قصص رعب | كمين - الجزء الأول
..
في ليلة حالكة ظلماء تستيقظ مرتعباً على صوت صراخ ليس له مثيل، صراخ ممزوج بضحكة مرعبة، تتفقد جهازك، إنها الساعة الثالثة صباحاً، ولكن من يصرخ؟ يستيقظ أخي الأصغر بذات الغرفة، وينظر إلي ويقول إنها أم عامر: أقول له:
من أم عامر؟ إنها الضبعة المشهورة في قريتنا..
ننزل من على السرير ونقترب من النافذة بحذر، ولكن بلا فائدة، ظلام وصراخ فقط، يشتد شيئا فشيئاً ثم صمتٌ رهيبٌ... ثم يتبعها صوت بعض الجيران من على الأسطح...
ننتظر الصباح بلهفة، ونسأل الأقارب عن الموضوع، وكيف هذه المرة تجرأت أم عامر واقتربت من الحيّ؟ صحيح أن لكل منزل أرضه الخاصة المفتوحة، وهناك أشجار وغيرها، ولكن ليس بالعادة أن تقترب أم عامر هكذا...
قال أحد الجيران من ذوي الخبرة أنها في ليلة الأمس أضاعت أولادها وكانت تصرخ وتبحث عنهم، ولو أن أحد الأشخاص كان خارج منزله بالصدفة، لكانت وقعت الفاجعة.
بعد مرور عدة أيام أقدمَ شابٌ من قريتنا على قتل ضبع بطريق الصدفة ...وبينما هو عائد إلى منزله ليلاً من إحدى الطرق الترابية في الطرف المقابل من القرية يخرج له ضبع صغير من أعلى تلة ترابية ويتفاجأ الاثنان ببعضهما ويركض كل منهما بالاتجاه الآخر...
ثم يستدير صاحب شاهري نحو مسدسه ويطلق طلقة واحدة فقط باتجاه المكان الذي رأى فيها الضبع، وحتى يعود إلى منزله من طريق آخر وفي اليوم الآتي يذهب ليعاين المكان فيجد الضبع مقتولاً بتلك الرصاصة التي استقرت أسفل رقبته، ولكن المقتول لم يكن ضبعاً، بل كان مجرد "ثعلب أبا زهري"، وهو نوع ينتشر كثيراً، ولكنه غير مؤذ للبشر...
تكرر خروج أم عامر لأهل القرية وازداد الخوف والهلع.. حتى إنّ بعضهم وصل به الأمر أن رآها عند المغيب وآخر عند الظهيرة.... وآخرون كثر غيرهم... والطريف أن بعضهم كان يرى ابن آوى... ولكن تنتشر القصة على أنها أم عامر..، وكان لا بد من طريقة لإنهاء الأمر.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.