قصص رومانسية | متى سنفترق ؟
..
عندما ينتهي انبهارك بي، أعود شخصاً عادياً بالنسبة لك، تتحول الأشياء التي تعجبك في شخصيتي لأشياء عادية مملة ، تنتهي لهفة لقائك بي، ويتبلد شعور الاشتياق بداخلك.
تمل من تفاصيل حياتي حتى تنفر منها، ينتهي العتاب والشغف، يتحول الحديث والسؤال بيننا لعادة أو لواجب اعتدنا عليه، سنفترق عندما تمر أكثر من ساعة دون أن تتحدث معي فلا تشعر أن شيئاً ينقصك..
عندما تتأكد من مكانتك في قلبي ومن وفائي وإخلاصي لك، وتتحول كلماتي لمجرد كلمات عادية لا تؤثر في قلبك، وتصبح محاولاتي لإسعادك محاولات تافهة لا قيمة لها، لا تقلق سينتهي كل شيء عندما ينتهي انبهاري بك.
إنها ليلةُ الفراق الأولى، أو بصدقٍ بالغ ليلة الحداد الأولى.
ما من داعٍ لاعتناقِ اللون الأسود، فالظلام فائضٌ داخلي أكثر منّي، وكفيلٌ لأداء الطقوس الأخيرة.
شعرتُ في هذه الليلة أنّ الكون بما فيه تآمر على روحي، فصارت التفاصيل كلّها تعنيني، سمعْتُ كلماتٍ اعتدتُها من فاه، اقتباساتٍ وسطوراً عديدة عبرّت عن عزائها متأسفةً لحالي، حتى إنّني لم أسلَم من الأغاني التي تحمل بين حروفها جميع ذكرياتي.
أُصِبْتُ ببهتان الألوان، حتى قوس قزح أمسى عتمة حالكة، أمّا ذاكرتي أصابها زهايمر، وما عدت أتذكر سِوى اللحظات التي جمعَتنا سوية، وهنا ازدادَت المأساة يا سادة.
ليلة أمس، بينما كنّا تحت أزمة الفراق وهو مصيرنا.
قلبي اعتصره الأسى مُترقباً النهاية، مثل آخر شجرة متبَقِية في غابةٍ
على موعدٍ مع فاجعتها، تشاهد نيران النهاية تزحف إليها لتلتهمها، فتكون الختام.
قلتُ لها:
التعلُّق أشد من الحب، وأنا كنتُ لك الحبيب، والأخ، والصديق، والأب والأم أيضاً، لذلك لن تنساني أبداً، أنا اللعنة التي ستحل بك، ستراني في وجه حبك الجديد، وفي تفاصيل صديقك الذي ستعرفه بَعدي، لكنّك بدءاً من اليوم أصبحتَ يتيماً، ولن تنساني أبداً.
وانتهى الأمر بنا نحو الهاوية فأصبح الفراق ختاماً.
لا بأس.. إنها ليلة الفراق الأولى فحسب والعزاء له ليس لي.
ابتعدت لأنك أرغمتني على ذلك، جعلتني أفعل ما لم أتخيل أني سأفعله يوماً ما، جعلتني أرحل وأنا أحبك، أذهب وأنا أرغب بالبقاء، أتظاهر بأني تركتُك بإرادتي بينما أنا كنت أبحث عن سبب واحد للاستمرار... أما عنك فلا تهرب من الأشياء.
لا تمسح الأرقام ولا الصور ولا حتى تعطي حظراً ولا تتهرب من الأغاني والذكريات، بل واجه..
عالج، عالج نفسك بالمواجهة.. انظر إلى الصورة مئة مرة حتى تصبح عادية، تؤذيك آلاف المرات حتى تتجاوزها..
اسمع الأغنية حتى تهزمها، وتتوقف عن هزمك، مرّ من الشخص حتى يصبح عادياً..
تذكر الحدث حتى يتوقف عن جعلك تشعر بالحزن، أو أن تشعر بأي شيء من الأساس....
حتى لو اجتمعت بخيباتك ذات يوم بمكان واحد لن تهتز منك شعرة، فلا تعتقد أن الأشخاص الذين عبرتهم ستكرههم أو تُشفق عليهم أو تشتاق لهم حتى...
قُل في داخلك: أنا لا أكرهك ولا أحبك ولا أهمشك، أنا لا أراك من الأساس..
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.