في صباح أحد الأيام، استيقظ الأب مبكرًا كعادته، فهو يعمل مُدرِّسًا للتربية البدنية في إحدى المدارس الابتدائية في المحلة، وكذلك استيقظت الأم ربة المنزل الطيبة وأعدَّت الإفطار لزوجها، ثم كعادتها في كل صباح اتصلت بابنتيها المتزوجتين؛ للاطمئنان على أحوالهما وكيف تسير حياتهما بعد الحادث.
وبعد أن اطمأنت، ذهبت لإعداد أمور المنزل والاستعداد لتحضير وجبة الغذاء، ولكن عند عودة الأب من العمل وجدته على غير عادته عابس الوجه حزين.
وهذا طبعًا بخلاف حزنه على ابنته، وعندما سألته عما به وماذا حدث في العمل، ارتمى في أحضانها وانفجر باكيًا بدموع منهمرة؛ مما أدى إلى تأثرها وبكائها هي الأخرى، وعندما هدأ بدآ في التحدث.
هي: "مالك يا راجل إيه اللي حصل؟"
هو: "لا مفيش بس مخنوق شوية".
هي: "مخنوق إيه! دا انت كنت بتعيط ولا العيال الصغيرة؟"
هو: "تصوري في كلام وحش أوي بيدور في البلد وعلى النت على نيرة وعلينا؟"
هي: "كلام وحش على واحدة بين إيدين ربنا. هما الناس دي إيه! مش بيرحموا حد لا عايش ولا ميت! لا إله إلا الله يا ناس... دا احنا مسلمين وحاجين بيت الله وبنتنا لسه دمها منشفش؟"
هو: "اهدى أنتِ بس عشان صحتك"
هي: "صحة ايه! هو عاد في صحة بعد دا كله".
هو: "ربنا يخليكى لينا يا حجة"
هي: "ربنا يخليك.. أحطلك تاكل ؟"
هو: "والله ماليش نفس.. بس لو هاتكلي مفيش مانع واستني أساعدك".
وفي هذه الأثناء كانت الأخت الكبرى قد رأت ما نشر عنهم على وسائل التواصل، فاتصلت بالأخت الأخرى ودار بينهما الحديث التالي:
الأخت ١: "ألو إزيك يا أختي عاملة إيه؟"
الأخت٢: "الحمد لله والله.. أنتِ عاملة إيه؟"
الأخت ١: "والله حزينة من الصبح.. فتحتي النت انهاردة؟"
الأخت ٢: "آه فتحت وشوفت اللي مكتوب.. هما إيه الناس دي معندهمش قلب... مش كفاية الكارثة اللي احنا فيها.. احنا ناقصين!"
الأخت ١: "والله عندك حق بس ورحمة نيرة ما هسكت؟"
فماذا ستفعل الأخت! هذا ما سنعرفه في الحلقات القادمة.
اقرأ أيضاً قصة نيرة الجزء الأول
اقرأ أيضاً قصة نيرة الجزء الثاني
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.