كان هناك رجل متزوج من سبع زوجات، وكانت أصغرهن عمرًا هي ابنة عم له. وعلى الرغم من كثرة زوجاته، لكنه لم يُرزق بابن ولا بنت. وأخيرًا، بعد طول انتظار، ظهرت علامات الحمل على زوجاته، وكن جميعًا يشتهين تناول فاكهة الرمان، التي لا تُباع إلا في البلدة المجاورة. لذا اضطر الرجل للسفر إلى البلدة المجاورة لشراء فاكهة الرمان مشيًا على الأقدام.
وفي أثناء طريقه للعودة، شعر الرجل بالعطش الشديد بعد ما نفد ما معه من الماء؛ لذا اضطر لطلب الماء من السقا، لكن السقا طلب بعض النقود أو شيئًا مما يحمله الرجل من طعام. ولأن الرجل لم يكن معه أي نقود؛ لذا اضطر أن يُقسِّم نصف نصف (يعني ربع) ثمرة من الرمان، ويعطيها للسقا مقابل الماء.
ولما عاد الرجل لزوجاته، أعطاهن الرمان، فلم ترضَ أي واحدة منهن إلا بثمرة رمان كاملة، لذا اضطرت ابنة عم الرجل لأخذ ثمرة الرمان الناقصة.
مرت الأيام، ووضعت كل زوجة منهن ولدًا جميلًا، وأسمته اسمًا معروفًا، إلا ابنة عم الرجل سمت ابنها "نص نصيص".
مرت الأيام واضطر الرجل للسفر لبعض البلدان. وكان أبناؤه قد بلغوا العاشرة من عمرهم؛ لذا طلب كل ابن منهم حصانًا بلون مختلف عن لون حصان أخيه، إلا "نص نصيص"، فقد طلب جديًا بصفارة (ربما هي الدراجة الهوائية). لذا لما سافر الرجل، اضطر لشراء تلك الأحصنة وذلك الجدي أبو صفارة.
بعدها بأيام، خرج الأبناء ومعهم أحصنتهم، وكذلك "نص نصيص" خرج ومعه الجدي أبو صفارة. ساروا جميعًا باتجاه الغابة لصيد بعض الغزلان والأرانب البرية. ولأنهم كانوا قد ضلوا الطريق، وجدوا قصرًا من بعيد، لذا اقتربوا من القصر وطرقوا على الباب. ردت عليهم سيدة عجوز بثوب جميل -التي حكت معهم وعلمت خبرهم- وأخيرًا، أقنعتهم بأنها عمتهم التي تزوجت منذ زمن بعيد، لذا فهم يرونها أول مرة، وطلبت منهم أن يقبلوا ضيافتها لسبعة أيام؛ لذا فقد وافقوا على الفور.
سمحت لهم بأن يأكلوا ما يشاؤون من الفاكهة أو الحبوب الموضوعة في المستودع أو حتى الطيور الداجنة التي تُربيها تلك العجوز. وفعلًا ظلوا أربعة أيام يأكلون ويمرحون ثم ينامون في ثبات عميق.
في اليوم الخامس، أكلوا بنفس النهم والشراهة، وناموا في ثبات عميق، إلا "نص نصيص" الذي استيقظ يريد الذهاب لقضاء حاجته، فوجد تلك العجوز تمسح على بطون إخوته وهم نائمون، قائلة: "سمين سمين، أكل مين، وأخلي مين"، لذا تظاهر "نص نصيص" بالنوم، فمسحت على بطنه كما فعلت مع إخوته.
في اليوم السادس، حكى "نص نصيص" ما جرى بالليل، وأن تلك العجوز ما هي إلا غولة تأكل الناس. واتفق مع إخوته على ألا يأكلوا كثيرًا؛ حتى لا يُصابوا بالتخمة ويناموا، ثم يتظاهروا بالنوم؛ ليروا بأنفسهم ما حكى لهم عنه أخوهم "نص نصيص".
في اليوم السابع، تسللوا وركبوا أحصنتهم، في حين ركب "نص نصيص" الجدي أبو صفارة، ثم فروا هاربين. فلما رأتهم الغولة، أخذت تنادي على الأحصنة بألوانها، فيقف الحصان واحدًا تلو الآخر، ويضطر كل أخ أن يركب مع أخيه الذي يسبقه. وأخيرًا، اضطر جميع الإخوة للركوب على الجدي أبو صفارة. ولما نادت الغولة قائلة: "يا جدي يا أبو صفارة، يخونك ما أطعمتك من طعام"، كما فعلت مع الأحصنة تمامًا؛ رد الجدي أبو صفارة قائلًا: "حصى حصى! ما أكلت إلا النوى"، وفر هاربًا وعليه جميع الإخوة، وعادوا جميعًا لبيت أبيهم سالمين.
لكن الإخوة لم ينسوا أبدًا التمر الذي كانوا يأكلونه عند تلك الغولة، لذا قرر "نص نصيص" بعد أيام أن يذهب لإحضار تمر من نخل تلك الغولة، على الرغم من معارضة إخوته لتلك المغامرة وسخريتهم منه، مؤكدين أن الغولة ستأكله بلا شك.
لكن "نص نصيص" ذهب بمفرده لمنزل الغولة، وضع الجدي أبو صفارة بعيدًا، وربط كل رجل من أرجل بنطاله بحبل، ثم ملأ أرجل البنطال بالرمل، ثم تسلق نخلة الغولة.
رأت الغولة من بعيد شخصًا ما يقطع عرجون النخلة محملًا بالتمر الناضج، ويلقي به على الأرض. فأقبلت نحو النخلة بسرعة، فرأت "نص نصيص"، وما أن بدأت تتسلق النخلة، فك "نص نصيص" أرجل بنطاله؛ فسقط الرمل في عين الغولة، ثم أخذ عرجون التمر، وركب الجدي أبو صفارة، ثم هرب، وعاد لأهله سالمًا.
مرت الأيام وتذكر إخوة "نص نصيص" طعم الحمام الذي كانوا يأكلونه عند الغولة، وأنه طعم لا يُقاوم ولا يُنسى أبدًا؛ لذا قرر "نص نصيص" بعد أيام أن يذهب لإحضار حمام مما تُربيه الغولة، على الرغم من معارضة إخوته وسخريتهم منه.
دخل "نص نصيص" مع الطيور الداجنة التي تُربيها الغولة، فأخذ الحمام يصدر صوتًا قائلًا: "طن طن، "نص نصيص" في القن". ولما سمعت ابنة الغولة صوت الحمام، أخبرت أمها في الحال. فأمسكت الغولة بـ"نص نصيص"، وربطته ووضعته تحت الماجور (إناء عميق وكبير من الطين). أمرت الغولة ابنتها بحراسة "نص نصيص"، وذهبت الغولة للجبل لتفرك أسنانها فيصيروا أكثر حدة.
عقد "نص نصيص" مع ابنة الغولة صفقة، بأن تفك وثاقه، ثم يلعبا معًا مصارعة، ومن يفوز يقوم بربط الآخر ويضعه تحت الماجور. وفعلًا، فكت ابنة الغولة وثاق "نص نصيص"، وبدآ يتصارعان. فأسقطته، فقال لها "نص نصيص" بدهاء: "ليس من أول مرة"، فقبلت ابنة الغولة بإعادة المصارعة مرة أخرى. لكن "نص نصيص" هزمها هذه المرة، ثم قتلها في الحال، ووضعها تحت الماجور، ثم هرب.
لما عادت الغولة، نادت على ابنتها فلم تُجب، وذهبت الغولة لتأكل "نص نصيص"، لكنها وجدت جثة ابنتها. فصرخت وتوعدت بأن تأكل "نص نصيص" في أقرب وقت.
ما هي إلا أيام وتذكر إخوة "نص نصيص" منزل الغولة وما فيه من خيرات، لذا قرر "نص نصيص" أن يُحضر الغولة نفسها، على الرغم من معارضة إخوته لتلك المغامرة الجنونية.
حمل "نص نصيص" شكارة كبيرة فيها بعض أمشاط تسريح الشعر وبعض مسحوق التجميل، وذهب متنكرًا، وأخذ يصيح: "مسحوق للتجميل .. أمشاط لتسريح الشعر". ولما سمعته الغولة، أرادت أن تشتري منه بعض الأشياء، فنادت عليه وسألته عن اسمه، وإن كان يعرف شابًا اسمه "نص نصيص"، لكنه أجابها بالنفي. وطلبت منه نوعًا معينًا من مسحوق التجميل، وكان "نص نصيص" يُحضر لها نوعًا مختلفًا عما تطلب.
وأخيرًا، عرض عليها أن تدخل بنفسها في تلك الشكارة الكبيرة؛ لتختار ما تشاء. وما أن دخلت الشكارة؛ فدفعها أكثر للداخل وربط الشكارة بحبل قوي، وركب الجدي أبو صفارة، وعاد لأهله سالمًا، وأضرموا النار في تلك الغولة، وأخذوا كل ما تملكه الغولة ووزعوه على المحتاجين.
لقد عدتى بى إلى زمن الطفولة
الجميل وحكايات الشطار وجدتى
وهى تحكى لنا اجمل الحكايات
دمتى مبدعة حبيبتى ❤🌹
مرحبا من جديد، اعذريني على تأخري في الرد، وشكرا جزيلا صديقتي العزيزة على تعليقك الذي يسعدني وأعتز به كثيرا، وأنا في انتظار المزيد من مقالات الرائعة، ودمتم بخير وسلام وسعادة.
فعلا زمن الطفوله الجميل
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.