قصة "يبكي وكأنه يناديني".. قصص قصيرة

فتحت عيناي فإذا بي معلقة بلا شيء، وأمامي جثث معلقة مطعونة تسيل الدماء منهم كشلال تحته وادٍ، كانوا أشبه بعائلة أم وأب وطفل صغير نظرت إليه نظرة استياء وقلت له:

- أنت هو الطفل الذي كنت تبكي، أنت هو الطفل الذي حاول خنقي أليس كذلك؟ 

ثم بدأت الصراخ عاليًا: 

- إذا لماذا لم تقتلني لماذا لم تخنقني بشكل جيد؟ 

لماذا لم أمت معهم لماذا؟ لماذا تراودني الكوابيس كل ليلة؟ أليس هذا بسببك؟ كل يوم أندم لأني كنت جبانة لأني ظللت بلا حراك، لو أنّني متّ ذلك اليوم ما الذي كان سيحدث لو أنّي مت ذلك اليوم، ما كنت عشت في هذا الجحيم. 

لم أدرِ لماذا قلت كل هذا، كما لو كان هناك نسخة مني تعلم شيئاً لا أعلمه، أو حادثاً حدث وكنت شاهدة عليه أو كأنَّ نفسي تخبرني بشيء وقلبي يشعرني بذلك . 

أصرَّت جدتي مجددًا أن أنام معها مرة أخرى ولكنّني أردت الرجوع إلى البيت وخوفًا من أن أحزنها نزلت عند رغبتها. 

أرقتني دوامات الأفكار التي تعصف بدماغي، وبدأت أتساءل ما الذي يحدث لي؟ وما هي إلا لحظات حتى أتت جدتي حاملة كأس حليب وقالت: 

- هذا حليب سيجعلك تنامين فور أن تشربيه نوم طفلة هانئة. 

ابتسمت وقلت:

- شكرًا لك جدتي أتعبك دائمًا معي.

فردت:

- صغيرتي الجميلة، أعلم أنك لست بخير وأنك تعانين من الأرق تارة ومن رؤية الكوابيس عندما تنامين تارة أخرى، فهلّا رويت ما الذي يحدث معك لجدتك؟ 

ظللت أنظر إلى جدتي وأقول لنفسي هل أروي لها أم لا؟! 

فقطعت جدتي تفكيري وقالت: 

- عندما تستطيعين التحدث لي عن الأمر تعالي وتحدثي معي وتذكري الأشخاص الذين تحبينهم هنا. 

وأشارت إلى قلبي وأكملت: 

- وليسوا هنا 

وأشارت إلى رأسي وأكملت: 

- في عقلك ليس هنالك غير الذكريات السيئة والتجارب المؤلمة ولهذا عقلك يتذكر الأشياء السيئة أكثر من الجيدة ولهذا بالضبط عليك نسيانهم والاستمرار بالحياة

تنهدت وأكملت:

- وأما في قلبك فهنالك الذكريات الجيدة وما تعقبه من مشاعر دافئة وفي ذلك المكان أيضًا تحتفظين بأكثر الأشخاص الذين تحبينهم ويحبونك . 

ومن ثم أنهت حديثها قائلةً: 

- أنت حفيدتي وابنة أمك وأبيك مهما ارتبطتِ بأحداث مؤلمة، أنت حفيدتي التي أحبها بشدة وسأظل أحبها، تصبحين على خير .

ذهبت جدتي للنوم وبقيت آثارها منثورة كغبار الطلع على الزهر أرادت تلقيحي لأتفتح كزهرة جميلة . 

حينها قررت، سأذهب إلى تلك الغرفة وأرى ذلك الطفل البكاء، سأمسح دموعه ودماءه، ومن ثم سأسأله لماذا يبكي وكأنه يناديني؟

