يا راحلين لقد غبتم علينا أما آن الرجوعُ إلينا حتى في الحُلُم
طالَ انتظاري وأرقبُ في انتظَارِكُمُ والروحُ في ذِكركُمْ تبكي بكل ألما
إلى مَتَى الانتظار يا أحبتنا نبقى نُنَاديكُمُ متى رجوعكما
قد هدني الفقد وانهدت بكم صورًا فكل من حولي صاروا مثلما الصنم
إني أخاف من النسيان يطمرني ويمحي ذاكرتي أو رُبَّ تنهدِما
فبذرة الحلم قد جفَّت ولم تُسقى فكيف تنبت هذه البذرة وهي ظمآى
إني لأبكي بلادي بل وأندبها عاث الفساد بها والظلم قد حكما
فالعلم يبكي من الجهال في علنٍ وأهملوا الحرف والكلمات والقلم
فالعز قد غاب عنا بل كذا انهدما فلا كرامة له في أرضٍ مات ظمأ
الظلم حاكمنا كذا الفساد طغى والحب مات كذا والعدل والكرم
قد أكثروا الهرج لا يدري القتيل لما قد تم قتله وما الأسباب وكيف وما
عدالة الأرض تحمي قاتلًا ظَلَما فالحكم أصبح تضليلًا بكل أُمما
نبكي على الأرض أم نبكي عدالتنا أم نبكي أنفسنا دمعًا وكل دما
أنفاسنا نفدت من صبرنا ولنا باقي قليلًا ويتفجر كما الحِمَم
لا تسألوا الصبر فلا جواب لهُ ولم يَعُدْ يحتمل صبرًا ولا كِتما
نعيش وسط فساد كُلِّ إدمانٍ حتى النزاهة في الأخلاق مُنهزما
أسماؤنا كُلها تحوي الصلاح وما في أي وجه صلاحًا أو أي محترما
صرنا كأموات لا حبًّا لموطننا ولسنا نخشى من الحرمان والعدم
ولا نخاف بأن نصحو على وطن كان اسمهُ يمنًا ماتت بنا القِيما
أعرافنا قد دفناها بناظرنا ننظر إليها ولا تحريك أي جِفنا
يا موطنًا مات مطعونًا بكل غدرٍ والغادر اليوم يمشي بيننا علنًا
باعوا ترابك يا أرضي بكل رُخصٍ وبائع الأرض من صُلب الترب لنا
فقد نسي كل إحسان صنعتَ لهُ فالكُره في القلب بالأحقاد منتقما
فالروح ممزوجةٌ في تُرب موطننا ستأتي يومًا جراح الرواح تلتئِما
إذا اعتصمنا يدًا من أجل موطننا بالعلم سوف يكون الجهل مُنهدِما
نخطو جميعًا لنزرع كل بسمتنا ليبقى وجه جميع الشعب مبتسما
تحيا الشعوب إذا قامت عدالتها إن العدالة تغلب كل من ظلما
إذا العدالة غابت عن مواطنها ساد الفساد وقال الظلم أنا الحكم
صح قلمك وعذب حديثك
أحسنت السرد
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.