قصر معاوية أو قصر الخضراء، بناه الخليفة الأمويّ معاوية بن أبي سفيان أيام ولايته على الشام، وجعله داراً للإمارة، وبنى عليه قبة خضراء، وكان يشتهر بزخارفه وجماله، وعرفت هذه الدار بالخضراء بسبب لون قبته، وقد سكنها معاوية أربعين سنة، ويقع القصر في المكان المحاذي لجدار الجامع الأموي حالياً من الجهة الجنوبية..
وكان القصر يتصل بحرم الجامع من خلال باب يطلق عليه اسم باب الخضراء، وهو في الأصل إحدى الفتحات الثلاث لمعبد (جوبيتر)، وكان يعرف أيضا بالباب السريّ الذي كان يدخل منه الخلفاء الأمويون إلى الجامع ودون أن يراهم أحد من العامّة...
ويعتبر قصر معاوية أول قصر عربيّ يشاد في بلاد الشام على شكله وهيئته الجمالية، وعند دخول العباسيين دمشق وهجومهم عليها دخلوا القصر وأخذوا محتوياته، وحولوه فيما بعد إلى دار للشرطة ومكانٍ لسك النقود، وبعد فترة أصابه الخراب والدمار بعد زوال العهد الأموي في الشام، وأيضاً تعرّض القصر لعدّة محنات أخرى، وكان أشهرها احتراقه بالنيران في أواخر عهد الفاطميين.
بقيت المنطقة التي كانت في القصر تحمل اسم الخضراء حتى أقيم على جزء منها عام 1749م قصر العظم، الذي يستخدم اليوم كمتحفٍ للتقاليد الشعبية، وغيرها من المهن والأدوات التي كان يستخدمها أهل الشام في تلك الفترة...
اشتهر القصر بحدائقه الغنَّاء واللّهو على مرّ السنين، وكان معاوية قد وضع كرسي الخلافة فيه، وكان أشبه بالسرير الملكيّ؛ لأنه كان محاطاً بأربع وسائد كبيرة فخمة، وكان لديه إطلالة رائعة على سهل خصب نضر يمتدّ إلى الجنوب الغربيّ حتى جبل الشيخ..
وقد أقامت فيه ميسون زوجة معاوية، وكانت إحدى أكثر المحظيات لديه، وكانت تعبر فيه عن اشتياقها المستمر للبادية، وقد قالت شعرها الشهير:
لبيت تخفق الأرواح فيه * أحب إلي من قصر منيف..
انتهى ودُمتم بألف خير..
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.