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
سبتمبر 29, 2023, 8:09 ص - عبير احمد الرمحي
سبتمبر 28, 2023, 11:12 ص - جينا فاروق توما
سبتمبر 28, 2023, 9:26 ص - مني حسن عبد الرسول
سبتمبر 27, 2023, 7:17 م - محمد جاد المولى
سبتمبر 27, 2023, 2:43 م - صفاء السماء
سبتمبر 27, 2023, 1:58 م - زينب هلال
سبتمبر 27, 2023, 1:17 م - نادية مصطفى حسن
سبتمبر 26, 2023, 9:05 ص - زينب هلال
سبتمبر 26, 2023, 6:35 ص - جلال ناجي حسن
سبتمبر 25, 2023, 2:52 م - جينا فاروق توما
سبتمبر 25, 2023, 8:55 ص - رايا بهاء الدين البيك
سبتمبر 24, 2023, 11:40 ص - حسن محمد قايد
سبتمبر 24, 2023, 6:14 ص - سومر محمد زرقا
سبتمبر 23, 2023, 2:32 م - بومالة مليسا
سبتمبر 23, 2023, 2:19 م - بومالة مليسا
سبتمبر 23, 2023, 11:08 ص - مدبولي ماهر مدبولي
سبتمبر 23, 2023, 10:50 ص - مدبولي ماهر مدبولي
سبتمبر 23, 2023, 9:11 ص - سهيلة يحيى زكريا
سبتمبر 23, 2023, 6:46 ص - خوله كامل عبدالله الكردي
سبتمبر 21, 2023, 5:25 م - ليلى امير
سبتمبر 21, 2023, 1:47 م - أنس بنشواف
سبتمبر 21, 2023, 12:47 م - إياس فرحان الخطيب
سبتمبر 21, 2023, 12:26 م - آسيا نذير القصير
سبتمبر 21, 2023, 11:21 ص - زينب علي محمد
سبتمبر 21, 2023, 8:50 ص - وليد فتح الله صادق احمد
سبتمبر 21, 2023, 7:44 ص - سحر حسين احمد
سبتمبر 21, 2023, 7:37 ص - خلود محمد معتوق محمد
سبتمبر 20, 2023, 8:18 ص - سومر محمد زرقا
سبتمبر 20, 2023, 6:20 ص - زينب هلال
سبتمبر 18, 2023, 2:57 م - بوعمرة نوال
سبتمبر 18, 2023, 8:23 ص - زينب هلال
سبتمبر 18, 2023, 7:21 ص - سومر محمد زرقا
سبتمبر 18, 2023, 6:20 ص - زينب هلال
سبتمبر 17, 2023, 9:58 ص - وصال وداعه علي
سبتمبر 17, 2023, 6:26 ص - مني حسن عبد الرسول
سبتمبر 15, 2023, 12:45 م - سهيلة يحيى زكريا
سبتمبر 14, 2023, 9:01 ص - صفاء السماء
سبتمبر 14, 2023, 8:40 ص - شروق محمود محمد علي
سبتمبر 14, 2023, 8:05 ص - أسماء محمد حمودة
سبتمبر 14, 2023, 7:03 ص - رايا بهاء الدين البيك
سبتمبر 14, 2023, 6:14 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 13, 2023, 6:44 م - صفاء السماء
سبتمبر 13, 2023, 5:36 م - صفاء السماء
سبتمبر 13, 2023, 9:27 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 13, 2023, 7:25 ص - مني حسن عبد الرسول
سبتمبر 13, 2023, 6:19 ص - حسام عبدالله الساحلي
سبتمبر 12, 2023, 5:52 م - صفاء السماء
سبتمبر 12, 2023, 5:13 م - صفاء السماء
سبتمبر 12, 2023, 2:19 م - حنين عبد السلام حجازي
سبتمبر 12, 2023, 8:05 ص - ميساء محمد ديب وهبة
سبتمبر 12, 2023, 6:47 ص - رايا بهاء الدين البيك
سبتمبر 11, 2023, 7:36 م - صفاء السماء
سبتمبر 11, 2023, 2:57 م - مبدوع جمال هند
سبتمبر 11, 2023, 10:04 ص - محمود سلامه الهايشه
سبتمبر 11, 2023, 8:51 ص - صفاء السماء
سبتمبر 11, 2023, 6:24 ص - سهيلة يحيى زكريا
سبتمبر 11, 2023, 5:09 ص - أنس بنشواف
سبتمبر 11, 2023, 5:08 ص - جلال ناجي حسن
سبتمبر 10, 2023, 10:54 ص - التجاني حمد
سبتمبر 10, 2023, 9:44 ص - أسماء خشبة
سبتمبر 10, 2023, 9:19 ص - شادى محمد نجيب
سبتمبر 9, 2023, 1:14 م - هشام بوطيب
سبتمبر 9, 2023, 11:10 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 9, 2023, 9:51 ص - وصال وداعه علي
سبتمبر 9, 2023, 8:12 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 9, 2023, 8:12 ص - مدبولي ماهر مدبولي
سبتمبر 7, 2023, 6:48 م - بومالة مليسا
سبتمبر 7, 2023, 1:07 م - بومالة مليسا
سبتمبر 7, 2023, 12:59 م - بومالة مليسا
سبتمبر 7, 2023, 12:33 م - مدبولي ماهر مدبولي
سبتمبر 7, 2023, 11:54 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 7, 2023, 8:09 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 6, 2023, 7:07 م - مجانة يمينة
سبتمبر 6, 2023, 6:39 م - مدبولي ماهر مدبولي
سبتمبر 6, 2023, 7:16 ص - زينب علي محمد
سبتمبر 6, 2023, 5:59 ص - عزام جمعة سعيد
سبتمبر 5, 2023, 1:24 م - رايا بهاء الدين البيك
سبتمبر 5, 2023, 10:31 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 5, 2023, 9:44 ص - بومالة مليسا
نبذة عن الكاتب