حواء بنت قمحاوية اللون، يميل لونها إلى اللون الأسمر، تمامًا مثل والدها. كانت حواء البنت الوحيدة بين إخوتها البنين، وكانت في العاشرة من عمرها؛ لذا كان عليها أن تساعد إخوتها للخروج إلى المدرسة، ثم تظل قابعة في المنزل، تنتظر لحين عودة إخوتها من المدرسة، فتضع لهم الطعام، وتساعدهم في ترتيب ملابسهم وغسلها إن لزم الأمر.
كالعادة، عاد إخوة حواء من المدرسة، فتناولوا وجبة الغداء، واستذكروا دروسهم، ثم خرج معظمهم للعب. كانوا يمرحون ويلعبون مع باقي الأطفال من أبناء عمومتهم وأخوالهم أمام منزل الجد الفسيح، الذي يبعد قليلًا عن منزل أبي حواء.
كان بعض الأطفال يختبئون تحت عريش العنب وخلف الأشجار، وبينهم طفل يبحث عنهم ويحاول الإمساك بهم.
بعض الأطفال كانوا يلتقطون الثمار الناضجة التي تتساقط من أشجار الجوافة والتين والسدر (النبق)، وبينهم كان ولدان قد تسلقا الأشجار، وحرَّكا أفرع الأشجار المزدانة بالثمار الناضجة.
بعض البنات كنَّ يمسكن أيديهن يدًا بيد؛ يصنعن دوائر تتحرك، وبعضهن ينشدن "افتحي يا وردة".
أمسكت حواء بأخيها الرضيع، وأخذت تغني له بعض الأناشيد وتحكي له بعض الحكايات، ثم قالت للرضيع: "لماذا أنت حزين؟! لعلك تريد أن تذهب لتلعب مع الأطفال، أنا أيضًا أتمنى أن ألعب معهم، إذن هيا بنا!"
حاولت حواء أن تفتح الباب بهدوء؛ لتخرج وتستمتع هي وأخيها الرضيع باللعب مع باقي الأطفال، لكن والدتها صرخت وجذبت حواء بقوة، ثم أخذت أم حواء تندب حظها أنها اضطرت لتتزوج أبا حواء لأنه أسمر، والرجل الأسمر لن ينجب إلا بنتًا سمراء.
حاول والد حواء أن يسترضي والدتها لتتركها تلعب فهي لا تزال صغيرة، لكن والدة حواء قالت في ضجر: "ألم أقل مرارًا وتكرارًا بأني سأزوجها لابن أخي، ولن أتراجع عن قراري."
ربت أبو حواء على كتف حواء، قائلًا: "ما باليد حيلة"، ثم ابتسم قائلًا: "وهل السمرة عيب؟ يقال إن السمرة نصف الجمال، ولا فضل لأحد على غيره إلا بالتقوى"، ثم أخذ يسرد النكات الحلوة على مسامع حواء، فابتسمت وقالت: "أتعلم يا أبي، إنك تهوِّن عليَّ المصائب."، رد أبو حواء: "المصائب هي التي تجعلنا أقوى، ومع كل محنة منحة."
جميلة ورائعة جداجداجدا
سلمت يداك ودمتى مبدعة يا صديقتى
❤🌹🌹🌹
خالص ودي وتحياتي لك صديقتي العزيزة سعاد صادق على تعليقك الذي سعدت به كثيرا، في انتظار مقال رائع وممتع من مقالاتك الشيقة، ودمتم بخير وسلام وسعادة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.