أصبحت نيرة تعيش في القاهرة لدى أختها؛ لتبعد عن هذا الكائن اللزج عديم الإحساس، فبدأ الشيطان في مطاردة الملاك الطاهر عن طريق المكالمات والرسائل على وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة بشعة، بل إنه تمادى وأصبح الأمر لا يطاق عندما بدأ في إرسال رسائل بذيئة لكل أفراد العائلة، بل تعدى هذا الأمر بأنه استغل معرفته بالتكنولوجيا الحديثة، وعمل حسابات وهمية ونشر أرقام الهاتف الخاصة بنيرة وأخواتها مصحوبة بجمل وإعلانات فجة وقذرة تسيء إلى سمعتهم.
وحينها كان لا بد من أخذ قرار حاسم في هذا الأمر، فنفذ الأب والبنات عدة محاضر ضد هذا الشخص المعتوه ولكن دون جدوى! وكذلك تحدث إليه الأب ومعه أحد الأشخاص الذين كانوا في مقام والده وأُخِذَت التعهدات اللازمة دون جدوى!
حتى جاء شهر يونيو ٢٠٢٢ وبدأت الاختبارات النهائية في الجامعة، وكانت نيرة تأتي من القاهرة إلى الجامعة في المنصورة؛ لتؤدي الامتحان وتعود للقاهرة مرة أخرى.
وجاء يوم العشرين من يونيو ليكون علامة فارقة في حياة كثير من البشر.. صراخ وعويل وهروب الفتيات إلى داخل الجامعة وجثة على الرصيف ودماء وهرج ومرج!
ماذا حدث؟ لا مجيب..
ماذا حدث؟ جريمة بشعة!
حينها كانت الفاجعة، لقد افترس الذئب الحمل الوديع.. قتلت البراءة.. مات الملاك البريء وتحولت إلى شهيدة العلم.. ارتقت إلى السماء، ولكنها سكنت قلوب الملايين والملايين دون مجهود.
أصبح محبوها من كل أرجاء الأرض جيوشًا سخرهم الله لها ليمنحوها جبالًا من الدعوات والثواب والحسنات من دون سابق معرفة.. فالقبول في الوجوه والقلوب يتم دون استئذان.. ونيرة كانت وما زالت من هذا النوع الذي يدخل قلبك من مجرد رؤية صورة لها.
مجرد صورة تجعلك تشعر أنك تعرفها من زمن.. تشعر أنها ابنتك أو أختك الصغيرة الشقية المحبوبة.. ويجعلك تشعر أن هذه العائلة هي عائلة من الجنة وليسوا من البشر وقد عانت هذه العائلة كثيرًا.. كيف عانت؟ انتظروا الجزء الثالث قريبًا.
اقرأ أيضاً قصة نيرة الجزء الأول
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.