الأمثال الشعبية مرآة تعكس تجارب الشعوب وحكمتهم وتحمل في طيَّاتها عبرًا ومواقف خلَّدتها الألسن على مر العصور، وهي كلمات موجزة تختصر قصصًا أثرت في الناس ثم أصبحت أقوالًا مأثورة تُقال في مواقف مشابهة. في هذا المقال نتناول قصتين شيقتين خلف أشهر الأمثال العربية التي تعبر عن الحكمة والندم.
قصة المثل العربي: "تسمع بالمُعَيْدِي خير من أن تراه"
مَضْرِبُه: هذا المثل يُضرب لمن خبره أفضل من مرآه.
معناه: يُروى أن الذي قاله هو النعمان بن المنذر؛ وذلك أن رجلًا من قبيلة "مَعَد" اسمه شَقْرَة بن ظَبَا، وكان هذا الرجل من الذين يغيرون على الإبل، فغار على إبل النعمان بن المنذر، وكان يأخذ منها. فحاول هذا الملك إيقافه فلم يستطع، حاول معه مرات ومرات فلم يتمكن من إيقافه، فقرَّر أن يعامله بالسياسة؛ فبعث إليه بهدية وطلب رؤياه. فلما رآه أنكر صورته؛ لأنه كان دميمًا قبيحًا، وقال له هذا المثل: "تسمع بالمُعَيْدِي خير من أن تراه".
والمُعَيْدِي تصغير للمَعَدِّي أي المنسوب إلى قبيلة مَعَد. والله أعلم.
قصة المثل العربي: "ندمت ندامة الكسعي"
مَضْرِبُه: هذا المثل يُضرب لمن يفعل شيئًا ثم يندم عليه ندمًا شديدًا.
معناه: يُروى أن رجلًا من كَسَع، وكَسَع هذه حي من اليمن، وهذا الرجل ربَّى نَبْعَة، والنَبْعَة شجرة يُتخذ منها ومن أغصانها القِسِيُّ (جمع قوس) والسهام، فأخذ هذا الرجل الكسعي قوسًا وسهامًا من هذه الشجرة، ورمى بها الوحش في الليل فأصاب، وظن أنه أخطأ فكسر القوس. فلما أصبح الصباح رأى ما أصمى وما أصاب من الصيد، فندم؛ ولذلك قيل: "ندمت ندامة الكسعي". ومنه قول الشاعر:
ندمت ندامة الكسعي لما
رأت عيناه ما صنعت يداه.
فيا أيها القارئ الكريم، عليك أن تتحرى جيدًا عن الأخبار التي تصلك حتى لا تندم ندامة الكسعي، وعليك أن تخطط للشيء قبل فعله جيدًا حتى تصل إلى النجاح وتحقق ما ترجو. ولكي لا تندم، فإن الندم أمره صعب على النفس، فكن على حذر وكن متيقظًا دومًا، ولا تقع في الوهم، فإن الوهم موت والتيقظ حياة.
رائع
شكرا جزاكم الله خيرا
رائع
رائع
رااائع
شكرا جزاكم الله خيرا
روعة صديقي ابدعت
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.