أدركـــتُ أنـــك الأعــلــى يـــا ربــي فــساعدني لأثــور
وســاعــدني فــإنــي أدركـــت أنــي لأجــلك مــنصورًا
فــكــل شـــيء فـــي عــالــمي هـــذا يــدعــوني لأدور
حــــول حــلــقــة الــــزهــر الــتــي تــطــلق الــعــطور
وســاعــدني لأطــلــق عــلــى عــدوي الــقاسي الــنشور
فإني فداك يا وطني مقهور ولأجل حريتك إني مأسور
بــــقــيــد ســـلـــب حــــريــتــي ومــلأــني كــــســورًا
فـــيـــا ربـــــي إن بـــأرضـــي ظــــلــم وفــــجــور
وعـــــدو عـــلـــى إثـــــري غــــار وســيــغــور
يــذبــح يــشــرد ويــقــتل ثـــم عــلــى داري ســيفور
فــقد أدركــت يــا ربــي أن بــي انتفاضة غضب مسعور
خــلــف هــمــي لــيــجعل حــلــمي بــالحرية مــكسورًا
وكــــأن داخــلــي حـــزن جــعــلني أنــطــق الــشــعور
فــقــلــبي قــــد صـــار أمــامــي يــشــتكي الــقــهور
وقــدسي قــد ســجرها الــرحمن حــينما هاجت البحور
وأقــــصــاي قــــد ســـرق مــنــي بــدهــاء وشـــرور
فــــمــن أنــــا حــــيــن تــــلاطــم بــالــموج الــصــخور
ســـــــوى غــــريــــق الـــقـــهـــر الــــمــــنــثــور؟
قــلــبي يــخــفق حـــرًا وقـــد جــعــل أرضـــي بـــورًا
فــمــاذا نــفــعل والــكل قــد أزال مــن قــلبي الــشعور؟
ومــــضــى يــقــاتــل وحـــده كــأنــه بــركــان ســعــور
غــيــر آبـــه بــمــن أغــمي عــليه أو جــعله مــحقورًا؟
فـــي وطــني تــنامت كــل الــجروح وتــحولت لــبتور
وجــعــلــتــني عـــلـــى قــيــدهــا عــــبــدًا مــــأمــورًا؟
وســـــجـــــانـــي وحــــــــش إذا أغــــضــــبــــتــه
جـــعـــلـــك بــــيــــن الـــــجـــدران مـــــأســـورًا؟
فــــــمــــاذا أفــــــعــــل وكــــيــــف أثـــــــور
وشــــعــبــي صـــــار مــــقــيــدًا كــــمــا الــعــصــفور
ثــــارت نــــوبــات غــضــبــي وجــعــلــتني مــفــطــور
فـــي حــزنــي ضــاعــت حــمــيتي وامــتلأت كــسورًا؟
وبــســجــنــي صـــــرت عــــلــى قــــيــدك مــــأســور
فــــيــا ربــــي أيــــقــظ فــــي خــلايــاي الــشــعور
واجــــعــــلــنــي مــــســــرورًا وفــــــي حـــــبـــور
ودعــــنــي أجــــدد كـــل مـــا لـــدي مـــن شــعــور
كـــــــــي أكــــــــون فــــــــي ســــــــرور
فــــــإنــــي قــــــــد صـــــــرت مـــجـــبـــورًا
عــــلــــى تــــلافــــي الألـــــــم والـــكـــســـور
فــدعــوني مـــن الــعــالم فــإن أردتــم فــإني ســأثور
واجـــعـــل الــعدو فــــي رعــــبــه مــــذكــور
فــاعــلــمــوا أنـــــي بــغــضــبي بــــركــان ســــعــور
وأنـــي لــســت عــصــفورًا خــائــفًا مــن ريــح صــفور
فــســأجــعل وطــــنــي حــــرًّا مـــن كـــل الــفــجور
وأعــــتــنــق حــــريــتــي ولـــــو بـــعـــد عـــصـــور
فـــلـــن أظـــــل عـــلـــى عــــهــدكــم مــــقــهــورًا؟
فـــــإنــــــي طـــــــــــوال عــــــصــــــور
أحـــــــارب الــــدُنــــيــا لأكــــــون مـــــســـرورًا
فـــــلا تــحــســبــوني بــهــمــي فــــإنــي مــحــصــور
بــغــضــب خــــنــق مــــا فــــي هــــذه الــــصــدور
فـــــوالله إنــــي ســــأكــون بــغــضــبي مــــجــرورًا
وجــنــونــي أوصــلــنــي لــحــافــة الــنــهر الــمــغمور
فــمــن أنـــا فـــي كـــون بـــدا لــي الــظالم ســيجور
إلا عــبد كــان ولا يزال كــما كــان فــي أرضــه معصورًا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.