قصيدة «أَرجُ الشبابِ».. الشاعر محمد الجواهري يتباهى بالشباب

إن من أجمل مراحل العمر هي مرحلة الشباب؛ فهي مرحلة العمل والأمل والعلم والنهوض بالأمة، والشباب هم مستقبل كل بلد، والمثل العلي الذي يُنار الطريق به. 

أهمية مرحلة الشباب عند الشاعر محمد الجواهري

لقد تغنَّى الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري بالشباب، وعدَّهم أهم دروس الحياة، بقوتهم ومقدرتهم على التأقلم في جميع الظروف. فالشباب هم أمل الأمة، وثروتها الثمينة، وقوتها، والطاقة التي لا تنضب بوجودهم. إن الشاعر ينادي طلبة العلم باعتبارهم صقورًا متعطشة لهُ (متعطشة للعلم)، وابتعدوا عن ملذات الحياة؛ لأن العلم أهم كنز لهم.

وبدأت العواطف تظهر لدى الشاعر نحو الشباب، فلا توجد أي ثروة تكافئهم على حبهم للعلم، ولا أحد غيرهم أمل ومستقبل للبلاد باعتبارهم ذخيرة للوطن. وإن امتلأ التاريخ بالعيوب، فهم الطاهرون الذين يحافظون على نقاء تاريخ أمتنا. 

ويقارن الشاعر في قصيدة «أرجُ الشبابِ» بين الماضي والحاضر، فقد تشابهت الأفكار في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى اختلفت بسبب اللوم والعتاب، وكيف أنهم أُنهكت خطواتهم بسبب الاندفاع بدون تخطيط، ومن كثرة النزاعات.

ويقول الشاعر إننا مهما تفرقنا فإننا نرى أن الشباب هم المثل الأعلى لتحقيق أهداف الأمة وآمالها، لأنهم هم الغد المشرق في المستقبل القريبوبرزت عواطف الشاعر محمد الجواهري في حبه لهذه المرحلة واعتبارها أملًا مشرقًا وخيرًا لا ينضب. 

إن قصيدة هذا الشاعر أخذت جزءًا من قلبي، فأحببت مشاركتها معكم:

يا عاكفينَ على الدُّروسِ كأنَّهُمْ     غُلْبُ الصُّقورِ منَ الظَّماءِ تَلوبُ   

ترَكُوا مَواعيدَ الحِسانِ وعندَهُمْ     بينَ المَقاعدِ مَوْعِدٌ مَضْروبُ 

أَشْهى منَ الوجْهِ الجميلِ إليهمُ      وَجْهُ الكتابِ وَوُدُّهُ المَخْطوبُ

وَزَكَتْ عواطِفُكُمْ فأَيَّةُ ثَرْوةٍ        منْها نُكافِئُ مُخْلِصًا ونُثيبُ 

وَلَأَنْتُمْ انْتُمْ ــ وليسَ سِواكُمُ        أَمَلُ البلادِ وذُخْرُها المَطْلوبُ

ولَأَنْتُمُ إنْ شَوَّشَتْ صَفحاتِنا       مِمّا أُجِدَّ نَقائِصٌ وذُنوبُ

الطَّاهرونَ كأنَّهمْ ماءُ السَّما      لمْ يَلْتَصِقْ دَرَنٌ بِهِمْ وعُيوبُ

إنَّا وقدْ جُزْنا المدى وتَقَارَبَتْ     آجالُنا وأَمَضَّنا التَّجْريبُ

وتَحالَفَتْ أَطْوارُنا وتَمازَجَتْ     ونَبا بِنا التَّقْريعُ والتَّأْنيبُ 

وتَخاذَلَتْ خُطواتُنا منْ فَرْطِ ما     جَدَّ السُّرى والشَّدُّ والتَّقْريبُ 

لَنَراكُمُ المَثَلَ العَلَيَّ لِأُمَّةٍ         تَرْمي إلى أَهدافِها وتُصيبُ 

هيَ أُمَّةٌ لمْ تَحْتَضِنْ آمالَها       وغَدًا إلى أَحْضانِكُمْ سَتَؤوبُ 

فتَماسَكوا فغَد قريبٌ فَجْرُهُ      منكمْ وكُلُّ مُؤَمَّلٍ لَقَريبُ 

وتَطَلَّعوا يُنِرِ الطَّريقَ أَمامَكُمْ      قَبَسٌ يَشِعُّ مَنارُهُ مَشْبوبُ

التعريف بالشاعر محمد الجواهري

محمد مهدي الجواهري (1899 ــ 1997) شاعر عراقي من شعراء العصر الحديث، لُقب بشاعر العرب الأكبر، اشتغل في بلاط الملك فيصل الأول ثم في الصحافة والتعليم، عاش ظروفًا صعبة كان لها أثر كبير في شعره. وفي هذه القصيدة مدح الشباب وحثَّهم على التعلم، وعقد الأمل عليهم في المحافظة على البلاد والنهوض بالأمة، وهو في ذلك كله يعقد موازنة بين أبناء جيله وهؤلاء الشباب شباب المستقبل الطاهرين الذين هم المثل العلي الذي ستنارُ الطريق به، وهم قوة الوطن وثروتها الثمينة المليئة بالطاقة والمثابرة والجد والاجتهاد، وهم سلاح كل وطن، وسبب وقوفه شامخًا، وقدوة للجيل القادم. 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة