هذه القصة تحكي عن أربعة إخوان يحبون بعضهم بعضًا، تزوَّج حسن الأخ الأكبر في ربيع 2001، وبعد زواجه بثلاث سنين، تزوج حسين الأخ الأصغر، وكانوا يقيمون جميعهم في منزلٍ واحد، ويأكلون ويشربون من الطعام نفسه، وكانوا شركاء في العمل.
وبعد مرور ثلاث سنين من زواج حسين نتيجة بعض المشاكل الأسرية، قال حسن لحسين أن عليهما فضّ الشراكة فيما بينهما ليبقيا أخوين جيدين مع بعضهما، وعلى أحدهما أن يخرج من المنزل ويسكن في مكان آخر، فأعطى حسن الحرية لحسين أن يختار إذا كان يحب أن يأخذ المنزل أو يتركه، فأجابه حسين أنه يُحبُّ أخذ المنزل.
وافق حسن وجاء يوم التقسيم، الذي أتى فيه حسين بالمستندات والأوراق جميعها، ولكن المفاجأة كانت عند التقسيم!
قال حسين لحسن أنه ليس له أي شيء في الشركات، وأن هذا من تعبه، وأنه لا يمتلك أي شيء، وكانت المفاجأة صادمة جدًا لحسن الأخ الأكبر، الذي ربى حسين بعد وفاة والده، وأعطاه الثقة كلها في إدارة الأعمال والشركات، ولم يتخيل خداعه!
حينها اعترض حسن على هذا الكلام، وقال لحسين كيف هذا حدث وأين المستندات! وبدأت معاناة حسن مع أخيه الحسين الذي أخفى المستندات وزور فيها، وهذا بسبب زوجته الخبيثة، فأصبح حسن لا يملك شيئًا وليس له دخل..
وبعد تدخل بعض الأقارب، أعطى حسين لحسن محلاً صغيرًا ليكون له باب رزق، وهو يعلم أنه لا يصلح العمل به أو إقامة أي مشروع داخله، ولكن حسن مع المصابرة بدأ مشروعًا صغيرًا في هذا المحل الضئيل وسقط كثيرًا، لكن مع وقوف الله سبحانه وتعالى معه تخطى جزءًا كبيرًا من المشكلات، وأصبحت تجارته تكبر شيئًا بسيطًا.
عُرف اسم حسن في السوق؛ لأن المحل بعيد من بلدته وفي بلدة أخرى، وأصبح في البلدة الأخرى يُعدُّ غريبًا، وأخذ وقتًا حتى أصبح الناس يثقون به..
وبعد ذلك اشتهر اسم حسن في البلدة الجديدة، وأصبح له زبائن وشركة متوسطة، ثم كبر حسن مع الصبر والمثابرة، ولكن لم ينسَ منزله ومنزل أبيه، الذي أخذه حسين الذي توفاه الله بعد مدة من الزمن..
ذهب حسن إلى المنزل، وطلب ورثته من زوجته التي لم تنجب أطفالاً، ووجد أن زوجة حسين تزوجت من رجلٍ آخر، فعرض عليها أن يشتري المنزل ولكنها كانت تكره حسن جدًا! فأجابته قائلة: "أبدًا لا، لقد باع حسين هذه الأملاك لي بما فيهم هذا المنزل"..
ولكن حسن استند إلى بعض الأشياء البسيطة وفتح شقته وجلس بها، وبدأت القضايا بينهما، كانت زوجه أخيه من النوع الدنيء جدًا ودبرت له المصائب..
كانت تدبر هي وزوجها لتتخلص من حسن، وأتلفت الكهرباء ليكون في نظر القانون ماس كهربائي، وأحضرت مهندسين يعملون في الشركة مع زوجها، وعملت الخطة بمنتهى الذكاء والبراعة..
وكانت الخطة أن يأتي حسن لإضاءة النور فيموت -جاءت حينها عناية الله سبحانه وتعالى- ذهبت امرأة أخيه وزوجها إلى قسم الشرطة، وحررت محضرًا ادَّعت فيه أن حسن أتلف أسلاك المنزل؛ لأنه يوجد بينهما خلافات، وهو يمانع في عمل الصيانة حتى من ناحيتها هي؛ لأنها كانت تريد عمل صيانة وهو رفض، ثم أحضرت شهود زور.
كان هذا تحرير المحضر الكيدي في حسن، وهو لا يعلم شيئًا عن المحضر، وجاءت معاينة المنزل، وحينها كانت مفاجأة عندما جاءت المعاينة، التي كان مرتب لها من أحد موظفي الوحدة المحلية.
كان من المفترض أن يكون حسن في عمل خارج المنزل، ولكن يد الله عز وجل كانت معه، وأحضرته في توقيت المعاينة ليدافع عن نفسه.
أخذ صورة ضوئية من المحضر، ثم قرأ المحضر فعرف الخطة، وجاء حسن وأحضر المستندات وأثبت براءته، وثبتت التهمة على زوجة أخيه وزوجها، فحكم القاضي عليهما بالسجن 20 سنة، عمل شراع في القتل خطة شيطانية كادت تودي به إلى الهلاك فإما أن ينجو منها بالموت أو السجن!
يد الله عز وجل حنونة في كل وقت وحين، وهي مع الشخص المظلوم دائمًا.
وعاش حسن في إرضاء الله سبحانه وتعالى وشكره له، وعمل الخير في أهل قريته، وكان محبوبًا جدًا من أهل قريةٍ خرَّجت أحد أبنائه دكتورًا جراحًا والآخر مهندسًا معماريًّا، وكانت عائلته ناجحة.. إلى هنا انتهت القصة وإلى اللقاء في عمل آخر..
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.