وبدأت مليسا تأتي كل يوم لشراء التفاح.
وفي كل يوم كان يزداد الحب أكثر. ومرَّت مدة طويلة على هذا الحال، لكن في أحد الأيام التي كان يعقوب متيقِّنًا فيها أن مليسا ستأتي وتشتري منه التفاح، قرر أن يكتب لها "أحبك" على التفاحة. وفعلًا، جهَّز يعقوب كل شيء وجلس ينتظرها. وفي هذا اليوم تحديدًا، لم تأتِ مليسا.
حلَّ المساء ولم تأتِ. يعقوب ظن أنها يئست منه وأنها لن تعود مجددًا. ألقى التفاح على الأرض وذهب إلى بيتها. وعندما ذهب، كانت مليسا عائدة من المدرسة، وكانت ذاهبة له كعادتها لتشتري التفاح، لكنها لم تجده. لكنها وجدت التفاحة وقرأت ما كُتِب عليها.
وفي لحظتها لم تسعها الأرض من السعادة. أخذت التفاحة وركضت إلى المنزل. وحينما كانت هذه أجمل ليلة في حياتها، كانت أتعس ليلة في حياة يعقوب. كلاهما كان ينتظر الصباح: أحدهما كان ينتظره ليعود إلى حبه، والآخر إلى خيبة أمله.
أتى الصباح، لكن يعقوب لم يذهب إلى البسطة لأنه كان مرهقًا ولم يستطع الذهاب. أما مليسا، ففي أول لحظة فتحت فيها عينيها، ذهبت مسرعة إلى خزانتها وارتدت أجمل ما عندها، ثم نزلت مسرعة إلى حي روما الجميل كي تلتقي فارس أحلامها. لكن كانت الصدمة عندما ذهبت ولم تجد التفاح ولا صاحب التفاح.
هنا شعرت بأسوأ شعور يمكن أن تعيشه فتاة. ظنت أنه غير رأيه بها، أو أنه كان مجرد معجب ورحل.
عندما كان يعقوب في منزله، والأفكار تتشاجر في رأسه، شعر أن وجوده في هذا المكان لا داعي له. أمه كانت شديدة الإصرار على أن يعود يعقوب معها إلى بلده. وبعد أن فكر يعقوب جيدًا، قرر العودة إلى بلده. وفعلًا، رحل دون أن يُخبر أحدًا.
ترك خلفه قلبه مع مليسا، وبسطة التفاح، والعجوز، وذهب.. وبعد غيابه أسبوعًا عن بيع التفاح، هنا تأكدت مليسا أنه قد رحل، وانتهت القصة التي لم تبدأ.
عاشت بعدها في حالة اكتئاب شديد، لم تخرج من المنزل أبدًا، حتى أنها توقفت عن أكل التفاح.
يتبع..
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.