدأ بالإجرام
حين أحزن تتطاير دموعي وتمتشق الظلام
أعود على بساطي السحري لذكريات الماضي التعيس
ولا أجرؤ حتى على الابتسام
لا أجرؤ فتدمع عيناي كثيرًا كالغمام
أتفاءل ثم أيأس دون إحكام
أسافر للخيال حينًا فتتلقفني مشاعر الالتحام
ثم أعود للواقع لمجابهة الآلام
أصبح متناقضة التفكير
وحتى التصرفات فما من التحام
فالحزن يبعثر كياني والسلام
يهديني ألف صفعة من حب الغرام
يطعنني بسيف المعارك الطاحنة
يشتت عقلي بجراح عديمة الالتئام
إنه حقًا يؤذيني.. يؤذيني بالاتهام
ويجعلني ألتهب بوقود الذكرى والإجرام
أعترف أنني أحيانًا أكون له
دون رغبة في استسلام
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.