داري الــســوداء تــشــبعت هـــذا الــعــام هــمومًا
عــافــهــا الــنــهــار وتــركــتــها لــمــطر الــغــيوم
مـــــن تــرابــهــا تــــربــى الــطــائــر الــحــســون
الـــذي جــعــلها فـــي خــيــرها تــنزع الــوجوم
تــــدفــع صــــخــرة الــــرجــاء عــنــهــا والــغــموم
ومــــن ظــلامــها صـــارت بــصــبحها تــصــوم
عــــنــــدمــا تـــراقـــص الــــطــيــور وتـــحـــوم
وتــــمــــنــــحــهــا ســــكــــيــــنــة الــــــعــــوم؟
فــــي بــــحــر الــظــلــمات ضــــاع الــمــنــظوم
إنــــســان جــحــود لــكــنه بــالــقوانين مــلــزوم؟
تــقــســمت فــــيــه الأمــــانــي فــصــار مقسوماً
كـــل مــظــلوم يــعــيش بــانــعزاله عــن الــنوم
يــــحــكــي قـــصـــة عــــن عــــصــور الــظــلــم
عصور سوداء تنامى فيه الظالم وتناهى المظلوم
إلــــــى ســـــاحـــات الــنــســيــان والـــهـــون
واســتباح حــقي وجــعلني برحيق مسكه مختوم
وســط الــصحاري لدغتني أفعى فصرت مسموماً
عــطــشت أنـــا فــهل مــاء عــذب يــجعلني أروم
وتــنــمــو الأزهـــار وبــخــفة الــيــراع تــحــوم
تــجدد الــصراع وتــقتل العصفور بصوته المهموم
جــاثــمة أنا فـــي انــتــظار قــدري الــمحتوم
أتألم أنا فــهــل مــن شيء لأكــون محسوماً
تــشتتني الــدموع وتــمنعني مــن رؤية المعدوم؟
تــــواري الــجــفون دمــعــي وتــحــرمني الــنــوم
سـأعــدد الــنجوم عــساي أنسى تــلك الــهموم
أتــأمــل الــصــواعق لــتــمنحني الــلوم والــهجوم
فــمــاذا أفعل فــي دنــيا صــرت بــها مختوماً
والــصــبــح الــــذي تــنــفــس أضحى يـــروم
وأشعاري الــتــي نــظــمتها أصبحت رســومًا
فــلــيت الــجــريئة الــتــي فـــيَّ تــعتقل الــهموم
وتــرمــيها عــبــر الــشــبابيك والــبــاب الــمعلوم
فــلــيس هــنــاك مــن لــزوم مــن تــضحية لــلروم
فــبــلادي وإن حـــط عــلــيها الــحــمام والــبــوم
جـــــعـــل الـــــشـــؤم حــــولــــهــا يـــحـــوم
فــحــيــنما حــــطَّــت رحــالــهــا ريـــاح الــشــمال
مــــا عــــادت الــصــواعــق تــجــلــب الــبــوم
ومــــا عــــاد الــــبــوم كــــائــن لــيــلي يــقــوم
بـــــــإخـــــــافـــــة الــــــمــــظــــلــــوم
ومـــــا عـــــاد الــــنــوم يــجــافــي الــعــيــون
فـــالـــتـــعـــب أغلق الـــــجـــفـــون
وثــــــــــارت الــــــــــروح تـــــقـــــوم
بـــــأفـــعـــال الــــشــــيــطــان الـــمـــرجـــوم
وصــــــار الـــــحـــزن فــــيــــهــا مـــــرحـــوم
وصــــــار، الـــــكـــلام بــــــي مــــكــظـوم؟
وصـــــار الإخلاص لــــلــحــب مــــهــضــوم
وصـــرت أنا فـــي بــحــر الــعــشق مــهــزومًا
فــحــيــثــمــا حـــــطَّـــت الـــــرحـــال بــــــي
أنـــــــــا تـــــعـــــرَّضـــت لـــلـــهـــجـــوم
مــــــن ســــــادة الـــــكـــلام الــــمــعــســول
فـــــــهـــــل هــــــــــذا مـــــعـــــقـــول!
أم أن الــخــوف هـــو الـــذي جــعــلني مــحــرومًا
الــفــكــر والــــذهــن صــــنــم حــجــر مــجــثوم
وأنــا وحــدي مــن يحوم حول المشاعر كالمحموم
وأنا وحدي المصاب بالجنون والخاضع للجاثوم
لأنــــــي لا أصلي لــلــصــلــيب والـــــروم
لـــــــن أمنح بــــركــــتــي الــــهــــمــوم
ولأنـــي أصلي لـــرب واحـــد صــرت مــدعومًا
بــقوة خــارقة تــدفعني لإدراك الألــم الــمحتوم
وعــلى الــعموم مــشاعر الــعشق صارت بي لزومًا
فأيُّها الحبيب المكروم تعال لحظني فإني مكلوم
مــحــكــوم أســــيــر فــــي الــســجون مــعــدوم
مــــــدعــــوم بــــالــــضــمــيــر مــــحــــروم
لا أبالي وإن نــاشدتني الــطيور عــلى أن أحوم
فــلــن أحــوم ولــن أقــوم فإني صــفر مــعدوم
سبتمبر 19, 2023, 12:08 م
روعة
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.