ريتاج جمال الجبور نوفمبر 21, 2021, 2:19 م

قصة "يومًا ما سأكون ما أُريد".. قصة قصيرة

لا أدري لماذا أفكّر في الغد البعيد لكن ما أعلمه أنّي سعيد، أتجهّز ليومٍ جديد، وأضعُ (الرّوب) على يدي في كلّ دوام لي، أدخلُ المشفى بكلِّ حماس، الممرضون حولي ينادونني للعمليّات، جراحة جريئة تشقُّ الدّماغ فهي في نهاية المطاف جراحة أعصاب، ألبسُ القفازات باطمئنان لأنّي أعلم أنّي قادرة على إنجاز المهام، أصوات الأجهزة حولي... توحي أنّ المريض بخير، لا أعلم لربّما يريدُ العيش.

الكمامة تغطّي نصف وجهي، وجهاز ضغط الدّم يدقُّ بأُذنيّ، أفتح رأس المريض بحرص لا أعلم من الممكن أن يكون الورم أخبث من الخبث، جهاز نبضات القلب يعلو، هيّا نحنُ نقدر لأنّ هذا نحنُ، لماذا سُمينا بملائكة الرّحمن؟ لأنّنا وهبنا الحياةَ لشخص بعد الله المنان، سوف نتجاوز كلّ الصّعوبات.

فأنا جرّاحة ماهرة لا أحد يضاهيني في المساحات، أطلبُ وحدات دم من المساعدين الممرضين؛ فالعملية مهمّة، يجب التّخطيط، استقرّ ضغط المريض، وها قد حصلنا على الورم الخبيث، اذهب بعيدًا عنّا، اللّهم عافنا واعف عنّا، دائمًا أرى المرضى أمامي، وأشكرُ الله على ما أعطاني، فقتُ من خيالي وهلة.

وتمنّيت من الله هذه اللّحظة، فحينما أضعفُ في دراستي أقفُ أمام المرآة متذكّرة أحلامي، أنهض من جديد من أجل كلمة دكتورة، فأنا أُبقيها بذهني كُلّما غابت الطّبشورة، أريد أن أرى عائلتي فخورة بي كلّ الفخر.

فأنا ممتنّ لهم من أجل توصيلي لهذا المقام، أشكرُ الله دائمًا وأبدًا أنّ جانبي أحدٌ يعلّمُني ماذا أختار، شُكرًا يا الله، شعاري دائمًا "ويومًا ما سأكون ما أُريد"، ليس لأنّي أُريدُ هذا الخيار بل لأنّي أنا ريتاج.

استكشف المزيد حول قصة قصص تدوينات قصة قصيرة القصص

بقلم ريتاج جمال الجبور

لَرُبْما كاتبة❤🏹

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة