قصيدة "أكتب إليكِ".. قصائد نثر

أكتب إليكِ من منفاي
فريضةُ رحيلكِ
صفدتِ قلبي بأغلال الغربة
بقطارٍ من صنعكِ
اتخذ أضلعي قضبانه.

في فراشي
ألقيتِ بجمرات الفراق
تحرقني
أذوب صاغرًا في رحم كبريائكِ
تراشقني القضبان
وتدفعني إلى الجدران.
تطردني الجدران
وتدفعني نحو القضبان.
ترفعني السماء
تشدني الأرض.

كأنني حجرٌ تحت المطر
يتشقق بصمتٍ لكنه لا ينكسر
أتمزق
أتبخر
أحترق
أشيخ على عتبات شبابي.

وأنتِ بعيدة،
كأنكِ
القدر الذي لا مفرَّ منه.

وما أنا إلا ظلٌّ تائهٌ،
ما هذا العالم إلا فراغٌ عظيم،
لا تملؤه إلا خطاكِ.

كطفلٍ فقد أمه
يصرخ:
رجاءً، ارجعي
سمعه الحجر قبل البشر.

وأنتِ أفضل امرأة،
فهل من رحمة؟
أوغل في نفسكِ،
هل تريدين أن يتألق كبرياؤكِ؟

أسوق إليكِ
القمر
النجوم
وقطرات الغيث،
أستشفع بهم،
وخلفهم
أحبُو حبْوًا
وأسفح الدمع تحت قدميكِ.

أدعوكِ
بثوب
الخاشعين
السائلين
الملائكة المقربين،
المعذبين.

أبكي بدموعٍ
كقطرات المطر
أنسجها في دروب قلبكِ.

أبكي بدماءٍ
تتفجر من عروقي غرامًا.

ارجعي
كم بسطتُ يديَّ على الأشواك.
جسرًا طيَّب مسراكِ.
وهبتكِ دمي، فسرى في عروقكِ.
حياتكِ باتت عمرين.

قلدتكِ تاج الملائكة من عبوديتي
وراقصتكِ كفراشةٍ رشيقة
تسكب مسك الأزاهير في عتمة النسيان.

فرغتُ كأسي في كأسكِ.
وتقشفتُ، فلبستِ الجواهر.

ألا يحقُّ لي أن تَعودي
كشمسٍ تعود لمرافئ الحياة؟

قولي عائدة.
لا لومَ ولا حساب،
ولا خطىً ولا خطايا،
بل ملكةٌ تعتلي عرش الغفران.

أرسل إليكِ كفّي راحتي،
ترفعكِ
من عناء أشواك خطاياكِ.

في كل دربٍ
سجنٌ لخطيئتكِ،
كسرتُ قيده،
أزلتُ قضبانه،
فرشته بأزاهير العفو.

تعزف ألحان قصيدة الغفران
بأقلام أعظم الشعراء.
وتترنم ألحان التسامح
على أوتار القلب.

العيش مع الذكريات

ليكن ترياق الرحيل أنتِ.
أقبل على ذكراكِ كفراشةٍ مأخوذة باللهيب،
تعشق احتراقها وهي تعلم.

أرسمكِ في مقلتيَّ، كراسم العطشان سراب الماء.
وأربعكِ في فؤادي وردةً خالدة
لا تذبل على الرغم من فصول الجفاء.

أترنح بين حدود الوهم والحقيقة،
وأدفع عذاب الغياب بنشوة الذكريات.
ألوذ بصورتكِ فتسكرني ملامحها.
وتتخدر جوارحي على صيحات الشوق.
وتفيق على قسوة الحقيقة،
كمن يستفيق من حلمٍ عذب إلى واقعٍ قاسٍ.

أمضي، وأعلم أن الفراق منكِ إليكِ
قدرٌ لا مهرب منه.

والحب في صدري صلاةٌ دائمةٌ لا تعرف فتورًا،
كما تتدفق الأمواج نحو الشاطئ،
أعود إليكِ مهما ابتعدتِ،
فأنتِ الملاذ والملجأ،
والطريق الذي لا ينتهي.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

لو وصلت هذة الكلمات الرقيقة
لمسامعُها لعادت دون تردد
حقا مبدع 🌹
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة