شاي ليبتون من أشهر ماركات الشاي المنتشرة في جميع أنحاء العالم. إليك قصة هذا الشاي الشهير ورحلة نجحا مكتشفه من البداية حتى صار أشهر ماركة شاي عالمية على الإطلاق.
شاي ليبتون هو الشاي الذي اخترعه التاجر الإسكتلندي السير توماس ليبتون بعد رحلة طويلة في العمل في مجال الشاي.
بداية رحلة تاجر الشاي
وُلد "توماس ليبتون" في شهر مايو عام 1848 لأبٍ يملك متجر بقالة صغيرًا في مدينة غلاسكو في إستكلندا، وساعد والده في تجارته البسيطة، لكن الأب كان طموحًا، وأراد مستقبلًا أفضل لابنه؛ فأرسله إلى الولايات المتحدة الأمريكية في سن لا تتجاوز السادسة عشرة من عمره.
عمل توماس في هذه السن الصغيرة في سلسلة من الوظائف في أمريكا، وتعلَّم أُسس التجارة واكتسب بعض الخبرات والمهارات في هذا البلد. وبعد خمس سنوات في أمريكا عاد إلى وطنه، وعاد إلى عمله القديم وهو مساعدة والده في متجره.
كان متجر والده يبيع كثيرًا من المنتجات ومن ضمنها الشاي، ولكن لم يكن على الشاي إقبال كبير مثل باقي المنتجات، فكان يعتقد بعضهم أن الشاي مشروب الرفاهية، وأنه غالي الثمن ونادر، ويمكن بثمنه شراء منتج آخر أكثر فائدة منه، ورأى البعض أن الشاي لا بد أن يتناوله شخص ذو بال خالٍ من الهموم، وغيرها من المعتقدات الخطأ المنتشرة التي جعلت هذا المشروب ضعيف الإقبال والشراء.
لكن "توماس" اكتشف كثيرًا من الفوائد والإمكانيات في هذا المشروب، وحاول تغيير المعتقدات المنتشرة عن هذا المشروب، فاشترى مزرعة خصيصًا لإنتاج الشاي في سيلان (سريلانكا الآن) وبدأ يروج لهذا المشروب المنعش.
استخدم أعمالًا دعائية مبتكرة لترويج هذا المشروب، وكانت كل فكرة إعلان تزيد شعبية هذا المشروب، حتى افتتح "توماس ليبتون" أول متجر بيع للشاي في غلاسكو عام 1871، وزاد الإقبال على هذا المتجر فأنشأ أكثر من متجر بعد ذلك، حتى وصل عدد المتاجر في عام 1888 إلى 300 متجر، وانتشرت تجارته إلى خارج حدود إسكتلندا حتى وصلت إلى أغلب الدول الأوروبية.
تصدير الشاي إلى الخارج
أسَّس بعد ذلك سوقًا خاصة للشاي، وبدأ يصدر الشاي إلى أغلب دول أوروبا، وأسَّس لهذا الغرض شركة لتغليف هذا المشروب، وأطلق عليه اسمه، وكان أول شخص يغلف الشاي ويبيعه إلى الجمهور، وأيضًا بدأت متاجره في بيع الشاي السائب دون وسيط، وبفضله أصبح الشاي في متناول الجميع، وليس الأغنياء فقط كما كان في الماضي.
لم يهتم "توماس ليبتون" بجمع ثروة كبيرة، بل أراد أن يجعل الشاي متاحًا للجميع وبأسعار زهيدة وجودة عالية، وكان يفضل أن ينتشر اسمه بدلًا من تكوين ثروة كبيرة.
ومن إنجازات "توماس ليبتون" التي خلَّدها التاريخ وخلَّدها جميع محبي المشروبات، أنه هو أول شخص فكر في عمل أكياس الشاي التي تُوضع في أكواب ويُصب عليها ماء مغلي، وهي فكرة عبقرية لاقت استحسان الجميع، وما زال يستخدمها العالم، وكل شركات العالم استخدمتها بعد ذلك.
رحل "توماس ليبتون" في 2 أكتوبر عام 1931 بعد أن أصبح علامة كبيرة في العالم لمحبي الشاي، وبعد أن ترك كثيرًا من الشركات لصناعة الشاي في أنحاء العالم.
معلومات جيدة
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.